عيد... باي حال أنت فيه يا جنوب؟

> لم يعد خافيا على أحد أن الجنوبيين ما زالوا يتعرضون لعملية تنكيل ممنهج من قبل نظام الاحتلال الذي لم يكف عن إلحاق المزيد من الأذى بأهل الجنوب الذين باتت أرضهم وحقوقهم بحكم المستباحة من قبل نظام تعمد وبشكل صريح وواضح، حرمانهم من كل حقوقهم الأصيلة التي كفلتها كل الديانات السماوية وأكدت عليها كل القوانين والمواثيق الدولية التي تدعو جميعها إلى احترام حقوق الإنسان وعدم التعدي عليها أو الانتقاص من مثل تلك الحقوق المنصوص عليها في تلك القوانين والمواثيق الدولية التي تحض دول العالم بمختلف توجهاتها السياسية والثقافية والعرقية والعقائدية على احترامها وعدم المساس بها أو بحرية الناس، التي ينبغي أن تصان من جانب المجتمع الدولي وعلى دول العالم التي تقع عليها مسؤولية الذود عنها والعمل على خلق المناخات والظروف الملائمة التي تسهم في خلق وتعزيز دور ومكانة الحريات العامة التي من شأنها أن تخلق المزيد من الفرص التي تسهم بصورة فعلية في توفير حياة كريمة ولائقة دون أي منغصات لشعوب الأرض دون أي تميز عرقي أو ديني أو مذهبي أو طائفي أو مناطقي أو قبلي أو جهوي، يمكن أن تنساق إليه بعض دول العالم التي قد تتخذ منه مبررا يدفعها إلى الوقوف في صف هذا الطرف على حساب الطرف الآخر، مما ينتج عنه عواقب خطيرة تقود إلى مصادرة حقوق شعوبها والنيل من حقوقهم والتعدي على حريتهم والنيل من لقمة عيشهم ومحاربتهم في قوتهم اليومي وحرمانهم من الخدمات الضرورية التي يتوجب أن توفرها الدولة التي تقع على عاتقها هذه المسؤولية الحصرية دون غيرها ودون قيد أو شرط ودون منة من الدولة على مواطنيها الذين بات من حقهم أن يحصلوا على مثل تلك الحقوق بيسر وسهولة وبصورة منتظمة ومستدامة وعلى مدار الساعة، باعتبار أن تحقيق ذلك يعد جزءا أساسيا من مسؤوليات الدولة تجاه مواطنيها الذين ينبغي أن تسهر الدولة على راحتهم وتكون مصدر سعادة ورخاء وأمن واستقرار بالنسبة للوطن والمواطن، وأن لا تكون مصدر تعاسة وشقاء لأبنائها مثل ما هو حاصل اليوم بالنسبة لأبناء الجنوب الذين ذهبوا ضحية تلك السياسة القائمة على العنصرية وعلى المناطقية والدونية التي اتبعها نظام الاحتلال بحق أبناء الجنوب الذين لا يرون في هذه الدولة والنظام السياسي العفن الذي يدير شؤون حياتهم البائسة إلا مصدر تعاسة وشقاء لفئات وطبقات المجتمع الجنوبي الذي لم يجد أمامه من خيار للخروج من حالة البؤس والظلم والقهر الذي فرض عليه إلا الاستنهاض للوقوف في وجه الجور والظلم والاستبداد والاستعباد التي سعى نظام الاحتلال إلى ترسيخه وتعميق جذوره في أوساط المجتمع الجنوبي حتى يتمكن من إحكام قبضته وفرض سطوته على الجنوب أرضا وإنسانا ولكن دون جدوى.

لم يعد سرا او خافيا على الجنوبيين عموما أن دولة الاحتلال لا تتقن إلا لغة التنكيل بأبناء الجنوب الذين تعرضوا طوال الثلاثة العقود الماضية لكل صنوف التنكيل والاستبداد والاستعباد والحرمان والتعدي على حريتهم وعلى كرامتهم وعلى أدميتهم التي كانت ومازالت عرضة للامتهان من قبل دولة الاحتلال القمعية التي دأبت طوال سنوات حكمها للجنوب على ارتكاب شتى أنواع الجرائم والموبقات والقتل الممنهج بحق الجنوبيين الذين جرعهم المحتل مرارة العيش ونال من حقوقهم المشروعة وصادر ممتلكاتهم واستولى على أراضيهم وسرح مئات الآلاف من أعمالهم وقطع رواتب مئات الآلاف من أبناء هذا الشعب المغلوب دون أي سبب يذكر سواء الانتقام من أبناء هذا الشعب العظيم الذي مازال يقبع تحت وصايا نظام عفاش التي فرضها على الجنوب بعد حرب 94م، وهي الوصايا التي مازالت بكل مترتباتها السلبية قائمة وتسود مجتمعنا الذي لم يستطع بعد التخلص من نظام الاحتلال وأذنابه رغم المقاومة الشرسة التي ظهر بها المجتمع الجنوبي الذي كان ومازال مثالا للتضحية والفداء ضد الوجود الشمالي وضد نظام الاحتلال في الجنوب، حيث اجترح الجنوبيون عملية نضالية واسعة شملت التراب الجنوبي، خاض الجنوبيون خلالها نضالا مريرا ضد الاحتلال الشمالي وضد الممارسات القذرة التي انتهجها نظام صنعاء تجاه الجنوب وأبنائه الذين ما زالوا يحتاجون إلى وقت حتى يتخلصوا من عبث وعنجهية نظام الاحتلال الذي لم تؤثر عليه وعلى موقفه وتوجهاته السياسية جملة المتغيرات التي شهدتها الساحة اليمنية والجنوبية وفي طليعتها تغير رموز النظام التي لم تتزحزح عن موقفها السياسي السلبي من القضية الجنوبية، حيث أصرت على السير في نفس الطريق والدرب والنهج الذي اتبعه عفاش تجاه الجنوب ولم تستطع تلك الرموز السياسية الجديدة التي تتصدر المشهد السياسي اليمني اليوم أن تخرج من تحت عباءة عفاش، ولم تستطع أن تغير من نظرتها السياسية وتراجع حساباتها السياسية تجاه الجنوب وقضية شعب الجنوب تجاه تضحيات الجنوبيين وإصرارهم على مواصلة نضالهم حتى تحقيق كامل أهدافهم المتمثلة بقيام دولتهم المستقلة التي بات قيامها من الأمور المحسومة ومن البديهيات التي لم تستوعبها سلطات الاحتلال التي كان يتحتم عليها أن تعيد النظر في النهج السياسي الذي اتبعته مع الجنوبيين، وأن تعدل من مواقفها السياسية تجاه الجنوب وحق الجنوبيين في قيام دولتهم التي لم يعد قيامها من الأمور القابلة للنقاش أو التراجع أو العودة بالقضية الجنوبية إلى نقطة الصفر بحسب ما علق في أذهان وعقول قيادات شرعية الأمس وشرعية اليوم وحكوماتها المتعاقبة من أوهام سوف ترتد عليها بالسلب إن اعتقدت أنها قادرة على إجهاض مشروع قيام الدولة الجنوبية الذي يسير بخطى حثيثة وثابتة ومحسوبة بدقة شديدة نحو التحقق، بحيث يصبح معه من غير المفيد ومن غير المجدي أن تظل الشرعية متمسكة بنفس مواقفها العدائية التي عفا عليها الزمن تجاه قضية الشعب الجنوبي وتجاه حقه في قيام دولته التي مازال قيامها لم يجد آذانا صاغية من قبل الشماليين بمختلف توجهاتهم السياسية والعقائدية والطائفية من أقص اليمين إلى أقصى اليسار من القوميين إلى البعثيين ومن الحوثيين إلى المتطرفين والإرهابيين، جميعهم مازالوا يحلمون بعودة الجنوب إلى باب اليمن، ما زالت نظرتهم للجنوب لم تتغير بعد وهي النظرة التي لا تتعدى عن كون الجنوب مجرد بقرة حلوب ومجرد غنيمة ومجرد أرض مستباحة لنظام الاحتلال الذي اتبع منذ اليوم الأول لاحتلاله للجنوب نهجا سياسيا وعسكريا وأمنيا أرادوا من خلاله تقويض القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية المتأصلة داخل المجتمع الجنوبي الذي تعرض لعملية تفكيك ممنهج حتى يسهل اقتياده والسيطرة عليه ويتسنى لهم توسيع نطاق عمليات نهب ثروات الجنوب والاستحواذ على مقدرات الدولة الجنوبية وفرض وصايا شاملة على الشعب الجنوبي تقوم على نهج إخضاع الشعب الجنوبي لإرادة الشمال عبر سلسلة طويلة من الإجراءات التي أتبعها المحتل ومازالت تمارس حتى اليوم بحق أبناء الجنوب وتهدف جميعها إلى تجويعهم وحرمانهم من مقومات الحياة الكريمة، والنيل من أدميتهم وتركيعهم حتى يخضعوا لهذه الإرادة العمياء ولهذه العقلية الغبية التي غابت عنها جملة من الحقائق التي تتعلق بالجنوب وبالشعب الجنوبي الذي استطاع في يوم من الأيام أن يركع أعتى قوة استعمارية في العالم الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، فما بالكم بهذا الاحتلال الشمالي المتخلف وبهؤلاء اللصوص والفاسدين والسرق الذين مازالوا يعتقدون أنهم قادرون على وقف عجلة التاريخ والعودة بالجنوب إلى الوراء؟

لقد خرج الجنوب عن طوعكم وقرر شعبه أن يمضي نحو قيام دولته المستقلة التي لن تستطيع أي قوة على وجه الأرض أن تمنع قيامها طال الزمن أم قصر، أوقفوا رواتبنا.. واصلوا حروبكم القذرة ضد الشعب الجنوبي الذي اكتسب مناعة كبيرة ضد أعمالكم الخسيسة التي استهدفت وتستهدف مقومات حياته بغية تجويعه وإغراقه في الفوضى الأمنية التي هي من صنع أدواتكم الرخيصة التي تعمل جاهدة وعن طريق التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي تحاول اليوم أن تكثف من عملياتها الإرهابية في عدن وباقي المحافظات الجنوبية التي تتعرض منذ عام 94م حتى يومنا هذا لمواجهات متلاحقة من العمليات الإرهابية التي حصدت أرواح آلاف الأبرياء الذين سقطوا على مذبح التطرف والإرهاب الذي لن ينال في نهاية الأمر من كسر الإرادة الجنوبية، ولن يستطيع أن يقف في وجه المسيرة النضالية للشعب الجنوبي الذي بات قريبا جدا من تحقيق حلمه والمتمثل في قيام دولته المستقلة رغما عن أنف الجميع ورغما عن أنف الإرهاب والتطرف وعن أنف الشرعية الحالية التي سيأتي اليوم الذي تقر فيه وتبصم فيه بحق الجنوبيين في قيام دولتهم شاء من شاء وأبى من أبى، دولة الجنوب قادمة قادمة لا محالة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وأي مستقبل مظلم ينتظرهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى