إيكونوميست: بايدن يبدأ رحلة بلا هدف للشرق الأوسط.. سيحضر خالي الوفاض ويعود بهدايا تذكارية

> لندن "الأيام"القدس العربي

> ​قالت مجلة “إيكونوميست” إن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ “رحلة بلا هدف إلى الشرق الأوسط”.

وأضافت أن بايدن ليس لديه الكثير ليقدمه إلى الإسرائيليين والفلسطينيين، وربما لن يحصل على الكثير من السعوديين.

 وتقول إن الرؤساء الأمريكيين جاءوا إلى الأرض المقدسة مثل الحجاج المخلصين والباحثين عن الكأس المقدسة لحل الدولتين. فقد كان جورج دبليو بوش يأمل في عام 2003 بالعثور على “خريطة طريق للسلام”، وجاء باراك أوباما عام 2013 في وقت كان يحاول وزير خارجيته جون كيري إحياء المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحتى دونالد ترامب، فقد وعد بأنه “يحاول قدر ما يستطيع”.

لكن جو بايدن فقد الثقة، فرحلته التي تستمر 48 ساعة إلى إسرائيل وفلسطين، هي مجرد تمرين في الابتذال: مصافحة بعض الأيدي، وزيارة بعض الأماكن ثم العودة إلى المطار. ولا يوجد احتمال أنه سيعلن عن خطط كبرى تثير بعض الكلام، فلم يحصل في ذاكرة الزيارات الرئاسية الأمريكية، أن حضر رئيس أمريكي بجعبة خاوية وكلام قليل حول النزاع المستعصي في المنطقة.

بايدن ليس لديه الكثير ليقدمه إلى الإسرائيليين والفلسطينيين، وربما لن يحصل على الكثير من السعوديين

ومن الصعب لوم بايدن، فكلا الإسرائيليين والفلسطينيين يواجهون اضطرابات سياسية، وحتى لو أراد الخوض في مستنقع العملية السلمية، فلن يجد أحدا مستعدا للخوض معه.  ولم يعد النزاع كما يبدو مهما كما كان. وبعد عقود من التأكيد أنه لا يمكن الحفاظ على الوضع الراهن، عاد الأمريكيون للتفكير بأنه قد يتم الحفاظ عليه.


وعندما تم التحضير للزيارة، كان نفتالي بينيت رئيسا للوزراء في إسرائيل، ثم انهارت حكومته بانتظار الانتخابات التي ستعقد في نوفمبر، وهي الخامسة منذ عام 2019. وسيلعب يائير لبيد، رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال، دور المضيف لبايدن. ولبيد هو من تيار الوسط ومناسب للرئيس الأمريكي، وسيمنحه الأمريكيون صورا لتقوية حملته. وسيعطي الرئيس 15 دقيقة لبنيامين نتنياهو الذي يأمل بالعودة إلى الحكم في الخريف. وهذا يعكس البروتوكول، فنتنياهو هو زعيم المعارضة، واعتراف بإمكانية عودته.

وسيحصل الفلسطينيون على اهتمام أقل، فسيتوقف الرئيس في رحلة قصيرة في بيت لحم ويلتقي عباس في 15  يوليو. وسيعلن عن 100 مليون دولار كمساعدات للمستشفيات في القدس الشرقية والتي تقدم العناية المتخصصة للفلسطينيين الذين لا يستطيعون العثور عليها في الضفة الغربية، منهيا بذلك خفض المساعدات القاسي الذي مارسته إدارة ترامب عام 2018. وهي خطوة تستحق الثناء، ولكنها مظهر للانسداد اليائس الذي وصل إليه الوضع.

وسيظل التركيز على رحلة بايدن عندما تحط طائرته في مطار جدة، وهو أول رئيس أمريكي يحلق مباشرة من إسرائيل إلى السعودية. وقال وزير إسرائيلي بارز: “جاء إلى هنا أولا، لأن من الواضح الآن للأمريكيين أنهم لا يستطيعون التعامل مع حلفائهم في المنطقة بطريقة منفصلة، لأننا ننسق بشكل جيد”. وترغب الإدارة الأمريكية بأن يكون التنسيق الذي يدار بشكل سري، علنيا.

لو تحقق التطبيع السعودي- الإسرائيلي، فسيكون نصرا في السياسة الخارجية لبايدن، كما سيقلل من الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة

ولو تحقق التطبيع السعودي- الإسرائيلي، فسيكون نصرا في السياسة الخارجية لبايدن، كما سيقلل من الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.

 وسيحث الأمريكيون السعوديين على التقارب مع إسرائيل، وزيادة معدلات إنتاج النفط لمنع الركود الاقتصادي، وخسارة الديموقراطيين في الانتخابات النصفية الأمريكية في نوفمبر.

وربما لم تكن الزيارة مثيرة للجدل، لو عرض بايدن إنجازات مهمة، لكن لا. فقد قلل الإسرائيليون من حصول اختراق في محاولات التطبيع مع السعودية ولأسباب منطقية، فالمملكة ليست متعجلة في عقد صفقة، وتريد خطوات تدريجية.

 وسيعلن بايدن في جدة أنه سيتم السماح لمزيد من الطائرات الإسرائيلية بعبور الأجواء السعودية.وفي موضوع النفط، فليس من الواضح إلى أي حد سيتمكن السعوديون من إنتاج النفط بقدرات عالية، وإن توفرت القدرات لتكريره وتحويله إلى وقود.

 وفي مقال للرأي كتبه بايدن في “واشنطن بوست” في 9 يوليو، قدم فيه هجوما وقائيا للرحلة، قائلا إنها “ستظهر القيادة الأمريكية الحيوية” في المنطقة.
 
وربما حصل العكس، فسيحصل من مضيفيه على الترحيب، ويودعونه إلى المطار بمجموعة من  الهدايا التذكارية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى