هل تكون الإمارات مفتاح عقدة علاقة أمريكا مع الخليج

> جدة "الأيام" العرب اللندنية

> ​مثلت دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد لزيارة الولايات المتحدة والتباحث بمختلف الشؤون الاستراتيجية والاقتصادية إشارة إلى أن إدارة بايدن لا تزال تنتظر من يعينها على فهم علاقتها بدول المنطقة.

وأدركت الولايات المتحدة عمق ورطتها في عدم فهم مشاكل الشرق الأوسط وحساسياته عندما واجهت موقفا باردا من دول المنطقة الرئيسية في التجاوب مع دعوات سياسية ونفطية للوقوف إلى جانبها ضد روسيا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

ويرى متابعون للشأن الخليجي أن الرئيس الأميركي وقف خلال قمة جدة على حقيقة أن هناك تغييرات كثيرة وقعت في الخليج، وأن قياداته باتت مختلفة عمّا ألفه الأميركيون في عقود ماضية، وأن استضافة أحد أهم القادة في المنطقة إلى واشنطن يمكن أن يساعد إدارة بايدن على فهم ما يجري وتعديل سياستها في الخليج على ضوء ذلك.

ويقول المتابعون إن توجيه بايدن دعوة للرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد لزيارة واشنطن ومواصلة الحوار هي تأكيد على أن الرئيس الأميركي قد تفاجأ بالتغييرات التي حصلت لدى حلفائه، وتفاجأ بوجود قيادات جديدة تحمل تفكيرا مغايرا عما توقعه، لافتين إلى أن الرئيس الأميركي يحتاج إلى سماع صوت مختلف يدافع عن فكرة الشراكة الأميركية – الخليجية بمنطق المصالح المتبادلة.

ويشير هؤلاء إلى أن الحوار القائم على المصالح، والذي يتخلى عن تأثير اللوبيات وخططها، سيمكن واشنطن من فهم طبيعة التحولات لدى حلفائها، يوفر لها فرصة للتراجع عن أخطائها وفهم ما يجري من حولها، فالخليجيون لم يبقوا بانتظار تراجع واشنطن عن خطواتها خاصة بعد سحب بعض أنظمتها الدفاعية من المنطقة، بل سارعوا إلى البحث عن بدائل وبناء شراكات وتحالفات جديدة قائمة على الندية والتنوع.

وستكون فرصة للرئيس الأميركي ليقف عن كثب على استراتيجية تصفير المشاكل التي تتبناها الإمارات في علاقاتها الإقليمية والدولية، وهي تجربة يمكن أن تكون نموذجا لبناء علاقات متينة في الشرق الأوسط، ويمكن أن يستفيد منها الأميركيون في تصويب استراتيجيتهم بالمنطقة.

وتحرص الإمارات على تنقية منطقة الخليج من عناصر التوتر عبر الحوار خاصة مع إيران، لأن الوضع الملتبس القائم على التوترات المستمرة ودون أفق للحل سيعيق دول المنطقة عن أداء دورها الأساسي، وهو العمل على تطوير إمكانياتها اقتصاديا وعلميا، واستثمار طاقاتها وإمكانياتها للحاق بالدول المتقدمة ومزاحمتها. وتعتبر أن علاقاتها الخارجية مهما كانت أهميتها لا ينبغي أن تكون على حساب مصالحها.

وقال بايدن بعدما التقى الشيخ محمد بن زايد على هامش اجتماع جدة “تحديات اليوم تزيد من أهمية التواصل بيننا. أريد أن أدعوك رسميًا للمجيء إلى الولايات المتحدة (…) قبل انتهاء هذه السنة”.

وبحث الجانبان “العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وفرص تنمية التعاون والعمل المشترك وتطويره على مختلف المستويات بما يحقق مصالحهما المتبادلة وتطلعاتهما نحو المستقبل”، وفق وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.

كما ناقشا “عددا من الفرص والتحديات الإقليمية والعالمية، التي تتطلب تنسيقاً وثيقاً بين الإمارات والولايات المتحدة كونهما شريكين استراتيجيين”، بحسب الوكالة.

واستعرض اللقاء “مختلف جوانب التعاون بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنمية المستدامة إلى جانب البيئة والتغير المناخي والأمن الغذائي وغيرها من المجالات الحيوية التي تشكل أسس التنمية والاستقرار والتقدم”.

وفي مارس الماضي، قال السفير الإماراتي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة إن العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة تمرّ بمرحلة “اختبار القدرة على تحمّل الإجهاد”، وذلك بعد سلسلة تباينات في المواقف بين الحليفين، آخرها حيال الغزو الروسي لأوكرانيا.

ولطالما كانت الإمارات شريكا إقليميا استراتيجيا لواشنطن، لكنها، على غرار جيرانها الخليجيين الآخرين، تحاول إيجاد توازن في علاقاتها مع تنامي روابطها السياسية والاقتصادية مع دول مختلفة بينها روسيا والصين والهند وفرنسا وتركيا وإيران.

وقال المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش لصحافيين الجمعة “العلاقة في مكان جيد ولكن هناك بعض الأشياء التي نحتاج إلى حلها (..) وهناك نقاش جار” بشأن ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى