​أبو علاء .. القدوة الحسنة نجم وإنسان

> ياسر محمد الأعسم

>
* كثيرون هم اللاعبون الذين توهجوا وصنعوا مجداً كبيراً في ملاعب كرة القدم ، ولكن القليلين هم الذين ظلوا حاضرين في حياتنا واستطاعوا أن يكونوا قدوة حسنة للمجتمع والأجيال. 

* (أبو علاء) سيرة جميلة داخل و خارج الملعب ، ونسخة أصلية في إبداعه وأخلاقه ونجوميته وإنسانيته ، وأمثاله لا يمرون على تاريخ الرياضة العدنية واليمنية مرور الكرام ، لأنهم يستحقون أن نقف عند سيرتهم ، ونتعلم من مدرستهم.  

* مضت سنوات على اعتزاله ، وما يزال يسكن قلوب الناس (الصغير منهم والكبير) ، وما تزال مدينة البريقة ببيوتها و وشوارعها وحواريها وشواطئها تتذكر خطوته الأولى ، وأقدامه الحافية ، كما لا يزال شارع (السي كلاس) ، وملعب الشهيد (باحبيب) شاهدان على بداية موهبة الفتى النحيل ، وميلاد نجومية الهداف الكبير ، وإذا كان كبار هذه المدينة ، قد عاشوا ذروة مجده واحتفالات أهدافه ويحفظون كل نقطة وفاصلة في سطور إبداعاته ونجوميته، فإن شبابها وأطفالها يقفون اليوم احتراماً لإرثه وينظرون إليه كقيمة كبيرة ، ويرونه كملهم لأحلامهم وأخلاقهم.

* و(الشعلة) نادي الذهب ، الذي أنجب سلالة من النجوم بقيمة كل من مبروك مهدي ومالك عوض وعبد الله فضيل وحسين ومحمد صالح ونجيب الصليط وعتوقة والموسيقار علي موسى وفاكهة الكرة اليمنية صالح الحاج والراحل الكبير الفذ حارس المرمى الشهير عارف عبد ربه وعبد الرحمن الديدي وماهر قاسم وغيرهم من الكبار ، وإن كنا نحترم نجوميتهم، ولا نستطيع تجاوز تاريخهم ، إلا أنني شخصياً ، لا أستطيع أن أنسى كلمات أحد الشخصيات الرياضية الخبيرة ، الذي سألناه ذات مرة عن الرائع محمد حسن (أبو علاء) .. فأجابنا قائلاً : "أبو علاء (ظاهرة تهديفية) قد لا تتكرر في ملاعبنا أبداً ، لأننا سنحتاج إلى أجيال لكي نشاهد نسخة أخرى منه ، فقد حفر إسمه في ذاكرة رياضتنا بموهبته وجهده وعرقه، ولم يصنعه الإعلام أو زينت مسيرته أقلام الصحافة الملونة ، وحتى إذا لم تنجب مدينة البريقة الجميلة كل هؤلاء النجوم الأفذاذ، كان يكفينا شرفاً وفخراً أن وهبتنا نجماً وهدافاً بحجم محمد حسن".

* ملعب (الشهيد الحبيشي) بترابه وعشبه ، كان مسرحاً لنجوميته ، وساحة لمعظم أهدافه ، فقد كان مهاجماً من طراز رفيع ولا يشبهه في أسلوبه أحد ، إذ تشعر أنه يسير في الملعب على أطراف أصابعه ، ويهمس لمعشوقته الكرة بكل سعادة ، فتبادله عشقه ، وقد يُدهشك بروده وملامحه البريئة ، ولكنه في لحظة يفجر ثورة ويعلن حالة الطوارئ في المنطقة المحرمة ولا يعرف الرحمة أمام المرمى ، إذ يجلد شباك المنافسين بكل قسوة ، ومن أي مكان يحلو له ، في الأوقات الصعبة ، فيشكل صداعاً مؤلماً لكل المدافعين ، لأنه لا تهدأ له حركة ، إلا بعد صافرة نهاية المباراة ، علماً أن معظم حراس مرمى أنديتنا اليمنية، قد يكونون قد ذاقوا من كأس ومرارة أهدافه.  

* عرفته نجماً كبيراً أخجلني بأدبه وتواضعه الجم ، وعايشته إنساناً يستقبلك بابتسامته ، سخياً بوفائه وكريماً بمواقفه وحريصاً على المشاركة في المناسبات الرياضية والاجتماعية ، حيث يسبق الجميع إلى تأدية الواجب ، حاضراً مع الجميع في اللحظات الحزينة والسعيدة ، ووجدته باستمرار (صاحب واجب) يحرص على إرضاء الجميع ونيل رضاهم.

* تكريم رموزنا من أمثال هذا النجم الخلوق شرف لنا ، بل حق علينا ، ليس بمجرد لفتة كريمة ، بل بإبداء الوفاء الحقيقي تجاههم ، وأن نحتفل بمسيرتهم في حياتهم .. أطال الله في عمر  الكابتن أبو علاء وأمثاله من الذين أسعدونا ولم يبخلوا علينا بعروضهم أبداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى