وماذا جنت يداك يا مسيو بايدن؟

> هناك في الداخل الأمريكي يَعُضُّون الأصابع تهكمًا وندمًا على ضآلة ما تحقق من نتائج حقيقية من رحلة أقام لها الإعلام الغربي وتابعه العربي وامبراطوريتهما ما لم يقُم لرحلة بلقيس لملاقاة عريسها مليك السماء سليمان........

إعلام قال وأفاض ولم يُبقِ لا شاردة ولا واردة إلَّا وطبخها على نار هادئة لرحلة العمر بعد عام ونيف من تسلُّم بايدن مقاليد السلطة..... فأمريكا بايدن قادمة لمنطقة تعجُّ بالمشكلات بل هي محط أنظار قوى دولية تتصارع على النفوذ... وكيان صهيوني يعرف ما يريد...... والقضية الأساس أُس المشاكل كلها بهذه المنطقة في عقل بايدن لا تحتل مساحة يطمن لها القلب... فلسطين على هامش الطريق...وعقل بايدن يرى ويثير الزوابع حول المأزق الروسي الذي ستجري مطاردته و ملاحقته بعصا موسى التي يحملها البايدن ليشق بها الطريق نحو شرقِ أوسطٍ جديد مدمج بقوى تحاصر قوى الشر وعبر مقدمات تتلو آيات الرحمن من قِبَل بايدن الرسول لحصار ومحاصرة ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي وعبر قناة أخرى ينفخ في الكير لإعادة تطويع مشايخ النفط والغاز ممسكًا بعصا خاشقجي ينكز بها من يتطلب الأمر تطويعه لإعادة تسييل نفط وغاز الخليج ليصب في خانة إعادة التوازن و عدم الاستقرار لأسواق الاستهلاك الدولية وأساسا أوروبا وامريكا أولًا ومحاصرة لأسعار الغاز والنفط إضعافًا ومحاصرةً للغول الروسي ....هكذا كانت هالة إعلامية شنَّت حربًا و رسمت عالمًا ينتظر انفراج أزمات تُربك العالم وهكذا كان حديثًا صاخبًا عن زيارة ستحدث تحولًا...يتطلب ذلك بالضرورة دورًا رياديًا يأتيه الحاج بايدن والعالم كله كان أسير اعلام ممنهج يعرف اين يرمي مقاصده وما حقيقة أهدافه وطبعا تحتل مصالح الناس والشعوب ذيل تلك الاهتمامات........ ونحن أهل اليمن نالنا من الزخم الاعلامي الكذوب قسطًا لا بأس به مما حملته جُعبة بايدن من وعود كاذبات لحل ازمة الحرب الطاحنة في بلادنا...ما حمله بايدن وسوقه عبر آلته الإعلامية كان حلمًا كاذبًا ومضى أدراج الرياح ضمن ما بعثرته الرياح من اخفاقات رافقت تلك الزيارة برُمتها فلا نفط تدفق ولا أمنًا واستقرارًا بانت معالمه ولا إشارات توحى بتوافقات دولية جرى تطويعها ضمن صياغات جديدة تعيد ضمن تسويات متعددة حقوق شعب فلسطين المسلوبة منذ عقود خلت........ وبالنسبة لنا في اليمن كان أفضل لنا ألَّا يُعقد مثل هذا اللقاء المسمى لقاء جدة للأمن والتنمية. ..صحيح اسم كبيرٌ مثيرٌ للانتباه كنا نعول عليه الكثير لكن نهاية المطاف نخشى ولا نود أن يصبح مع الأيام المقبلات دونما مضمون عملي يُحقق على الأرض مصالح مشروعة لشعوب المنطقة تنهي حالات المواجهات التي ينفذ منها الحاج بايدن واعظًا والأب شيلوك غازيًا.....رافقت الزيارة أجندات اعلامية شتَّى، تحرق هنا...وتبخر هناك ، أعلام رأسمالية الهيمنة تصبُّ الزيت على النار لعسكرة أزمة أوكرانيا...إعلام مُوجَّه يشيح بوجهه عن القضايا الحقيقية من تضخُّم وغلاء وبطالة وحروب تطحن العالم والمنطقة...إعلام هرع بفذلكته يجري ويدير الحوارات عن لحظة المصافحة بين بايدن وبن سلمان وهل كانت مصافحة حميمية أم تنم عن بغضاء حبيسة الأنفاس.... مصافحة بلهاء أخذت طابعًا جوهره التباعد ، يثير أسئلة حول مكنون شيء ما...شيء هامشي..إنه إعلام مراوغ مخاتل يكذب لا يقول ولا يبحث عن الحقيقة...إعلام يلهث وراء الإثارة.... وليس إعلامًا كان وينبغي أن يبحث عن الحقيقة الكامنة داخل الملفات والمواضيع... فإذا كان الداخل الأمريكي يرى أن زيارة بايدن لم تحقق ما يلبِّي ويستجيب لصيحات الأسواق الأمريكية وإضرابها من أسواق أخرى جرَّاء موجات التضخم المتتالية أوروبيًا وأمريكيًا...وتتعالى الانتقادات على نطاق واسع بأن الزيارة ديكورية الشكل خاوية المحتوى خاصة من جانب المنافس الجمهوري الذي كال من الاتهامات وبما يوقعه فقط تحت لائحة الاتهام بحثًا عن مصالح حزبية ضيقة ، استعدادًا لانتخابات نوفمبر النصفية القادمة ، بايدن أتاح للكثيرين أن يعوموا وفقًا لما يحقق لهم من مصالح ولو على سقوط المعبد.......... ، أمَّا في اليمن لا جديد مطلقا بل ما نالنا كان مأساة ما وددنا حدوثها مطلقًا فلا غيث أتى ولا حديثا حصل.... ما حصل أكَّد بمالا يحتاج مِنَّا لدليل بأن الأخوة بدول الخليج كانوا آخر ما يفكرون به اليمن و وضعه ودوره ومكانته ضمن هذا التجمُّع السياسي...نحن ولجنا حربًا لا ناقة ولا جمل لنا فيها ،

وإن لم يكن الأمر كذلك فلما لم تُدعَ اليمن لتكن ضمن القوام المشارك بموتمر جده؟.... مُجرَّد الرد سيكون بمثابة إجابة قد لا تشفي الغليل لماذا ؟ لأن الطريقة المهينة التي عُوملت به بلادنا استبعادًا من المشاركة أو حتى بتلك الصورة الهزلية التي ترافقت مع موضوع حديث رئيس المجلس الرئاسي مع وزير الخارجية الأمريكي عوضًا عن رفض الجانب الأمريكي الاستجابة لطلب الرئيس رشاد تحت مبرر واهٍ، ليتهم لم يذكروه وليتنا لم نقبل أن نعامل معاملة دولة بدرجة ضائعة...تذرَّع الجانب الأمريكي بأن لقاءً كهذا ليس مدرجًا ضمن جدول أعمال المؤتمر هو تحجج مَقيت يهدف لرمى الكرة لملعب مجلس التعاون الخليجي وهو ما كنا نود أن تصل الأمور إلى هكذا مساجلات

نأتي لما تبقى ويخص بلادنا

بيانات المؤتمر أكدت وبصوت جهورٍ عالٍ على حماية الممرات الدولية بباب المندب وهرمز حماية للتجارة الدولية ومصالح الدول التي يهمها كثيرًا مرور أمن للنفط ولا يهمها مطلقًا البحث الجاد عن وضع مداميك حقيقية للحرب في بلادنا والوقوف الجاد بوجه من يعرقل عامدًا متعمدًا الدخول في مسارٍ سياسي متكامل لإنهاء الحرب وعبر دول مجلس الأمن ودولتي التحالف...ما رأيناه في فقرات البيان الختامي تأييدًا للمجلس الرئاسي الذي استُبعِد من حق المشاركة وتمثيل بلادنا في مداولات مؤتمر جدة للأمن والتنمية فأي أمن وتنمية واليمن مُستَبعدٌ ومُغَيَّبٌ ويُستدعى كضيفِ شرفٍ ثقيل الظل ؟

ما كسبناه فراغ يجرُّ فراغ، فمنذ الهدنة دون أفق ، ومهامسة إيران وذراعها في بلادنا لا يعكس تغيرًا في جوهر المواجهه ،بل نراه ميلًا لمزيد من ترضية طرفٍ يتعنَّت ،وبات يدرك أنكم تضعون له حساب، وإلا لما كنتم منعتم بلادنا من المشاركة ،

نختم الإشارة الى قرارات الشرعية الدولية وبضمنها القرار٢٢١٦ لا معنى له والشرعية التي أُعيد تشكيلها واُستبعدت من المشاركة تعني فيما تعنيه عدم مصداقية تلك الإشارة....ننتظر والأيام حبلى بالمفاجات.....ختامًا نقول....البيان الصادر عن المؤتمر ومعاملة الرئيس رشاد وعدم دعوة بلادنا للمشاركة والإشارة الهزيلة للهدنه نراها مدعاةً لحوار مُعمَّق حول ما جرى وأسبابه ونتائجه أم عبر حوار موسَّع وطني المحتوي أو حوار ذا طابع سياسي بحث وهو ما لا احبذه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى