جعفر مرشد.. جرح الفراق أطول من الأيام..!

> محمد العولقي

> * تسع سنوات على رحيله .. تهدأ الجراح وتنام ، وعمر جرح فراقه أطول من الأيام .. تسع سنوات وداع داعبنا، خلالها الصبر على فراقه ، لعقنا بقايا الجراح وأبدا ظل فراقه جرحاً لا يندمل.

* الأستاذ جعفر مرشد .. هل تذكرون كيف كان قلمه يقلم مشاعرنا؟ .. هل تذكرون أن كتاباته كانت تكنس كل ما ترسب في نفوسنا من مؤاخذات؟

* هل تذكرون أنه أول من زاوج بين الفن والرياضة في صالونه العدني ، الذي كان أقرب إلى (منتدى فكري) تتبارى فيه الألسنة وتتلاقح فيه الأفكار والآراء؟

* في كل مساحة تجلي كان الأستاذ جعفر مرشد رحمه الله يزرع في قلوبنا زهرة .. ثم قرنفلة .. ووردة .. حتى أصبح وجدان كل محب له شرفة ياسمين وحديقة ورود وزهور .. مارس العمل الإعلامي المقروء والمسموع والمرئي، وكان في كل حقل يتلون مثل فراشة تحتوي وتطوق كل رحيق الورود والزهور.

* اعتنق كل فنون التحرير والرصد والتحليل .. ومع كل فن كان مثل نحلة يحن إلى زهر القرنفل ، فلم يكن يحتسي ، إلا طل الندى ، لهذا كان قلمه يطرح لنا عسلا صافيا فيه لذة للشاربين .. ظلت المطارات تزكم أنفه .. وظل هو ذلك السندباد ، الذي يستشرف آفاق الرحلة ، لم يتغير أي حس فيه .. ولم تتغير بوصلة مهنيته .. ظل وفيا للمصداقية وللطرح البعيد كل البعد عن لغة الاستهداف الشخصي.

* في عز محنة الكابتن والأسطورة الفقيد (علي محسن المريسي) مع المشير عبد الحكيم عامر رئيس نادي الزمالك آنذاك، طار النورس العدني إلى القاهرة لاستعادة عابر القارات جلبه إلى عدن ثم ألبسه قميص الأقحوانة نادي شباب الجزيرة .. وبقيت صورة التوقيع حصرية على غلاف صحيفة جعفر مرشد .. كان جعفر مرشد لسان علي محسن .. أخباره حصرية .. وصوره حصرية .. وعلاقاته حصرية.

* من منكم تذكر الأستاذ جعفر مرشد ولو بزنبقة وفاء وقرنفلة نقاء؟ .. من منكم أحيا ذكرى رحيله التاسعة بدعاء ، أو بتقرير أو بشجن ذكرى تنفع المؤمنين؟ .. لا تكونوا بخلاء ومن أنصار من يهن يسهل الهوان عليه .. تذكروا أنه كان مدرسة في زمن الفاكس ومخاضات الطباعة المؤرقة؟ .. تذكروه فقط على أنه معلم ، يستحق أن نوفيه التبجيلا .. فهلا خصصنا يوماً لاجترار بعض من إبداعاته وتجلياته أمام جيل لم يعرف نكهة الكتابة بالقلم وما يسطرون؟

* بهذه الذكرى المؤلمة والمؤرقة أقول لصديقي العزيز (منيف جعفر مرشد) الذي ضاجع نجومية والده طفلا وشابا وكهلا :

كل نفس ذائقة الموت ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام .. نحب والدك فلتة عصره وأقحوانة زمانه .. نسكن تاريخه حدقات العيون ، ونحفظ صولاته في أقفاصنا الصدرية .. ودائماً يا منيف الحب جبل لا نعرف عمق أوتاده .. وهو الوحيد الذي يجعل حياتنا تدور .. ويبقى الفضل دائماً لأهل الفضل ، وكل ذكرى ونحن وأنتم إلى الله أقرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى