تقرير: دعاية بوتين تتفوق في المواجهة الإعلامية مع أوروبا

> ​رأت مجلة ”بوليتيكو“ الأمريكية، أن الآلة الدعائية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلحق الأضرار بالاتحاد الأوروبي، بينما تغيب بروكسل تمامًا عن المشهد.

وقالت المجلة، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني: ”بينما كان يستعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للهبوط في أفريقيا، يوم الأحد، فقد نشر مقال رأي يلقي فيه باللوم على الغرب في أزمة الغذاء العالمية التي تلوح في الأفق، وتهدد الملايين في القارة السمراء بالمجاعة“.

  • مواجهة غير متكافئة

وأضافت: ”سارعت العشرات من وسائل الإعلام المحلية في أفريقيا لتناول المقال، في حين نشره الآلاف من الأشخاص على صفحاتهم الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك“.

وأضافت: ”وفي نفس الوقت، فإن جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، والمفترض أن يكون مسؤولاً عن التصدي لدعاية وزير الخارجية الروسي، كان شبحاً إلكترونياً افتراضياً، بناءً على تحليل CrowdTangle، المملوكة لشركة ”ميتا“، غير أن بوريل لم يذكر أفريقيا سوى مرة واحدة على فيسبوك، في الوقت الذي اجتاحت فيه تعليقات لافروف التغطية“.

وتابعت: ”المواجهة غير المتكافئة الأخيرة بين لافروف وبوريل لكسب قلوب وعقول الأفارقة تلقي الأضواء على ما يعلمه الكثيرون في الدوائر السياسية الأوروبية لسنوات، ولكن القليل منهم فقط هم من يبدو أنهم مستعدون للاعتراف به علانية“.

  • أوروبا في الخلف

وأردفت ”بوليتيكو“: ”في معركة التضليل المعلوماتي التي تتطور سريعًا بين روسيا والتكتل الأوروبي الذي يضم 27 دولة، فإن أوروبا لا تزال في المؤخرة“.

وقالت إن هذا يرجع إلى تفوق الكرملين في أدوات المعركة، وتطور الوسائل التي يستخدمها، وتضم وسائل الإعلام الحكومية والعشرات من الدبلوماسيين المنتشرين حول العالم، والأدوات الخفية لنشر الأكاذيب الصريحة، والترويج لطموحات موسكو السياسية في جميع أنحاء العالم.

واستطردت بقولها: ”بدأ استخدام هذه الأساليب منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي، وأصبحت أكثر وضوحًا منذ أن بدأت موسكو في إلقاء اللوم على العقوبات الغربية في أزمة الحبوب العالمية، العالقة في أوكرانيا. بالنسبة لوزير الخارجية الروسي لافروف، فإن أوروبا تتحمل المسؤولية، ومن خلال مقاله الذي يستهدف الأفارقة، فإنه يذكّر الجميع بالجرائم الدموية للاحتلال“.

  • الدعاية الروسية تنتشر عالمياً

وقالت المجلة الأمريكية: ”رغم العقوبات الغربية الواسعة التي استهدفت وسائل الإعلام الحكومية الروسية، داخل الاتحاد الأوروبي، مثل روسيا اليوم، وسبوتنيك، فإن وسائل الإعلام التابعة لموسكو لا تزال تصل إلى عشرات الملايين حول العالم، وتعزز الرسائل الموالية لروسيا“.

وأضافت: ”يأتي ذلك في الوقت الذي فشل فيه الاتحاد الأوروبي في مواجهة حملات التضليل الروسية، في ظل اعتماده على البيانات الإعلامية والصور ضعيفة التأثير، وعدد قليل من المسؤولين المكلفين بدحض الحملات الروسية المضللة“.

ونقلت عن بريت شافير، خبير التلاعب بالمعلومات في التحالف من أجل الديمقراطية، قوله: ”قدرة روسيا على الترويج للمعلومات المضللة لا يتم التصدي لها في مناطق واسعة من العالم. ربما يكون جمهور روسيا قد تراجع في أوروبا، ولكن هذا لا يعني أنها لم تعد قادرة على جذب آخرين في مناطق أخرى“.

وأشارت مجلة ”بوليتيكو“ إلى انتشار آلة الدعاية الإعلامية الروسية في العالم، وبشكل خاص في أمريكا الجنوبية، عبر خدمة روسيا اليوم بالإسبانية، التي أصبحت مصدرًا للأخبار لملايين السكان المحليين، وفي الدول الناطقة بالفرنسية في جميع أنحاء أفريقيا، ضاعفت خدمة روسيا اليوم الناطقة بالفرنسية جهودها للوصول إلى صديق بديل لموسكو، في ضوء تضاؤل وصولها إلى فرنسا في أعقاب عقوبات الاتحاد الأوروبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى