الجنوب والتدمير الممنهج

> بقراءة متأنية لتاريخ الجنوب العربي المعاصر يجد القارئ أن الجنوب العربي تعرض لحالة من حالات الاستهداف لتدمير كل مقومات حضارته على مدى التاريخ بشكل عميق وبخبث دفين تكالبت عليه دول الاستكبار العالمي وبمساعدة دول الإقليم المجاورة له.

اليوم ما نشاهده على أرض الجنوب العربي هو عملية لاستكمال ذلك المخطط الذي رسمته الدول الكبرى والتنفيذ من دول الإقليم سبيلا منها إلى بسط السيطرة علي جغرافية وثرواته وموقعه الجغرافي المميز وهي بكل ما أتيت من قوة تحاول جاهدة لطمس هويته وتاريخه والذي استطاع بعثه بعد أن تمكن من دحر الاحتلال اليمني والقضاء عليه وفي حرب عام 2015م وقد حاولت دول الإقليم المجاورة التدخل من أجل إفراغ محتوى ذلك الانتصار للشعب الجنوبي وادعاء هذا النصر لهم وسحب البساط من تحت أقدام مقاومته الوطنية البطلة حتى لا يستطيع زرع الثقة بقدرته على امتلاك قراره وناصيته الوطنية لإدارة أموره والتفرغ لبناء وطنه الجنوبي المسلوب.

لقد دأبت تلك القوى الإقليمية والدولية وبمساعدة دول الاحتلال أن تمارس كل أشكال التدمير الممنهج ضد الجنوب وقيادته السياسية المتمثلة بالمجلس الانتقالي سبيلا منها لسحب البساط منه شعبيا وإنهاء قوته الأمنية والعسكرية التي بناها خلال فترة نضاله ضد الاحتلال اليمني وقدرت إلى حد منا من تنفيذ مخططاتها الجهنمية التي تمارسها عليه من خلال حرب الخدمات وتجويع الشعب بقطع المرتبات وغيرها من وسائل الترهيب اعتقادا منها للوصول إلى أهدافها في إنهاء المشروع الوطني الجنوبي باستعادة الدول الجنوبية الفيدرالية على كامل ترابه.

إن ما نلاحظه اليوم من تذمر عند الجنوبيين مما وصل بهم الحال من سوء الأحوال المعيشية والخدمية هي غاية تلك القوى في سبيل تدمير المعنويات سبيلا منها إلى التهامه وقبوله بنا يطرح عليه من مشاريع حتى وإن كانت العودة إلى بيت الطاعة باي أفق وهو ما لا يمكن حدوثه لأن هذا الشعب الجبار محصنا وطنيا وقد قدم الغالي والنفيس من آلاف الأرواح وهو على استعداد أن يقدم المزيد منهم لاستكمال مراحل تحرره.

ما يمكن قوله هنا أن هذه المرحلة مرحلة خطيرة ومفصلية تستوجب من القيادة القبضة الثبات ومن الشعب الالتحام بها والثقة بإدارتها للأمور، لأن دون ذلك هو الانزلاق إلى طريق التدمير المراد منه لما يخططه أعداء الجنوب الذين تكالبوا عليه بشكل وحشي دون إنسانية ولا رادع لضمير رافعين شعار الغاية تبرر الوسيلة مهنا كانت قسوتها وبشاعتها، فالحذر ثم الحذر ثم الحذر فالصمود والثبات هما عنوان المرحلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى