​وداعا باشامي

> علي سالم اليزيدي

> * رحل الصديق والزميل المدرب والخبير الكروي عمر سالم باشامي فجراً ، وكأنما كان ينتظر موعداً مع الفجر ليرحل وهو الذي أحب الصباح وقضى زمناً من حياته ، يصافح الفجر من على شواطئ وقشار المكلا وينتظر شروق الشمس ، هكذا غادرنا الشخصية الرياضية والتربوية والاجتماعية عمر باشامي ، الذي يستحق منا ، أن نطلق عليه أنه أحد أبرز رجال الرياضة المعاصرين والذي تمكن من خلال حياته الكروية أن يكون أستاذاً وخبيراً وصاحب فكر إستراتيجي في شأن الكرة اليمنية والحضرمية على حد سواء.
 
* من خلال علاقتي الطويلة والعميقة مع هذه الشخصية، ومنذ أولى معرفتنا ببعض في محافظة المهرة في بداية السبعينات حيث عملنا كمدرسين هناك ثم جمعنا شرج باسالم، ولكن النقلة النوعية في حياة المدرب والناقد والمعلق الرياضي عمر سالم باشامي هي وجوده مساهماً في الكتابة كناقد رياضي في الصفحة الرياضية في (صحيفة الشرارة) ، التي كنت أعمل بها، وكنا خلال هذه الفترة نتواجد معاً حيث طرحت عليه هذه الفكرة ورحب بها وكان هو فعليا متواجداً بصورة شبه يومية ، في مقر الصحيفة ، وكذا مع زملاء النقاش الكروي اليومي في إحدى مقاهي الشرج ، حيث تجمعنا رحلات اصطياد، أو مع هواة صيد، السمك كل خميس وجمعة في منطقة خلف أو السواحل الغربية للمكلا.

* وخلال وجودنا معاً ، كنا نتردد على عدن ، وتمكن هو من الحصول على دورة في التدريب الكروي في دولة المجر ، وأتذكر أن هناك عراقيل وقفت حينها أمام إتمام إجراءآت اختياره كمدرب وسفره ، ولكن من خلال التواصل بعدة جهات وإدارة الاتحاد اليمني بعدن ، تمكن من السفر لمدة شهرين، عاد بعدها ليدرب عدداً من الفرق الكروية الحضرمية، وخلال هذه الفترة وتواجده في الصحيفة ومرافقتنا لبعض بين المكلا وعدن ، ورحلات الصيد البحري ، فكرنا بشأن النقل الإذاعي المباشر لمباريات كرة القدم من ملعب الفقيد بارادم عبر إذاعة المكلا ، وتداولنا الفكرة أولاً في ما بيننا نحن الإثنين وكيف ستكون وأين المعلقين للمباريات ، وكنا نشوف أن المهمة صعبة ، بل هي غاية في الصعوبة ، إذا لم تكن مستحيلة وذهبنا إلى الأستاذ (فؤاد بامطرف) مدير الإذاعة آنذاك ، ورحب بالفكرة واعتبرها خطوة ممتازة تخدم الإذاعة وحضرموت ، وحان وقتها ، وسرعان ما ذللت أمامنا الصعاب ونجحنا وللأمانة وهذا في رقبتي والرجل قد غاب رحمه الله إنه هو الشخص الأول الذي أمسك بالميكرفون في ملعب الفقيد بارادم بالمكلا في أول مباراة تنقل مباشرة على الهواء عبر إذاعة المكلا عصر يوم 25 مايو 1981م وكانت بين (فريقي المكلا وشمسان من عدن) ، وكان قد عقد العزم فينا أنا وغالب محمد بافطيم ، الذي أمسك بالميكرفون معظم الشوط الثاني ، وذلك بسبب مخاوفنا من التعليق الرياضي وترددنا حتى أن غالب بافطيم حين قلت له سننقل مباراة الليلة، وأنت معنا للتعليق نظر نحوي ، وقال : (وراك غرمت).
 
* وظللنا طوال سنة نقوم معاً بالتعليق ، ثم سافر عمر سالم باشامي لتلقي دورة للتدريب الرياضي في عام 82م في لايبزج بألمانيا الشرقية آنذاك .. كما كان عضواً مؤسساً لفرع منظمة الصحفيين اليمنيين الديمقراطيين في حضرموت .. والأستاذ والمدرب الرياضي عمر سالم باشامي كان (رجل خندق) ، أو ممن يقال عنهم (الرجال الجاهزون للمهمات دون تردد) ، وهو من المعاصرين لكثير من الأحداث والتطورات والتي لم تؤثر عليه في حياته مثلما لعبت كرة القدم والتدريب من دور ومكانة وطافت به الدنيا ، واكتسب علاقات كثيرة ، ومما ميزه أيضاً حفاظه على علاقاته ، مهما كانت ومع من كان ولا يخسرها أبداً، أبداً.
 
* وداعاً زميلي وصديقي وإبن شرج باسالم ، وصاحب الصيت الذائع في تدريب كرة القدم وعاشقها طوال حياتها ، تعازينا لأولاده وأهله وللرياضيين جميعا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى