لكل مرحلة مهامها وآليات عملها

> ولد المجلس الانتقالي الجنوبي من بطن الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية المسلحة، وهو أروع ثمرة للحركة الوطنية الجنوبية، متسلح بأهداف ومبادئ وقيم الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الوطنية الجنوبية المسلحة ولد في لحظة تاريخية هامة كادت حينها الانتصارات الجنوبية العظيمة لحراك ومقاومة شعب الجنوب أن تُسرق منه فتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي بناءً على تفويض شعب الجنوب بحراكة ومقاومته ومختلف أطيافه للقائد الجنوبي الرمز عيدروس بن قاسم الزُبيدي لتشكيل قيادة سياسية جنوبية تحمل قضية شعب الجنوب وتمثله داخليا وخارجيا وتديرالجنوب، واليوم هناك من يحاول أن يضع فوارق بين الحراك والمقاومة والمجلس الانتقالي وكأنها ليست عملية تطوير وارتقاء لنضالات شعب الجنوب فالمقاومة الجنوبية هي شكل أرقى للحراك الجنوبي حيث جرى خلال سنوات الحراك من خلال النضال السلمي إعداد الناس وتهيئتهم للمقاومة الجنوبية فكانت المقاومة المسلحة قد ظهرت في أول لحظة للغزو الحوعفاشي للجنوب وانخرط فيها شباب وشابات ورجال ونساء الحراك الجنوبي ومن هولاء الأبطال تشكل المجلس الانتقالي الجنوبي ليخوض شكل أرقى من النضال الجنوبي وهو العمل السياسي والدبلوماسي ونسج التحالفات السياسية والعلاقات السياسية وخوض المفاوضات السياسية وبناء موسسات الدولة وتحسين الخدمات والمستوى المعيشي للشعب.

الحراك السلمي الجنوبي هو ثورة شعب الجنوب السلمية، شاركت فيه كل فئات شعب الجنوب وقواه السياسية والحية وأدّى دوره بشكل متميز، شهد له العالم وتوج بالمقاومة المسلحة الجنوبية.

إن المقاومة المسلحة الجنوبية هي تطور وارتقاء بثورة شعب الجنوب نقلت الحراك السلمي الجنوبي إلى المقاومة الجنوبية المسلحة وحققت انتصارا عظيما تمثل في صد العدوان الحوعفاشي و تحرير الأرض، وشاركت فيها كل قوى شعب الجنوب التوّاقة للحرية والاستقلال وفي المقدمة أبطال الحراك الجنوبي السلمي وكانت الضرورة لوجود قيادة سياسية تفرض نفسها لتحافظ على الانتصارات الجنوبية التي حققها الحراك السلمي والمقاومة الجنوبية فتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي من بين صفوف المقاومة والحراك، ولهذا لا يوجد مجال في محاولات البعض لفصل هذا التطور عن بعضه أو محاولة إيجاد تضاد بين حلقات سلسلة التطور فهي عملية تراكمية وما ينبغي هو البناء على النتائج التي بين أيدينا وليس العودة إلى الخلف أو إعادة التدوير للمراحل والمهام والقوى المحركة .

اليوم المهمات اختلفت عما كانت عليه خلال مرحلة الحراك السلمي واختلفت أيضا عما كانت علية خلال مرحلة المقاومة الجنوبية، اليوم المهمات تتركز في بناء موسسات الدولة، وتطوير وتحسين الخدمات وتحسين مستوى معيشة الشعب وتدوير عجلة التعافي الاقتصادي والانتقال إلى التنمية المستدامة، اليوم أمام شعب الجنوب مهام كبيرة في تطوير وتحسين موسسات القوات المسلحة والأمن الجنوبي والدفاع عن حياض الوطن ومكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، اليوم أمام شعب الجنوب وقيادته السياسية عمل سياسي داخلي وخارجي كبير لتحقيق تطلعات شعب الجنوب في الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة على كامل التراب الجنوبي ومياهه الإقليمية وهذا يتطلب رص الصفوف وخلق اصطفاف وطني وتعزيز اللحمة الجنوبية من خلال الالتفاف حول المجلس الانتقالي وتطويره وتوسيع المشاركة السياسية من خلال إعادة الهيكلة وتطوير الأداء وإنجاز مهام الحوار الوطني الجنوبي التوافق على مهام ماقبل استعادة الدولة وشكل الدولة القادمة ومضمون نظامها السياسي وليس تفتيت القوى وتشتيت الجهود واستهداف المنجز.

إننا اليوم بحاجة ماسة إلى تطوير الخطة "ب" ونحن نمضي في خط السير المتمثل في المضي بالتحالفات أكان مع دول التحالف العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة أو مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وفق اتفاق ومشاورات الرياض وحل النزاع مع الحوثي حربا أو سلما وإيجاد إطار لحل قضية شعب الجنوب لحلها في العملية السياسية وتحسين الخدمات وتطوير وتحسين مستوى معيشة الناس وبناء موسسات الدولة ثم الانخراط في العملية السياسية التي سترعاها الأمم المتحدة وحينها ينبغي تقييم الوضع والانتقال إلى الخطة "ب" في حال أن العملية السياسية لم تحقق تطلعات شعب الجنوب السياسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى