​استئناف المعارك في إثيوبيا يهدد إحياء مفاوضات السلام

> أديس أبابا «الأيام» العرب اللندنية:

> سلاح الجو الإثيوبي يقصف عاصمة إقليم تيغراي.

شنت الحكومة الفيدرالية الإثويبية الجمعة، ضربات جوية على عاصمة إقليم تيغراي، ما يبدد آمال إحياء مفاوضات السلام وسط قلق دولي من تداعيات تمدد الصراع.

ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أربعة أشهر بين حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

وسمح وقف إطلاق النار بوصول المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها أكثر من 90 في المئة من سكان تيغراي.

وحثت الحكومة الإثيوبية في وقت سابق مواطني تيغراي في بيان على الابتعاد عن المنشآت العسكرية والتدريبية، قائلة إن الحكومة تعتزم “اتخاذ إجراءات لاستهداف القوات العسكرية.

تجدد القصف في وسط الإقليم المتمرد في شمال إثيوبيا يمثل خرقا لهدنة استمرت خمسة أشهر وخففت مستوى العنف

وقال الناطق باسم متمرّدي تيغراي كينديا غيبريهيوت إن طائرة ألقت قنابل على منطقة سكنية وروضة أطفال في ميكيلي أسفرت عن مقتل وجرح مدنيين.

واستقبل مستشفى أيدير في ميكيلي “13 مصابا بينهم أربعة توفوا قبل وصولهم. ومن بين القتلى طفلان”، على ما أفاد مسؤول بالمستشفى المركزي بالمدينة.

ويشكل هذا القصف في وسط الإقليم المتمرد في شمال إثيوبيا بعد يومين من استئناف المعارك بين القوات الحكومية ومتمردي جبهة تحرير شعب تيغراي، خرقا لهدنة استمرت خمسة أشهر.

وكانت الحرب في إقليم تيغراي قد بدأت في نوفمبر 2020 بعد أن استولت قوات تيغراي على القواعد العسكرية الحكومية في الإقليم قائلة إنها تتوقع أن يشن الجيش الإثيوبي هجوما عليها لإجرائها انتخابات أمرت الحكومة المركزية بإرجائها بسبب جائحة كوفيد - 19.

ونفت الحكومة في أديس أبابا أن تكون قد اعتزمت مهاجمة تيغراي التي كان قادتها قد هيمنوا على السلطة في إثيوبيا إلى أن وصل آبي أحمد إلى الحكم في عام 2018.

وتم الاتفاق في مارس الماضي على هدنة أتاحت العودة التدريجية لوصول المساعدات الإنسانية برا إلى تيغراي بعد انقطاعها ثلاثة أشهر.

وأبدت الحكومة الإثيوبية والمتمردين في تيغراي منذ يونيو رغبة في بدء مفاوضات سلام لكن خلافات لا تزال قائمة حول ترتيباتها.

وسعت الأسرة الدولية خلال الهدنة إلى إقناع طرفي النزاع بالدخول في مفاوضات.

وضاعف الاتحاد الأفريقي الاتصالات من خلال موفده الخاص رئيس نيجيريا السابق أولوسيغون أوباسانجو. كما زار موفدون أميركي وأوروبي ودولي في مطلع أغسطس ميكيلي عاصمة تيغراي.

وإن كانت الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي قد أبدتا على الدوام استعدادهما لإجراء مفاوضات من أجل وضع حد للنزاع، فلا تزال هناك عدة نقاط خلاف.

وتطالب أديس أبابا بأن تكون المحادثات برعاية الاتحاد الأفريقي وبأن تبدأ “من دون شرط مسبق”. ومن جانبهم، يرفض المتمردون وساطة يتولاها أوباسانجو مشككين في حياده، ويطالبون قبل بدء أي مفاوضات بإعادة الخدمات الأساسية إلى تيغراي من كهرباء واتصالات ومصارف ووقود وغيرها.

وفي رسالة الأربعاء، أقرت سلطات تيغراي بأن اتصالات مباشرة جرت دون أن تحدد تاريخها، خلال سلسلتي مفاوضات سرية وجها لوجه مع عدد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين من الحكومة، ما أتاح التفاهم على وقف الأعمال الحربية ورفع الحصار عن الخدمات الأساسية.

غير أن كونور فاسي من مركز “أوراسيا” للدراسات رأى أنه في وسط تصعيد المعارك، لن يكون أي طرف على استعداد للحد من وزنه في مفاوضات مقبلة من خلال تقديم تنازلات حول مواضيع أساسية.

وتابع أنه عوضا عن ذلك، سيسعيان على الأرجح إلى استخدام الجولة المقبلة من المعارك لتعزيز موقعيهما التفاوضيين.

وأتاحت الهدنة التي تقررت في نهاية مارس وتم احترامها بصورة إجمالية منذ ذلك الحين، استئناف إرسال قوافل المساعدات إلى تيغراي بعد توقف استمر ثلاثة أشهر.

وتشهد المنطقة وضعا كارثيا في ظل المعارك وغياب الخدمات الأساسية. وحذر برنامج الأغذية العالمي من أنه في يونيو كان 89 في المئة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي وحوالى نصفهم (47 في المئة) يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

طبول الحرب تدق من جديد في إثيوبيا
طبول الحرب تدق من جديد في إثيوبيا

الحكومة الإثويبية تشن ضربات جوية على إقليم تيغراي، ما يبدد آمال إحياء مفاوضات السلام

وأكدت المنظمات الإنسانية أن المساعدة التي أرسلت إلى تيغراي في الأشهر الأخيرة غير كافية إطلاقا.

وأعلنت الأمم المتحدة الأربعاء أن قوات تيغراي استولت على 12 شاحنة صهريج تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تحتوي على 570 ألف لتر من الوقود كانت متوقفة في ميكيلي.

وحذر مدير البرنامج ديفيد بيسلي في تغريدة من أن ملايين الأشخاص سيموتون من الجوع إذا لم نكن نملك الوقود لتسليم الطعام. هذا مشين ومعيب. نطالب بإعادة الوقود حالا.

وإذ أعلنت أديس أبابا أن ذلك يثبت تأكيداتها السابقة بأن المتمردين يحوّلون المساعدات الإنسانية لأهداف عسكرية، نفت سلطات تيغراي أي “سرقة” مشيرة إلى أن كل ما فعلته هو أنها استعادت أكثر من 600 ألف لتر من الوقود الذي أعارته “قبل بضعة أشهر” إلى برنامج الأغذية العالمي من غير أن يردّه لها، وذلك بهدف تشغيل المنشآت الصحية في المنطقة المحرومة منالكهرباء.

ورأى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن المعلومات حول استئناف النزاع في شمال إثيوبيا تضعف آمال السلام  داعيا جميع الأطراف إلى خفض تصعيد الوضع قبل أن يتحول من جديد إلى حرب تامة.

ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الطرفين إلى وضع حد نهائي للنزاع مشددا على أن استئناف المعارك يهدد الهدنة التي تم التوصل إليها في نهاية مارس والتي أنقذت أرواحا.

وكذلك دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجموعة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية (إيغاد) وفرنسا وتركيا وبريطانيا إلى الحوار.

وأكد نائب رئيس الوزراء الإثيوبي وزير الخارجية ديميكي ميكونين لدبلوماسيين أن “الحكومة على استعداد للدفاع عن وحدة أراضي الأمة وسيادتها لكنها كذلك مصممة على استخدام وسائل سلمية لوضع حد للنزاع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى