زواج الشغار.. تقاليد تدفع ثمنها الريفيات إجبارا

> تعز «الأيام» موسى المليكي:

>
تنتشر عادات وتقاليد قاسية بخصوص الزواج في الأرياف اليمنية بشكل عام وفي ريف مدينة تعز بشكل خاص حيث تفتك هذه العادات بالكثير من حقوق المرأة وقد تؤدي أحيانًا إلى نتائج كارثية وغير محببة كالانفصال أو مشاكل القضاء وغيرها من المشاكل التي تأتي كنتائج لزواج الشغار أو  كما يسمى النبل أو البدل.

وفي هذا السياق قامت "الأيام" بعمل استطلاع أثناء زيارة مراسلها لإحدى المناطق في ريف تعز وتم اكتشاف العديد من القضايا المتعلقة بما يسمى زواج الشغار وكشفت عن ما وراء الزواج التقليدي.

سعود اسم مستعار (35 عاما) تزوجت مرتين عن طريق الشغار ولكنها لم تعرف الاستقرار في بيت زوجها بسبب الخلافات التي يفرزها الزواج التقليدي.

تقول سعود إذا حصل خلافات بين أخوها وزوجته وأتت زوجة أخيها تضطر لمغادرة منزل زوجها حتى ولو لم يكن هناك أي خلافات بينها وبينه مشيرة أن فاتورة الزواج التقليدي الذي لا يزال يتمسك به أغلب أهالي الأرياف لأسباب كثيرة منها العجز المادي وارتفاع الأسعار الذي يعجز الشباب عن توفير متطلبات العرس يضطر أهاليهم لتزوجيهم عبر البدل أو الشغار الأمر الذي يفاقم معاناة المئات من فتيات الريف ويعمق المشاكل الاجتماعية، وتشير سعود أن زواج الشغار كارثة اجتماعية أدركته عبر تجاربها التي كانت خارج إرادتها الشخصية.

ارتفاع "مروع" في حالات زواج الأطفال قسرا في اليمن
ارتفاع "مروع" في حالات زواج الأطفال قسرا في اليمن

وتواصل في حديثها لـ"الأيام" لم يستمر هذا الزواج إلا فترة قصيرة ولم تتجاوز  مدته 8 أشهر فقط ومن هناك تم الطلاق ورغم أن زوجها كان قام بدفع المهر لأبيها لكي يستمرون في الزواج ولكن العادات والتقاليد في المنطقة قُدمت على القانون، وفي حسرة كبيرة تشير سعود أنها كانت ترغب البقاء في بيت زوجها، إلا أنها فضلت أخاها على زوجها، مما جعلها تصر بعدم العودة الى منزل زوجها مهما كانت الأسباب.

وتضيف انه في العادة يفرض الآباء على كل أخ يدفع حقوق أخته وهنا تصبح المرأة محرومه من كل حقوقها بسبب هذا الزواج الذي يُعد مكروه في الإسلام.

وتعاني المرأة الريفية من الظلم والحرمان من قِبل الأسرة التي تقبل بهذا الأمر -زواج الشغار- وتقول "ز-ي-ح"، فضلت عدم الكشف عن اسمها- أنها مازالت تعاني من هذا الزواج هي وعديلتها منذ سبع سنوات وهن مهاجرات في منازل والديهما.

ومن الناحية القانونية التقت "الأيام" المحامي صادق العامري للحديث عن زواج الشغار الذي يقول بأنه زواج مكروه شرعا فيه ظلم للنساء وحرمانها من حقوقها في إشارة منه للمهر والمهر المؤخر وغيرها من الحقوق.

وأضاف "ما يجري في منطقتنا هو زواج شغار حيث تحرم المرأة من المهر ومن جميع الحقوق ويتم إجبارها على العيش وفق عادات وتقاليد مجحفة".

ويطرح العامري عددا من الحلول للتخفيف من مآسي زواج الشغار الذي تدفع ثمنه النساء الريفيات ويقول "طالما وأن الطرفين يتحملون تكاليف العرس ومتطلبات زفاف بناتهم اقترح يتم الاتفاق أن يزوج كلا منهما الآخر بشرط أن يقوم بتوفير متطلبات زوجته من حفل وذهب وملابس وكل متطلبات العرس وأن يكتب في العقد مهر مؤجل للزوجة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى