> «الأيام» غرفة الأخبار:
يتواصل الزخم الدولي حول مجريات الملف اليمني في ظل مؤشرات على تزايد الضغوط على مجلس القيادة الرئاسي اليمني لتمديد الهدنة الأممية لستة شهور قادمة، من خلال الاستجابة للاشتراطات الحوثية التي تتضمن فتح الموانئ والمطارات الخاضعة لسيطرة الجماعة والتزام الحكومة المعترف بها دوليا بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما قاد إلى خلافات داخل الشرعية.
وكشفت مصادر سياسية عن تحول موقف الشرعية اليمنية من الضغوط الدولية المتعلقة بتمديد الهدنة إلى إحدى أبرز نقاط الخلاف بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، حيث يرفض بعض أعضاء المجلس تقديم المزيد من التنازلات للحوثيين دون مقابل.
وربط مراقبون بين زيارة نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي ولقاء الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد وبين التطورات المحتملة في الملف اليمني بالنظر إلى إشراف الأمير السعودي على الملف اليمني في الحكومة السعودية.
وفي سياق التفاعلات الدولية المتسارعة حول الأزمة اليمنية مع قرب انتهاء الهدنة مطلع أكتوبر القادم، أصدرت السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة، السبت، بيانًا مشتركا حول الوضع في اليمن أدانت فيه دول الرباعية هجمات الحوثيين قائلة إنها تهدد بعرقلة الهدنة في اليمن.
وأكد البيان بأن اجتماعا للأطراف الأربعة أدان التعزيزات العسكرية واسعة النطاق للحوثيين والهجمات التي هددت بعرقلة الهدنة بما في ذلك تلك التي شنّها الحوثيون على تعز غربي اليمن، كما أعربت الدول الأربع عن دعمها الكامل لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانس غروندبرغ لتمديد الهدنة وتوسيعها، بالإضافة إلى التنفيذ الكامل لجميع شروطها.
وتأخذ تطوّرات تمديد الهدنة في اليمن أبعادا محلية وإقليمية ودولية، ففي حين تسعى أطراف يمنية لتحقيق مكاسب سياسية كشرط للقبول بالهدنة، تتشابك المصالح الإقليمية والدولية الرامية إلى إيقاف الحرب في اليمن من خلال تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن والشروع في مفاوضات سياسية بين الفرقاء اليمنيين.
وحول فرص تمديد الهدنة الأممية في ضوء البيان الرباعي وتصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أشار عزت مصطفى رئيس مركز فنار لبحوث السياسات في تصريح لـ ”العرب" إلى أن أيّ موافقة للحكومة الشرعية والتحالف العربي لتمديد الهدنة لمرة ثالثة سيكون مشروطا هذه المرة بتنفيذ ميليشيا الحوثي لالتزاماتها الإنسانية التي قامت الهدنة على أساسها.
ولفت إلى أن بيان الرباعية يشير إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا تلوّحان إلى تغيير سياستهما تجاه الحوثيين إذا استمرت الميليشيا على نفس سلوكها ونهجها تجاه العملية السياسية.
وبدوره يرى يعقوب السفياني مدير مركز “ساوث 24 للدراسات والأخبار في عدن أن "تمديد الهدنة بظروفها الحالية أو التوصل إلى اتفاق هدنة موسعة أضحى حاجة إقليمية ودولية ماسة، ففي هذا العالم الذي تتفجر فيه الأزمات هنا وهناك لا يحتاج المجتمع الدولي إلى اندلاع الحرب اليمنية مرة أخرى بعد ستة أشهر من وقف إطلاق النار".