المقابر من يهتم بها؟

> مثلما للأحياء من سكن ومنازل في حياتهم الدنيا, فالمقابر وأهلها لها حرمتها وقدسيته و يجب احترامها والاهتمام والعناية بها, وصيانتها والمحافظة عليها, ولا يجوز انتهاك وتجاوز خصوصيتها، فالمقابر هي سكن ومطارح الموتى، يجب أن تكون لها حرمتها ومكانتها أيضا في حياة المسلمين، يجب عمل سور يحميها ويجنبها الاستخدام لغير ما خصصت ووضعت له، بحيث لا تكون طريق وممر للبشر والحيوانات الضالة وغيرها من الممارسات والأفعال التي تؤذي الموتى في قبورهم.

أن دول العالم المسلمة وغير المسلمة، تولي هذه المواقع الأهمية والعناية القصوى، بعمل سور يحميها وحراس يمنعون عنها الغرباء، وعمل وترتيب للطرق لمرور المشيعين والمشاركين في الجنائز تجنبا للمشي على القبور، وتنظيم حفر القبور لاستقلال والاستفادة قدر الإمكان للمساحة المحدودة فيها، ولصعوبة إيجاد أماكن ومواقع أخرى نضراً لمحدودية وغلاء أسعار الأراضي هذه الأيام.

المقبرة أوالمجنّة كما يطلق البعض عليها، المثوى الأخير الذي يتوارى ويدفن فيها جسد الإنسان تحت التراب، ولان الموتى لا يتكلمون وينقطع اتصالنا بهم إلا من زيارة لهم ودعاء وصدقة جارية تصلهم من البعض لذويهم، لكنهم بالتأكيد يشعرون بما يدور حولهم من إهمال وعدم احترام الأحياء لحرماتهم التي يرقدون بها وينتهكها ويغض طرف البعض عنها.

لهذا نحن هنا نحث وننبه جهات الاختصاص، مؤسسات الدولة وأفراد والجمعيات الخيرية في المجتمع، تحّمل الواجب والدور المطلوب منها، لحل هذه المشاكل والنواقص مع الاهتمام بمظهرها العام، وتنظيفها من القمامة وإخراج من ضاقت بهم السبل والمشردون الذين اتخذوا المقابر مسكنا وطريقا لهم.

المقابر بحاجة إلى عمل الإنارة فيها حتى لا تعطي ضعاف النفوس استغلال ظلام المقابر وعمل المحرمات فوق مقابر الموتى.

وهذا التزاما وتنفيذ بما جاءت به تعاليم ديننا الحنيف، وسنة نبينا محمد صلى الله علية وسلم, وأقل شئياً وواجب علينا نحن الأحياء أن نقدمه لموتانا، فهم السابقون ونحن اللاحقون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى