مُكابدة وأنين للنازحين بمديرية المظفر واستمرار تشرد طلاب الثلايا في الشوارع

> موسى المليكي

> اضطر مئات الطلاب في مدرسة الثلايا  بمديرية المظفر بمحافظة تعز، جنوب غربي اليمن، إلى مواصلة  العام الدراسي  في مبني تم استئجاره كبديل لمبنى مدرسي كان يفترض أن تبنية الدولة  بالإضافة الي  فصول مكشوفة تغرق بالأوحال بسبب الأمطار الغزيرة.
ويقول أحد أولياء الأمور: "أن أطفال بعمر الزهور من بينهم ابنته يدرسون في الفترة الصباحية على الأرض بدون كراسي ويلتحفون السماء بين البرد وصقيع الشتاء".

الطالبة نجوى"7 سنوات " تقول: "إن حالتها الصحية بدأت تتدهور بسبب استنشاقها للغبار، لأنها تعاني من التهابات في الجهاز التنفسي، ولن تستطيع بعد اليوم الذهاب إلى مدرستها التي تقع وسط منطقة المحصاب، وتطالب نجوى  الحكومة والسلطات في تعز  بسرعة إنقاذها وزملائها الطلاب من هذا العناء.
الطالبة أمل هي الأخرى تشكو من "الربو التنفسي" وحالتها بدأت تتدهور، تحدثت بمرارة وقالت: "صحتنا أصبحت في خطر، انقذونا، اصلحوا الطريق، وابنوا لنا مدرسة حكومية حتى نستطيع المحافظة على صحتنا واستكمال التعليم.

الأستاذة "ف. ن" ترى بأن المستوى التعليمي للطلاب والطالبات بدأ يتدهور بشكل كبير بسبب هذا الغبار الذي يملأ طريق المحصاب، مسببًا أضرارًا كثيرة علي الطلاب.
وأضافت :"أن الكثير من براعم الفترة المسائية امتنعوا عن الذهاب إلى المدرسة، وان  كورونا الحقيقية موجودة بطريق المحصاب".
المعلمة "ف، ع " تُّحمل حكومة الشرعية والجهات المعنية والسلطات المحلية مسئولية الأضرار التي تلحق  بالطلاب  والعملية التعليمية، والأهالي.

 وأكد  مدير المدرسة  عبد الله  الراعي  في تصريحه :"أن مئات الطلاب  والطالبات وبفترتين دراسيتين اضطروا هذا العام إلى مواصلة دراستهم فوق قطع من الأحجار ، والكراتين لعدم احتواء الفصول في المبنى الذي تم استئجاره علي كراسي مدرسية،  وبان غرف المبني  تمتلئ بمياه الأمطار ما أدى إلى معاناة كبيرة وإصابة بعض الطلاب والطالبات بنزلات البرد.

وأضاف الراعي :"أن المدرسة التي تأسست قبل الحرب بأعوام ، وتضم المئات من طلاب المرحلة الأساسية من الصف الأول وحتى السابع ، تفتقر إلى أبسط مستلزمات العملية التعليمية، كما أن مبناها المستأجر بحالة سيئة، ولا يتناسب مع الكثافة الطلابية، لا سيما مع التزايد المستمر للطلبة الملتحقين بالمدرسة سنوياً.
وأشار الراعي إلى أن عدم توفير البيئة المناسبة للطلبة يؤثر بشكل سلبي على تحصيلهم العلمي،  مطالباً السلطات بسرعة بناء مبنى مدرسي، وتوفير المقاعد الدراسية وجميع المستلزمات الأخرى، لضمان استمرار العملية التعليمية، واستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة القادمين من مختلف المناطق المجاورة.
إلى ذلك، أكد عدداً من الناشطين في منطقة صينة  أن الوضع التعليمي في مدرسة الثلايا سيئ للغاية من جرّاءِ الإهمال الحكومي، نتيجة بُعدها عن مركز المدينة.

 وأضافوا : "قد تم استئجار مبنى بديل عن المدرسة وأن العملية التعليمية مستمرة رغم شح الامكانيات، داعين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية إلى تقديم الدعم اللازم لتوفير مبنى مدرسي وتوفير كل المستلزمات لإنجاح العمليه التعليمية".
وفي المقابل: "الناس في الأحياء المجاورة  يقولون إن قدراتهم الشرائية صعبة جدا، وإنهم بالكاد يوفرون قوت اليوم فكيف لهم أن يوفروا لهم طاقات شمسية".

و يقول الكثيرون من الناس أن  أيام ما قبل الحرب كانت افضل ومجانية، ولا يدفعون مقابلها، ولا عدادات لهم، وكان هناك تغاضٍ وتقدير قبل الحرب لوضعهم من قبل الدولة، التي كانت متوفرة، ولو بشكل نسبي مؤكدين  أن الكثير من السكان والذين فضل البعض عدم ذكر أسمائهم في أحاديث متفرقة  قالوا فيها :"الناس حقيقة يمرون بظروف صعبة ومعقدة وأولادهم معرضون لوباء الكوليرا وأمراض الإسهالات الناتجة عن الوضع المؤسف الذي وصلت إليه هذه الأحياء المنسية والتي لا اهتمام لها".


وأتبع احدهم : "أعرف أحد جيراني معه أربعة أولاد ما بين الأسبوع والشهر وهو يعالجهم من الإسهالات والالتهابات، وقبل أسبوع تعرض اثنان منهم لوباء الكوليرا وظل يعالجهم لمدة أسبوع".
الملفت إن أغلب ساكني حي المحصاب وماجاورها نازحون يتواجدون في هذه الأحياء الفقيرة حيث صاروا ضمن سكانها، وذلك لحصولهم على سكن بإيجار أقل مقارنة بالإيجارات في بقية الأحياء.

معاناة النازحين بالمنطقة

وهؤلاء النازحون بين مأساتين: مأساة النزوح ومأساة انعدام الخدمات، ومتطلبات الحياة اليومية التي أشرت لها آنفا.
ويشير بعض سكان حي الصرم إلى أن البعض من النازحين يقطنون عند أهاليهم وأقاربهم ويعيشون ظروفا معقدة، ففي البيت الواحد تجد أسرتين إلى ثلاث أسر تسكن في منزل واحد، وبعض الأسر تسكن في دكاكين او غرف بالإيجار.
وفي منطقة المحصاب تتواصل دعوات للإسراع في شق ورصف  الطريق الترابي الرابط بين منطقة صينة والمحصاب والحارات والقري المجاورة لها.


طريق سيء

ففي الطريق الترابي الرابط بين صينة وحارات المحصاب والصرم تسير شاحنات محملة بمواد مختلفة بحذر وبطء شديدين على الطريق عند المنحدر خطير مع منعطفات ضيقة، في مغامرة خطرة لكنها ضرورية لإبقاء الأهالي على قيد الحياة.
ويشكو سائق شاحنة شاب يدعى "سالم القرشي" من سوء حال الطريق، مؤكّدا "كما ترى الطريق  مليء بالحفر" بينما يشير إلى أن وضع الشارع يزداد سوءا. وأتبع "في بعض الأحيان، لا يمكن للشاحنات أن تمضي قدما خوفا من السقوط في المنعطفات ".


نصب باسم المنظمات

المؤسف كثيرا، والصدمة الحقيقية التي كشفها لي بعض سكان هذه الأحياء،  هي تلك التي تقول: "انه وخلال الفترة الماضية تكررت  عمليات النَّصب والاحتيال التي تعرّض لها بعض من المواطنين الفقراء في حيهم على أيدي لصوص محترفين ادّعوا أنهم ينفذون مسحاً ميدانياً لصالح بعض منظمات الإغاثة المحلية.
أسرة "س ،ن"- تسكن في حي المحصاب في مديرية المظفر  واحدة من الأسر الفقيرة التي تعرّضت للنّصب تحت غطاء الحصول على المساعدة والعون.

تقول الزوجة: "النصابين دقوا الباب علينا، وقالوا إنهم يقومون بتسجيل الحالات الفقيرة في الحارة، من أجل أن يصرفوا لكل أسرة سلة غذائية مساعدة من المنظمة التي يعملوا فيها، خدعوني إنهم سجلوا لي سلتين غذائية، وطلبوا مني مبلغ 20000 ريال، ودفعته لهم".
يمعن هؤلاء المحتالون في اختيار ضحاياهم بعناية واحترافية دقيقة، كونهم يركزون على العوائل الأشد فقراً، والعاجزة حتى عن ملاحقتهم أمنياً، نتيجة أفعالهم المنافية للأخلاق والأعراف والقوانين.


في الحي ذاته، كانت أسرة المرحوم "ع .ي" ضحية لعملية نصب أخرى من اللصوص المتجولين عند عتبات أبواب المسحوقين.
تقول الزوجة "جاء شخصان، جلسا في باب البيت، وسألا عن اسمي وحالتي، وكم معي أطفال، سجلا ما قلته، وطلبا مبلغ 15000 ريال لتُصرف لي سلة غذائية شهرياً، أعطيتهم المبلغ، ولم أعرف أنهم لصوص إلا لاحقا".

الأربعينية "أُم آلاء"  نازحة تسكن في حي الصرم، واحدة من ضحايا شبكة اللصوص المحتالين بغطاء الإغاثة، تقول: "جاءوا إلى البيت، وأوهموني أنهم يسجلوا النازحين المحتاجين بطانيات وفُرش، لأنهم يصرفوها في موسم البرد، وطلبوا مبلغ 10000 ريال رسوم نقل المواد، ودفعت لهم".
تبدو عمليات رصد اللصوص مدروسة مسبقاً لدى أصحاب الاحتياج الضروري من المعوزين والفقراء، بالنظر الى أسلوبهم في انتقاء المحتاجين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى