​متنزهات عدن ترفض طلاب الجامعة وتقبل ماضغيّ القات

> إبراهيم شهاب

>
ما الذي يدعو الزوار إلى رمي القمامة في المتنزهات بدلاً عن أخذها معهم أو رميها في صناديق القمامة؟

لماذا تمنع الدوريات الأمنية الشباب من الجلوس في المتنزهات وتسمح لماضغي "القات" والمسلحين بالجلوس فيها؟


كانت العاصمة عدن بعد حرب عام 2015م تفتقر لأبسط مقومات الترفيه وتكاد تنعدم فيها الحياة المدنية، وعندما تحل الأعياد أو الإجازات الرسمية لا يجد الأهالي مكاناً يتنزهون فيه أو يقضون أوقاتهم سوى شواطئ البحر في ثلاث مديريات (التواهي، وخور مكسر، والبريقة).
وبعد مرور سنوات عدة استيقظت السلطة المحلية في العاصمة عدن من سباتها العميق فتذكَّـرت أن هناك أماكن لا يتطلَّـب إعادة تأهيلها تكلفة عالية مثل: (منتزه الدكة، ودوار حجيف، ودوار العقبة) وجميعها في مديرية المعلا.

الشاب (أسامة عصمت عبدالله يوسف) من مديرية التواهي قال بـ "أنه يقوم بالتنزه مع عائلته في منتزه المعلا ( الدكة ) منذ يوم افتتاحه، وكان نظيفاً وذو منظر جذاب، ويعتبر أفضل من المتنزهات الأخرى، ولكن هناك تغييرات كبيرة من ناحية سوء النظافة، وتغيير شكل المنتزه إلى  الأسوأ، ويعود ذلك إلى الإهمال الشديد من قبل الزوار (العائلات، والشباب) من جميع الفئات العمرية، والأشد إهمالاً هم العوائل وماضغي (القات) فيرمون بقايا الطعام ويتركونها عند رحيلهم في وسط المكان مع توفر صناديق للقمامة".

عامل التشجير في المتنزة محمد سيف محمد
عامل التشجير في المتنزة محمد سيف محمد

العامل الوحيد في منتزه الدكة ويدعى (محمد سيف محمد) وهو موظف في قسم التشجير بصندوق نظافة عدن وهو يعمل منذ يوم افتتاح المتنزه قائلاً "لقد كان عند افتتاحه رائعاً جداً، أما حالياً فقد تدهور بشكل كبير ومفرط من قِـبَـل الأهالي والزوار نتيجة لعدم المبالاة في نظافة الموقع الترفيهي، فيقومون بدهس الأزهار والبعض الآخر يقطفونها، وتكسير أغصان الأشجار الصغيرة.

لافتاً إلى أن هناك منطقة مخصصة بالجلوس عليها ولكن هناك من يقوم بافتراش سجادة والجلوس على أرضية الورود مما يؤدي إلى تلفها وذبولها، ونعاني عناءً كبيراً من أجل إعادتها إلى سابق عهدها، ويُـكلِّـف ذلك أعمالا شاقة وأياما طويلة قد تمتد إلى الأسبوعين.

المواطن صفوان عبدالباري احمد
المواطن صفوان عبدالباري احمد

متسائلاً ماذا سوف يحصل إذا جلس الزوار في المكان المناسب؟

مناشداً الجهات المعنية بعمل حل فوري وسريع للحاق بما تبقى من جمالية المتنزه من خلال عمل لوحات تنبه المواطنين من السلوكيات الخاطئة، بالإضافة إلى نصب صناديق قمامة بشكل أكبر من أجل مواكبة زيادة أعداد الزائرين للمكان.

وقال عامل التشجير "كل يوم نجد مخلفات (الحنظل) منتشرة على جميع أرجاء المتنزه ولا يتورعون عن وضعها في أكياس لرميها في صناديق القمامة، وتتغذى عليها الحشرات لا سيما النمل منها، ولا يستشعرون الصعوبة التي نجدها في إزالة الحنظل عن الحشائش لأننا لا نملك الأدوات اللازمة لذلك".
المواطن (صفوان عبدالباري أحمد) يأتي من مدينة إنماء السكنية بمديرية البريقة إلى متنزه المعلا دكه منذ افتتاحه وكان مأوى رائع للنزهة ولكن الخوف على الأطفال من عدم وجود وسائل أمان تحميهم من مخاطر الطريق الرئيس والذي تعبر فيه السيارات بسرعة كبيرة جداً، ولذلك نطالب السلطة المحلية أن تضع هذا الأمر في عين الاعتبار، مطالباً بوضع لوحات إرشادية تحث الزوار إلى عدم رمي القمامة على الطريق.


أحد الشباب ويدعى هشام كامل محمد من مديرية المنصورة لفت إلى أن الدوريات الأمنية تضايق الشباب المتجمعين في المتنزه وتطلب منهم المغادرة، بحجة أنه مخصص للعائلات فقط، ومن هنا أناشد أن يتم تعيين مكان محدد للعائلات ومكان مخصص للشباب، فمن حق الشباب أن يستمتعوا بأوقاتهم بعيداً عن القات ومساوئه.

أما الشاب مجد جلال يسلم وهو طالب جامعي من مديرية المعلا فأشار إلى أنه يجب على الدوريات الأمنية التركيز على مجيء المسلحين ومتعاطي الحبوب، وماضغي القات بدلاً من إبعاد الشباب الجامعيين الذين يجلسون بعيداً عن العائلات ويستثمرون أوقاتهم بمذاكرة دروسهم أو بقضاء أوقات ترفيهية.

ويوافقه الرأي سالم محمد قائلاً "لماذا لا يمنع ماضغوا القات من الجلوس في المتنزه بدلاً من منع الشباب العاديين والذين يفترشون أماكن منعزلة عن العائلات بكل أخلاق عالية ولا تصدر منهم أي سلوكيات خاطئة؟".


إن الأولى أن يبعدوا ماضغي القات لما يترتب على هيئتهم من منظر مشمئز أمام الناس، بالإضافة إلى رميهم مخلفات القات فوق حشائش المتنزه.

وطالب الزائر سامح محمد صالح علي  وهو من أبناء منطقة القلوعة صندوق النظافة إلى رش المبيدات الحشرية للقضاء على البعوض والصراصير والنمل اللذان يعكِّـران أجواء المتعة باللسع المتواصل، مطالباً بضرورة تنصيب شباك قصيرة لتمنع الحيوانات من الدخول إلى المتنزه كالقطط والكلاب، وكذا لحماية الأطفال من الذهاب إلى الشارع السريع والمزدحم بالسيارات.

المواطن سالم محمد
المواطن سالم محمد

وفي دوَّار حجيف الفاصل بين مديرتي التواهي والمعلا التقت "الأيام"  بالشاب عمر محمد عبد الله غالب والذي بدوره دافع عن الشباب الذين يقضون أوقاتهم بمضغ القات قائلاً "جئت إلى هنا من أجل أن (أخزن القات) مع صديقي لأنني لم أجد مكان آخر أقضي فيه وقتي، فمن المستحيل أن أجلس على قارعة الطريق أو في الشوارع لكي أتناول القات أمام المارين من الناس، وكذلك لا أحب الجلوس في وسط الحارات لعدم وجود الراحة النفسية، مع العلم أنني أحرص على المجيء في وقت متأخر من الليل لضمان عدم وجود عائلات أثناء مضعي للقات، وأدعو المجلس المحلي بتوفير مكان مناسب للشباب من أجل الجلوس فيه دون أي مضايقة.

من جانبه أوضح بلال محمد أحمد ملهي وهو من أبناء مديرية التواهي أن دوَّار حجيف شابه الكثير من التلف من المواطنين والإهمال من الجهات الحكومية المعنية مثل أحرف كلمة (ADEN) والتي تم تكسيرها وخلع بعض الأضواء منها بسبب بعض الشباب الطائش، وهناك من يأتي بوجبات دسمة مثل الأرز والدجاج واللحم وأنواع أخرى من الطعام فيتناولون ويتركون الفضلات مرمية على حشائش الدوار دون أدنى اهتمام بوجوب المحافظة على نظافة المكان.

المواطن مجد جلال يسلم
المواطن مجد جلال يسلم

 وطالب بلال ملهي السلطة المحلية بتعيين حراسة وأمنيين على مدار الساعة لحماية الدوار من التخريب المتعمد والأوساخ وفرض غرامات على مرتكبي التخريبات، مشدداً على أهمية وجود عمال نظافة لإزالة الأتربة المتراكمة والأحجار الكثيرة حول دوَّار حجيف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى