​مشروع نسيج يعالج حرمان الفتيات من التعليم والميراث والأسر من التسول

> تعز «الأيام» خاص:

>
احتلت قضايا حرمان الفتيات والنساء من التعليم والميراث ومهر الزواج أولويات قصوى على مدونة السلوك المنبثقة عن لقاءات القادة المؤثرين، ضمن مشروع نسيج لإنهاء العنف القائم ضد النساء والفتيات، الذي أطلقته منظمة مدرسة السلام مطلع العام الجاري واختتم أعماله يوم الخميس الماضي على المستوى المحلي لمحافظة تعز.

ويشار إلى مدونة السلوك بوصفها منهاجاً عملياً وأخلاقياً يعلو بأصوات المؤثرين لمناصرة هذه القضايا وما تولد عنها من آثار سلبية للأسرة والمجتمع في عدد من القرى والبلدات التي تسودها ظاهرة أو أكثر ضمن مديرتي المعافر والشمايتين التابعتين لمحافظة تعز.
وقالت هناء مقبل المديرة التنفيذي لمشروع نسيج لدى مدرسة السلام: "إن قضايا المناصرة لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي لم ترد جزافاً على مدونة سلوك القادة المؤثرين، بل جرى استكشافها عبر تقارير الرصد وأوراق السياسات التي نفذها باحثون وراصدون متخصصون عملوا في الميدان وتحققوا من فرضيات كل ظاهرة".


وأوضحت أن معظم حالات العنف الجسدي واللفظي وزواج القاصرات عادة ما يكونان سببًا أو نتيجة لحرمان الفتيات والنساء من التعليم أو الميراث أو مهر الزواج، أو منها جميعا في آن معاً. وأضافت أن مدونة سلوك القادة المؤثرين وخطة المناصرة من المخرجات الأساسية لمشروع نسيج.
من جهته، أكد ناصر سعيد الأديمي، وهو من القادة المؤثرين ومدير الشؤون الاجتماعية بمديرية الشمايتين، أكد على ضرورة حشد المساهمات والأدوار المتكاملة باستخدام المنابر والجلسات المجتمعية ومنصات التواصل الاجتماعي لتحقيق مناصرة فعالة للقضايا الواردة في الخطة والمسنودة بمدونة السلوك.

وعلى الرغم من أن مديريتي الشمايتين والمعافر من أعلى المديريات انتشاراً للتعليم والوعي الحقوقي في أوساط أبنائها إلا أن المديريتين شهدتا موجات نزوح كبيرة بعد أن تضاعف سكانها المحليون على مدى العشر السنوات الأخيرة، الأمر الذي يقابله ثبات أو نقصان في البنى التحتية وشحة في الموارد وفرص العمل.
وتسبب النزاع في اليمن بفرار العديد من المواطنين من مساكنهم نحو مواقع النازحين بحثًا عن الأمان، فهم لا يمرون بظروف معيشية أليمة فحسب، بل يفتقرون إلى الخدمات التي تلبي احتياجاتهم الأساسية.


وبحسب تقييم أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 64 % من الأسر النازحة لا تمتلك مصادر دخل. نتيجة لذلك، تلجأ أسرتان من أصل ثلاث أسر نازحة، إلى آليات التكيف السلبية للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك تقليل تناول وجبات الطعام، أو الاستغناء عن بعض الوجبات، أو إخراج أطفالهم من المدارس، أو التقصير في الاعتناء بالصحة، والبعض قد ينتهي بهم المطاف إلى التسول في الشوارع، وفق موقع منظمة اليونيسف، في الثالث من مارس 2022، بعنوان "خطوة نحو تمكين الأمهات النازحات".

وبحسب تقديرات اليونيسف، اضطر 4.3 ملايين شخص، بمن فيهم مليونا طفل، إلى الفرار من ديارهم منذ أن تصاعدت الحرب في اليمن، عام 2015، ويضطر هؤلاء الأشخاص إلى العيش في ظروف حرجة، بل تكون فيها حياتهم معرضة للمخاطر عندما لا تتوفر الإمدادات الأساسية من المواد الغذائية ومياه الشرب ومستلزمات النظافة أو حتى المأوى.


ويرمي مشروع نسيج إلى إيصال الأصوات لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي على مستوى عدد من البلدان على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأكثر تضررا من النزاعات والحروب.
ونفذت مدرسة السلام هذا البرنامج على المستوى المحلي لتعز، بالشراكة مع منظمة أوكسفام الدولية، بوصفه المشروع الأول الذي جرى تنفيذه في اليمن ضمن برنامج نسيج.

وفي فبراير الماضي استمعت مدرسة السلام لأصوات 90 ناشطاً من الرجال والنساء الذين شاركوا في ورش العمل الخاصة باستعراض وإثراء المحتوى البحثي لورقة السياسات الراصدة لآثار السلوك الاجتماعي السلبي للتميز على الجنسين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى