​المعدل التراكمي لشهادة الثانوية العامة.. بين مؤيد ومعارض

> تقرير/ موسى المليكي

> "تجربة اعتماد المعدل التراكمي لخريجي الثانوية العامة (الصف الثالث الثانوي) في ظل وجود الكثير من المشكلات التعليمية من قبل وزارة التربية والتعليم بالعاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة أفقد القيمة التعليمية في المراحل الختامية للتعليم المدرسي والتي يتم الانتقال منها إلى المرحلة الجامعية".
تأتي هذه التجربة والتي تعتمد على معدل العامين الأول و العام الثاني للمرحلة الثانوية والتي لم تكن ضمن معدل شهاده الثانوية العامة، لكن في عام 2020م تم اعتماد المعدل التراكمي للشهادة الثانوية العامة.
وقام مسؤولون في مكاتب التربية والتعليم في محافظة لحج وحضرموت وأبين بتقديم وجهات نظر مختلفة حول التجربة، بين مؤيد ومعارض...
وتحد هذه العملية من انتشار الغش إلى حد كبير في ظل ظروف الحرب كمبرر رئيسي.


قرار وزاري... أفضل

قال مدير عام التربية والتعليم بمحافظة لحج فهمي بحاش لـ"الأيام": "بالنسبة للآلية التي اعتمدت عليها وزارة التربية والتعليم في احتساب درجات طلاب وطالبات الصف الثالث الثانوي والتي تتكون من 50 درجه معدل تراكمي للمتقدم تتوزع بالشكل الآتي 20 درجة عن الصف الأول الثانوي و20 درجة عن الصف الثاني ثانوي و10 درجات للصف الثالث الثانوي و50 درجه يتقدم الطالب لأداء الامتحان فيها، فهي آلية ناجحة نوعا ما في الظروف الحالية.

وأضاف فهمي: "لأن نتيجة المدرسة تكون أكثر مصداقية، واحتمال حدوث محاباة ضئيل نتيجة لوجود علاقة مباشرة ومتابعة من قبل أولياء أمور الطلاب لنتائج أبنائهم إضافة لمعرفة الجميع (معلمون، طلاب ،أولياء أمور) بمستويات الطلاب الدراسية هذا يقلل من المحاباة خوفاً من ردة الفعل".
وقال فهمي : "أعتقد أن هذه الآلية مثلت حلاً مؤقتاً تم تجريبه في الوقت الحالي وعملية قياس نجاح أو فشل هذا الحل يحتاج إلى بحث ولا يمكن أن أخمن جدواه فقد أكون غير منصف"، مضيفاً: "بأنه يجب على وزارة التربية والتعليم بالعاصمة المؤقتة عدن أن تقوم بعملية تقييم للآليات التي وُضعت كأدوات لقياس تحصيل الطلاب في المرحلتين الأساسية والثانوية والبحث إن أمكن عن أساليب أخرى".

كما أود القول أنه يجب تصحيح وضع المؤسسة التعليمية بشكل شامل، ويجب أن لا يتجزأ، فنحن بحاجة إلى  إصلاح المنظومة بشكل عام من خلال خطه استراتيجية تمثل أولوية للحكومة وتشمل كل مكونات التعليم كالآتي : معلم ،مبنى، وسائل وأساليب وطرائق".
لكن مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة أبين د. وضاح صالح المحوري يقول: "أنه في التعليم الثانوي الدرجات التراكمية ويخصص لها "50 درجه كحد أعلى و25 درجه كحد أدنى في كل مادة دراسية، للجلوس لاختبارات شهادة الثانوية العامة " بحيث تحسب"20 % من النتيجة النهائية لكل مادة دراسية في الصف الأول ثانوي و20 % من النتيجة النهائية لكل مادة دراسية في الصف الثاني الثانوي، علمي / أدبي 10 % من اختبارات الفصل الدراسي الأول للصف الثالث الثانوي ،علمي/ادبي التي تقيمها المدرسة "50 %درجه في كل مادة دراسية من اختبارات شهادة الثانوية العامة.

وقال المحوري :"حيث تجمع الدرجات التراكمية للطالب في كل مادة دراسية مع درجات اختبار شهادة الثانوية العامة لكل مادة، ولا يعد الطالب ناجحاً مالم يحصل على 50 %كحد أدنى للمادة الواحدة، والهدف من هذه التعديلات التيسير على الطلبة من جوانب متعددة دون إغفال الشروط الواجب توافرها والمطلوبة للاحتفاظ بالمستوى العلمي في هذه المرحلة التعليمية الهامة".

وأتبع المحوري: "فالسلّم التعليمي المعتمد في اليمن هو "9+3" أي أن التعليم العام ينقسم الى مرحلتين، مرحلة التعليم الأساسي والتي مدتها تسع سنوات "1-9" ومرحلة التعليم الثانوي ومدتها ثلاثة سنوات، وتنتهي كل مرحلة من هذه المراحل باختبار عام والدراسة في مرحلة التعليم الثانوي متنوعه، علمي وأدبي.
وأكمل : "أما في المرحلة الثانوية تنتهي باختبار عام يسمى اختبار شهادة إنهاء الثانوية العامة وتنقسم الى قسمين: القسم الأدبي والقسم العلمي، ويشترك طلبة كل قسم في دراسة المواد المقررة به مع التوسع في دراسة المواد الأساسية لتقابل ميول وحاجات وقدرات واستعدادات الطلبة".


وجهة نظر حول المعدل التراكمي

وتحدث مدير عام شعبة التعليم بمكتب التربية والتعليم مدينة المكلا بمحافظة حضرموت عبود الشيخ لـ "الأيام" قائلاً: "أن اعتماد المعدل التراكمي يعطي أحقية للطالب ليتحصل عليه من جهد خلال الثلاث السنوات الدراسية" مضيفاً :"أن التراكمي في الثانوية العامة يقوم على أخذ 20 %من درجات الصف الأول والثاني الثانوي وحيث التجربة مؤشر إيجابي تعطي للطالب الممتاز حقه".

المعدل التراكمي خطوة صحيحة

مدير عام الاختبارات بمكتب التربية والتعليم بمحافظة حضرموت حسين الحداد يقول: "أن المعدل التراكمي خطوة صحيحة لأنها تعطي الطالب درجاته المتحصل عليها في الصف الأول الثانوي والثاني الثانوي بنسبه عشرون بالمائة لكل مادة من المواد الدراسية وعشرة بالمائة من اختبار الفصل الدراسي الأول للصف الثالث الثانوي".

وأضاف الحداد " إن إضافة درجات الفصل الدراسي الثاني إلى المعدل التراكمي تحتاج إلى دراسة أعمق و حالياً الأمور طيبه ويأخذ كل طالب حقه".
وأكمل الحداد: "إذا وجدت النوايا الطيبة سنتغلب على ظاهرة الغش كما حصل في كثير من المحافظات تم الحد من هذه الظاهرة، والمؤشر إيجابية ونتفاءل دائماً أن القادم أفضل".

مؤتمر تربوي صنعاء

محمود أبو سبعة مدير الاختبارات بمديرية خنفر في محافظة أبين يقول: "ذكرتُ في 2007 بالمؤتمر التربوي الأول للتعليم الثانوي في صنعاء كمشارك في هذا المؤتمر، واتخذت عدة قرارات ولكن للأسف الشديد وزارة التربية والجهات العليا لم تفعّل تلك القرارات، وتم الاتفاق على المعدلات التراكمية التي يفترض العمل بها من الصف التاسع".

وشدد أبو سبعة على اتخاذ قرار شطب اختبارات الثانوي وعملها  تراكمية لكل المراحل الثانوية، وأن وجود المعدل التراكمي بسيط ولم يعطِ للمرحلة الثالثة حقها، حيث يرى ابو سبعة ان الامتحانات داخل المدرسة ستنهي عدة أشياء منها التسرب".
وأضاف قائلاً : "بسبب النظام الحالي من الممكن حصول الطالب على معدل 99 % وراسه فاضي ولاتوجد فيه معلومات ولو تحصل على معدل 80 % وراسه مليان معلومات لكان أفضل، وما يؤكد ذلك امتحانات القبول والتسجيل في الكليات لاينجح إلا قله قليلة جداً". 

ويتمنى أبو سبعة أن تأخذ الوزارة هذه النقطة بعين الاعتبار بالإضافة إلى عمل أرصده مالية تكفي لتسيير الاختبارات بالشكل الصحيح فالملاحظ مظلوم والمعلم يبقى طوال اليوم يراقب ويتعب ولكنه لا يحصل على حقه.
ويختم أبو سبعه قوله: "إنما الأفضل إلغاء اختبارات الثانوية العامة و استبدالها في المعدل التراكمي وأنا أعتقد أن بعض الدول المجاورة قد ألغت قبلنا هذا القرار".

و يقول رئيس قسم التعليم بمديرية العرم بمحافظة شبوة أحمد ناصر الحداد: "إن اختيار المعدل التراكمي ممتاز، فجميع الطلاب انضبطوا في دراستهم" مضيفاً: "إنه وبعد مرور أكثر من عامين عن هذه التجربة نلاحظ مؤشرا إيجابيا ونرى أيضاً اجتهاد الطلاب أكثر وأفضل من الأعوام السابقة، ويكمل  "أن وزارة التربية والتعليم قد لجأت إلى المعدل التراكمي من أجل محاربة الغش".

تجربة إيجابية

يقول مجيب القباطي نائب مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الحديدة سابقا إنه يرى أن المعدل التراكمي في أغلب الحالات تكون في صالح الطالب المثابر لأنه سيلاحظ من درجاته في الصفين الأول والثاني ثانوي حصوله على درجات عالية بينما العكس عند الطالب المهمل يأتي للثالث ثانوي ويحصل على الدرجة العالية إذا لم يكن هناك تراكمي عن طريق الغش في كثير من الأحيان، بينما الأخر قد يتعرض لظروف أو نوعاً من الارتباك أثناء الاختبار، فنجد أن الأول الذي غش أو لديه معرفة ووساطة بالملاحظين يتفوق والأخر يهضم، ولذلك يبقى الحكم الاساسي لفرز المجتهد من الغشاش في امتحانات القبول بالجامعات".

أمور ذات أولوية

يذهب الشيخ إلى الحديث عن قضايا ذات أولوية يجب النظر إليها أكثر من العملية التراكمية في الشهادة الثانوية العامة وأكد على ضرورة توفير الكتاب المدرسي، مشدداً على اعتماد اللغة الإنجليزية من الصف الرابع الأساسي والتقليل من الحشو في المناهج وإعادة صياغتها بحيث تتواكب مع التطور ومحاربة ظاهرة الغش.

ويقول الشيخ "مع كل عام دراسي نشاهد إضراب للمعلمين وخاصة بالعاصمة المؤقتة عدن فيمضي الجزء الكبير من الفصل الأول بدون تعليم وبعد ذلك تستمر الدراسة وينتهي العام الدراسي في موعده ولم يكمل المعلم المنهج.
ويضيف الشيخ "ما نأخذه في عام من منهج  يختصر في عدن وبعض المحافظات في نصف عام والسبب الإضراب".

يقول موجه في مكتب محو الأمية وتعليم الكبار بمحافظة تعز عبدالعليم الحيدري "أن تجربة التراكمي فاشلة خصوصا عندما ينتقل الطالب من مدرسة إلى مدرسة هنا يصعب حساب التراكمي له لأن الطالب أحياناً تحصل له ظروف وتكون درجاته في الصفوف الدنيا ضعيفة، ولكنه في الصف الثالث الثانوي قد يجتهد، وإذا كان التصحيح من 100 قد يحصل على الامتياز".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى