نازحات يحترفنّ "التطريز" لتحسين معيشتهنّ

> نجوى حسن

> آمنة جمعان، إحدى نازحات الحرب من محافظة الحديدة إلى محافظة عدن، دفعتها الظروف المعيشية الصعبة لتعلم التطريز والخياطة لتحسين دخل أسرتها والتتغلب على صعوبات النزوح.

تتحدث آمنة لـ "المشاهد"، قائلة: "أصبحت قادرة على تحقيق حلمي، بفتح مشغل تطريز وخياطة خاص بي، وأستطيع أن أعمل أي شيء أريده".


ويعيش نحو 64 % من الأسر النازحة أو ثلثي النازحين من إجمالي 4.3 ملايين شخص، بدون مصادر دخل، حسب تقييم أجرته مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، نشر في مارس من هذا العام.

واستطاعت جمعان فتح مشغلها الخاص، بعد خوضها تجربة صعبة في أعمال متدنية الأجور لا تكاد تفي طعامها لثلاثة أيام.

وتقول: "كنت أعمل في مستشفى الصداقة في محافظة عدن، حارسة أمن لمدة شهر ونصف، ولأني نازحة كان راتبي 20.000 ريال يمني (17 دولارًا أمريكيًا حسب سعر الصرف في عدن).

عندما طلبت زيادة الراتب رفضوا ذالك، وبسببه تركت العمل، وبحثت عن أعمال أخرى من أجل تحسين وضعي ومساعدة أهلي في تسديد الإيجار الذي ارتفع سعره".


اختارت جمعان حرفة التطريز والخياطة، التي تعد شغفها منذ الصغر، وتعلمتها على يد إحدى المعلمات، وذلك ” شجعتني مدرستي وعملتني في مركز صيفي، وبدأت أسوي الفصوص على الفساتين القديمة، وأغير من شكلها"، كما تقول.

وطورت مهنتها بالتعلم والممارسة والمطالعة على الإنترنت والتطبيق عليها، وأصبحت تتقن الخياطة بمهارات عالية وترضي زبائنها".
  • تميز في التطريز
تميزت جمعان في التطريز على العبايات السوداء، وشاركت في معرض بمؤسسة أرمان، العام الماضي، بالإضافة إلى معرض منظمة إنترونس، قبل جائحة كورونا. كما أنها عملت معلمة الحرف اليدوية لعام ونصف، في مشروع مبادرة المساحة الآمنة للأطفال، بدعم من منظمة "إنترسوس".

وتروي لـ "المشاهد" قائلة: "بعد عرض أعمالي في المعرض في 2020، تواصل الناس معي لحجز بعض الأشغال اليدوية، وهذا يعود إلى شغلي مع المؤسسة ومنظمة إنترسوس، الذي من خلاله طورت من مهاراتي".

عرضت أشغالها اليدوية في التطريز على محلات العبايات، وحصلت على عقد عمل موسمي في الأعياد.

وتلقت تشجيعًا معنويًا من قبل أسرتها وصديقاتها، ما مثل دعمًا كبيرًا بالنسبة لها.


وتقول: "أمي وأهلي شجعوني معنويًا، لكن صديقتي رحاب وقفت إلى جانبي ودعمتني ماديًا ومعنويًا".

التقت رحاب جمن آمنة جمعان، في عمل مع منظمة إنترسوس، وشاهدت أشغالها اليدوية التي تعد من أشياء بسيطة، لكنها متميزة، حد تعبير رحاب.

وتقول رحاب لـ "المشاهد": "من خلال مشاهدتي لأعمالها قررت أن أساعدها في تنزيل فيديوهات وصور أشغال المحترفين، وهي متميزة في سرعة الإتقان والأداء".

وتتابع: "آمنة شخصية مكافحة، خصوصًا أنها كانت تعاني من وضعها المادي الصعب".
  • صعوبات
عانت آمنة من صعوبات النزوح من محافظة الحديدة إلى عدن، بسبب القصف الذي تعرض له منزل أسرتها "نزحنا من البيت لأنه تضرر بسبب قصف مجمع الشيماء التربوي في مدينة الحديدة".

وأجبرت الحرب الدائرة في اليمن منذ مطلع 2015 حتى مارس 2022، نحو 4.3 ملايين شخص، على النزوح القسري من ديارهم بحثًا عن الأمان، حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

ويقول رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي، إن "حدة الاشتباكات القتالية في بعض المناطق تجبر الأسر على الانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا".

ويضيف الحميدي أن "وضع النازحين مأساوي، فهم يفتقرون لأبسط المقومات الحياتية، من نقص في التغذية، الخدمات الصحية والتعليم".

ويرى أن "وضع النازحين بحاجة إلى عناية كبيرة وبرامج وتأهيل وتدريب، خصوصًا النساء والأطفال، لممارسة الحياة الطبيعية، وإعالة أنفسهم وأهاليهم".

آمنة جمعان واحدة من بين الآلاف من النازحين الذين لم يتلقوا مساعدات إنسانية في ظل وضعهم المعيشي الصعب، وتقول: "لم يقدم لنا أحد أية مساعدات إنسانية، وظللنا بدون أكل شهرين متتاليين، وكنا نأكل التمر والماء".

"المشاهد"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى