ضرب ميناء الضبة

> السفير عمر سيف مقبل

> توقيت الضربة والتهديدات والمطالب الحوثية التي سبقت الضربة والمتغيرات السياسية التي تحققت على يد الانتقالي بموجب اتفاقيتي الرياض 1و2 اللتين بموجبهما تمت المشاركة في الحكومة بما يعرف بحكومة المناصفة ومن ثم مجلس الرئاسة القيادي بعد إزاحة رأس الفساد والقائد الفعلي للإرهاب على محسن الأحمر وذراع الإخونجيين العسكري وممثل رأس النفوذ القبلي والطائفي للهضبة، تقلص به نفوذ الإخونجيين سواء في الحكومة أو في قيادة ما يسمى بالشرعية وتوسع سيطرة الانتقالي على الأرض مثلما حدث مؤخرا في استعادة شبوة من أيدي الإخونجيين بإزاحة بن عديو وطرد الحوثيين منها، وكذا استعادة أبين وتصفيتها من الجماعات الإرهابية القاعدة وداعش وبات الجنوب قاب قوسين أو أدنى من استعادة السيطرة على كامل أراضيه لما قبل وحدة عام 90، ولهذا فإن ضرب ميناء الضبة بحسب تقديري موجهة بشكل خاص للانتقالي ولشعب الجنوب الذي يمثله ليس من الحوثي وحسب، بل بإجماع كل قوى النفوذ بمختلف مسمياتهم الحزبية والطائفية والقبلية بمن فيهم بقايا سلطة الشرعية التي تخدمهم وتلتقي معهم في الهدف الذي لا يختلف عن هدف الحوثيين الذي ورد في سياق بيان الجيش اليمني الذي تم الإعلان عنه بشأن تبني ضرب ميناء الضبة لمنع استنزاف الثروات السيادية لليمن على حد زعمه، ويتضح هنا من أن هذه الضربة لميناء الضبة وخاصة بعد ثمان سنوات من الحرب تأتي في ظل فقدانهم الأمل من استعادتهم بسط سيطرتهم على أرض الجنوب سواء بواسطة الحوثي أو بواسطة الشرعية، وأعتقد أن هذه هي الرسالة الأخيرة للانتقالي ولشعب الجنوب والذين يحاولون بواسطة هذا النوع من التهديد إظهار تصميمهم على ثني شعب الجنوب وقيادته والتهديد بحرمانهم من أهم مواردهم ضنا منهم بأن هذه الطريقة قد تدفع الانتقالي وشعب الجنوب إلى التراجع عن هدف استعادة الدولة وتحقيق الاستقلال.

إن هذا التهديد إن ظهرت فيه بعض ردود الفعل اللفظية سواء من قبل بقايا الشرعية الهشة أو من قبل دول التحالف، فإنه في الواقع لا يهمهم ذلك كثيرا إذا كان هذا مقابل انصراف الحوثي الحقيقي عن تهديدهم، وقد نلاحظ ردود فعل قوية ضد الحوثي بسبب هذه الضربة، وهذا التهديد من الدول الغربية ليس حبا فينا، لكن من أجل مصلحتهم بسبب تعاظم حاجتهم للنفط والغاز معا جراء شحنها في أسواقهم نتيجة مقاطعة دول الغرب للنفط والغاز لروسيا الاتحادية، وتجاه هذه المستجدات فإنه يتوجب على قيادة الانتقالي إعادة النظر في تكتيكتها واتخاذ الإجراءات المناسبة والحاسمة للتعامل مع هذا المستجد الخطير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى