مسعى حوثي لجر السعودية والإمارات إلى مواجهة تشرّع المسيّرات والصواريخ

> "الأيام" العرب اللندنية

> ​قالت مصادر سياسية يمنية إن التصعيد الحوثي بقصف ميناء الضبة النفطي في محافظة حضرموت (شرق اليمن) وإطلاق معارك ومناوشات في الضالع وشبوة ورفع مستوى التوتر الأمني كلها عناصر تهدف إلى جر السعودية والإمارات إلى اعتماد الطيران للرد على استفزاز الجماعة التي تسعى من وراء ذلك للحصول على مبرر لإعادة هجماتها بالصواريخ والمسيّرات على مواقع سعودية وإماراتية.

وأضافت هذه المصادر أن الحوثيين يريدون العودة إلى استهداف مواقع النفط في الخليج في حركة استعراضية تجلب إليهم الأنظار خاصة في ظل التوتر بين الولايات المتحدة والسعودية على خلفية موقف أوبك+ من خفض الإنتاج ومنع تراجع الأسعار، وهو مناخ يعتقدون أنه ملائم لتنفيذ الهجمات.

وتبنت الميليشيات الحوثية هجوما استهدف ميناء الضبة، في تصعيد وصفه مراقبون بالأخطر وبأنه يعد إعلانا رسميا بفشل جهود إنعاش الهدنة الأممية التي انتهت في الثاني من أكتوبر الجاري دون التوصل إلى اتفاق جديد لتمديدها لستة أشهر بموجب المقترح الذي تقدم به المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ.

ويهدف التصعيد الحوثي إلى إجبار الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي على الرضوخ لمطالب الجماعة الحوثية التي تسعى لتقاسم الإيرادات في المناطق المحررة وتكريس وجودها كقوة أمر واقع قادرة على فرض إملاءاتها، مستفيدة من حالة التراضي والتدليل الدولي.

كما لا تغيب الأهداف الإقليمية عن التصعيد الحوثي الذي يصب في صالح الأجندة السياسية لإيران التي تحاول تخفيف الضغط الداخلي عنها جراء الثورة الشعبية والخارجي نتيجة الضغوط الدولية، عبر فتح مسارات جديدة لخلط الأوراق والتلويح بنشر العنف في المنطقة وإلحاق الضرر بمصالح العالم الاقتصادية والأمنية.

ويرى مراقبون أن الهجوم الحوثي الذي استهدف الموانئ النفطية في المناطق المحررة يحمل مؤشرات مزدوجة على رغبة الجماعة في تحقيق عدد من الأهداف السياسية والاقتصادية المتزامنة، من بينها اختبار ردة فعل الإقليم والعالم واللعب على ورقة فصل مسارات الهدنة بين التحالف العربي والحكومة الشرعية، وجر السعودية والإمارات إلى مربع المواجهة في ظل التحولات الدولية المتسارعة، إلى جانب تجميد مصادر الإيرادات الاقتصادية للشرعية اليمنية بعد ساعات من اجتماع عقده رئيس مجلس القيادة الرئاسي ناقش قضية تنظيم الإيرادات.

وقال الباحث السياسي اليمني ومدير مركز “ساوث 24 للدراسات” في عدن يعقوب السفياني في تصريح لـ”العرب” إن الهجوم على ميناء الضبة يعتبر ذروة الابتزاز الحوثي للداخل والإقليم والعالم متسلحا بالصواريخ والمسيّرات الإيرانية وهو تصعيد خطير للغاية ويمثل منعطفا جديدا في الحرب، وفاتحة الهجمات الحوثية المتوقعة التي قد تطال موانئ ومنشآت نفطية أخرى خلال الأيام القادمة.

ولفت السفياني إلى أن الحوثيين يحاولون عبر هذا التصعيد تعزيز مطالبهم القصوى والمتطرفة بصرف مرتبات الموظفين في مناطقهم بما في ذلك ميليشياتهم وعناصرهم من عائدات النفط الخام بمناطق المجلس الرئاسي، وكذلك الحصول على نسبة من هذه العائدات واقتسامها، وهو ما يعني عمليا الإقرار بدولة الجماعة الدينية في الشمال والتعامل معها كأمر واقع.

وأشار السفياني إلى أن “الإنتاج النفطي في مناطق المجلس الرئاسي مهدد بالتوقف بشكل كامل في كل القطاعات خلال الأيام القادمة بعد هذه العملية، وهو ما يريده الحوثيون لدفع المجتمع الدولي للضغط على الرئاسي للقبول بمطالب الجماعة مقابل اتفاق هدنة جديدة سيكون استسلاما أكثر منه سلاما، وسيفتح شهية الجماعة للمزيد من المطالب”.

وعن دلالات التصعيد الحوثي، ومآلاته وصف الباحث العسكري اليمني العقيد وضاح العوبلي الهجوم الحوثي على ميناء الضبة النفطي بأنه يمثل تحدياً صارخاً لدعوات السلام ولجميع الأطراف الإقليمية والدولية ذات الاهتمام بملف اليمن.

وقال العوبلي في تصريح لـ”العرب” إن “ما قام به الحوثيون ليس مجرد اختراق عادي وإنما يتنزل ضمن توجه لإعادة فرض معادلات جديدة محورها تقاسم عائدات النفط والغاز، وهذا ما يريد الحوثي أن يفرضه بالقوة، وهو بهذه العملية يرسل العديد من الرسائل منها ما هو إلى الأطراف الإقليمية المهتمة بملف السلام، ومنها ما هو إلى الأطراف الدولية (الولايات المتحدة وأوروبا) لأن ملف النفط حساس جداً في هذا التوقيت، ولا يحتمل أيّ تحرشات بالنسبة إلى هذه الدول”.

وأضاف العوبلي “في حال قررت الشرعية أن تستثمر ما جرى فلا أجد أن هناك ما هو أهم من تحرير الحديدة وتشديد الخناق على الحوثيين ودفعهم إلى طاولة الحوار عبر تحرير كلي وناجز لهذه المحافظة التي تمثل حجر زاوية في كسر التعنت الحوثي، إلى جانب ما يمثله تحريرها من أهمية في حماية المضائق وتحييد أذى الحوثيين وخطرهم بعيدا عن الممرات البحرية للطاقة في البحر الأحمر وباب المندب”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى