السلطان هيثم بالبحرين.. خطوة في توثيق الروابط وقطع نظرة انطوائية عمان

> المنامة "الأيام" العرب

> ​يبدأ سلطان عمان هيثم بن طارق اليوم الاثنين زيارة رسمية إلى البحرين تستغرق يومين، فيما يعكس حرصا عمانيا على الانفتاح بشكل أكبر على المحيط الخليجي، والقطع مع الانطباع السائد عن انطوائية عمان.

وهذه أول زيارة للسلطان هيثم إلى المنامة، منذ توليه العرش في يناير 2020، خلفا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد الذي قام على مدى مسيرته في الحكم، بزيارات قليلة إلى المملكة، آخرها في يونيو 2010، فيما تعود أول زيارة له إلى العام 1985.

وتأتي زيارة السلطان هيثم بناء على دعوة وجهها إليه العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وقال بيان للديوان السلطاني إن الزيارة تندرج في سياق الحرص على “توطيد العلاقات التاريخية المتينة القائمة بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين الشقيقة، وحرصا من قيادتيهما على تعزيزها والأخذ بها إلى آفاق أرحب وأشمل”.

وأوضح البيان السلطاني أن خلال الزيارة سيتم “بحث كل ما من شأنه الارتقاء بأوجه التعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات، وسبل تطويرها بما يخدم مصالحهما وتطلعاتهما ويحقق لأبنائهما المزيد من الخير والازدهار حاضرا ومستقبلا”. وسيرافق السلطان هيثم وفد رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والداخلية والمالية وعددا من كبار المسؤولين في البلاط.

ويبدي السلطان هيثم منذ توليه العرش في السلطنة انفتاحا على الجميع، وبناء علاقات وثيقة مع المحيط الخليجي، من دون استثناءات، ملغيا بذلك الفكرة التي طبعت الأذهان لفترة طويلة بشأن انغلاق السلطنة وتقوقعها على ذاتها.

وقد أثمرت هذه السياسة نموا واضحا في التبادلات التجارية، وفتحت آفاقا جديدة في العلاقات مع التكتل الخليجي المنضوية ضمنه مسقط. ويرى مراقبون أن زيارة السلطان هيثم إلى المنامة، تحمل في جانب منها رسالة طمأنة للمنامة بأن العلاقات المتميزة التي تربط السلطنة بإيران، ليست على حساب البحرين.

وتنظر البحرين لإيران على أنها تشكل تهديدا خطيرا لأمنها القومي، لاسيما بعد ما كشفته التحقيقات عن تورط طهران في زعزعة استقرار المملكة الخليجية الصغيرة خلال السنوات الماضية، مستغلة في ذلك ما سمي بثورات الربيع العربي.

وفي المقابل، فإن عمان ترتبط بعلاقات جد متينة مع إيران منذ عهد السلطان الراحل قابوس، وقد حرص السلطان هيثم على البناء عليها وتعزيزها، بالتوازي مع انفتاحه على توثيق الراوبط مع دول الخليج، ولاسيما مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.

ويرى المراقبون أن حرص السلطان هيثم على اعتماد سياسة خارجية متوازنة، أمر ثبتت رجاحته، لاسيما في ظل الظرفية الإقليمية والدولية الراهنة التي باتت تلقي بثقلها على الجميع.

وقال السفير البحريني لدى عمان جمعة الكعبي الأحد إن الزيارة السامية للسلطان هيثم إلى المملكة ستفتح آفاقا جديدة للتعاون وتعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.

وأضف الكعبي أن الشعب البحريني يتطلع إلى هذه الزيارة الكريمة، مؤكدا في الوقت نفسه أن العلاقات بين سلطنة عمان ومملكة البحرين متينة وراسخة، وهناك طموح وأمل في تفعيل أطر التعاون المشترك والتنمية المستدامة بشكل عام.

واعتبر السفير البحريني أن هذه الزيارة ستخلق فرصا جديدة وتشهد توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مختلف المجالات، ما يعزز حجم الاستثمار في البلدين، مشيرا إلى أن من خلال إنشاء اللجنة العمانية – البحرينية في العام 2006 تم بحث حوالي 28 مجال تعاون، ومذكرات تفاهم في مختلف المجالات، منها المجال التعليمي والمجال البيئي والمجال الاقتصادي والعمل البلدي.

وأكد أن العمل جار لزيادة الاستثمار البحريني – العماني إلى نحو 430 مليون ريال عماني في مختلف المجالات، والتي تشمل العقارات والإنشاءات والخدمات اللوجستية.

ويقدر حجم التبادل التجاري بين البلدين بـ323.3 مليون ريال بنهاية العام الماضي، من 156.7 مليون ريال في 2017.

ويرتبط البلدان باستثمارات مشتركة تتوزع على أكثر من 876 شركة في قطاعات التجارة والإنشاءات والنقل والخدمات وغيرها من المجالات الأخرى. ويجري حاليا تأسيس الشركة العمانية – البحرينية للاستثمار القابضة التي من شأنها تعزيز الاستثمارات في البلدين، وخاصة في قطاع الأمن الغذائي، والقطاعات المستهدفة في “رؤية عمان 2040” و“رؤية مملكة البحرين 2030”.

وقال السفير العماني في المنامة فيصل بن حارب البوسعيدي لوكالة الأنباء العمانية إن زيارة السلطان هيثم تستهدف العمل على تطوير التعاون الاقتصادي، إلى جانب تعزيز العلاقات في المجالات الدبلوماسية والثقافية والعلمية كافة وتبادل الخبرات، وستشهد الزيارة توقيع عدد من مذكرات التفاهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى