​ما تأثير تهديدات الحوثي باستهداف سفن دولية في السواحل اليمنية؟

> «الأيام» الخليج أونلاين:

>
تتزايد المخاطر والتهديدات التي تهدد أمن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، أحد أبرز البوابات البحرية في العالم، مع استمرار سيطرة مليشيات الحوثيين على شريط طويل من الساحل الغربي للبلاد.

وتتخذ مليشيا الحوثي المدعومة من إيران موانئ الحديدة منطلقا لأعمال عدائية ضد سفن الشحن والناقلات المختلفة، وسبق أن نفذوا هجمات بواسطة زوارق بحرية مفخخة ضد ناقلات مختلفة، كما زرعوا ألغاما بحرية على امتداد الشريط الساحلي الغربي الواقع تحت سيطرتهم.

ومع فشل استمرار الهدنة في اليمن، وتصعيد الحوثيين مؤخرا وتهديدهم باستهداف الملاحة الدولية، تأتي التساؤلات حول كيفية تأثير هذه التهديدات على حركة الملاحة الدولية، وهل سيتحرك المجتمع الدولي لمواجهة تلك التهديدات أم أنه سيترك الحوثيين يتحركون دون رادع؟
  • تهديد حوثي
عقب يومين من استهداف ميناء الضبة النفطي جنوب شرقي البلاد، هددت مليشيا الحوثي اليمنية بتصعيد عملياتها العسكرية ضد السفن الدولية واستهدافها مباشرة، وذلك ردا على ما وصفته بـ "نهب الثروات".

جاء ذلك في تغريدة نشرها القيادي في مليشيا الحوثي محمد البخيتي، المعين محافظا لمحافظة ذمار جنوب العاصمة اليمنية صنعاء على حسابه في منصة "تويتر" تابعها "الخليج أونلاين".
وتأتي تغريدة القيادي الحوثي ردا على الإدانات الدولية للضربة الجوية التي وجهتها مليشيا الحوثي لميناء الضبة.

وقال البخيتي: إن "العملية الأخيرة كانت تحذيرية للسفينة المكلفة بسرقة نفط اليمن، ولا تستهدف ميناء الضبة".
وأضاف أن "العملية القادمة ستكون في السفينة نفسها حتى توقف دول العدوان (دول التحالف) نهب ثرواتنا، ويتم تخصيصها للمرتبات والخدمات في كل المحافظات، وأي تصعيد من قبل العدو سيواجه بالمثل بحرا وبرا".

وتابع: "وإذا كان القانون الدولي يبيح لدول العدوان قتل اليمنيين وحصارهم ونهب ثرواتهم فإننا نضع القانون الدولي تحت أقدامنا كما سبق وفعلنا مع قرارات مجلس الأمن وإدانات ما يسمى بالمجتمع الدولي، ونمضي قدما في ممارسة حق الدفاع عن النفس".
  • آخر الاستهدافات
تملك مليشيات الحوثي سجلا حافلا بالأعمال التي تصفها الحكومة اليمنية والتحالف العربي بقيادة السعودية بـ "الإرهابية" في البحر الأحمر، إذ نفذت العشرات من تلك العمليات ضد سفن نفطية وتجارية، ونشرت المئات من الألغام البحرية، كما حاولت مرات عدة تنفيذ هجمات إرهابية بزوارق مفخخة.

وآخر تلك العمليات تعرض سفينة الشحن "روابي"، التي تحمل علم دولة الإمارات وتحمل كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بجزيرة سقطرى اليمنية، للقرصنة والاختطاف، في يناير من العام الجاري، أثناء إبحارها قبالة محافظة الحديدة.

وإلى جانب ذلك فأن الموانئ اليمنية الواقعة على البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثي تستخدم في تلغيم البحر الأحمر بالمتفجرات وتهريب السلاح والمخدرات، وتستخدم في إطلاق الزوارق المفخخة التي تستهدف السفن في الممرات الملاحية للبحر الأحمر.
وقبل هذه العملية التي استهدفت السفينة الإماراتية قال التحالف العربي الذي تقوده السعودية إنه سجل 13 انتهاكا حوثيا ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.
  • تهديد خطير
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي د. علي الذهب، أن التهديد الحوثي الأخير والخطير "يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وهو مؤثر، خصوصا أنهم قاموا بعمل عدائي باستخدام إحدى وسائل التهديد ضد سفينة النفط".

ويؤكد أن من مخاطر هذا التهديد أنه ينعكس على زيادة أقساط التأمين على السفن، موضحا لـ"الخليج أونلاين": "حين تذهب السفن لتشحن حمولتها وتفرغها في مناطق عالية الخطر فأن أقساط التأمين ترتفع عليها، فشركة التأمين الموجودة في لندن تقسم المناطق بحسب خطورتها أولا".

ويلفت إلى أن هذا الارتفاع "يؤدي بشكل خاص إلى عزوف هذه السفن عن ارتياد الموانئ اليمنية، وهو ما ينعكس على حركة السفن في داخل الموانئ نفسها وعلى الاقتصاد بشكل عام، وأيضا على أسعار الشحن، خاصة أن التهديد يشمل هذه السفن القادمة لشحن النفط اليمني".

وعن البدائل لمواجهة هذه التهديدات يقول إن معظمها صعبة -حتى وإن تم توفيرها- والتي تتمثل في "مواجهة هذه التهديدات بمسائل أخرى، كتعزيز الدفاع الجوي، وإجراء الاحتياطات الكاملة لشحنها ومغادرتها".
ويؤكد أن التحرك الدولي إزاء ما يحدث "موجود فعلا، خصوصاً أن العالم محتاج إلى النفط حتى وإن كان محدودا قادما من اليمن".

ولفت إلى أن العملية الأخيرة "تخدم إيران بشكل عام في مسألة التفاهمات بخصوص النووي الإيراني".
لكنه يرى أن تداعيات ما حدث "سيكون على مصالح الحكومة اليمنية أكثر من أي جهة أخرى، بحيث سيتم الضغط الدولي على الحكومة للتنازل وقبول مطالب الحوثيين لكي يوقفوا تهديداتهم".

ويعتقد أنه "إن لم تُستجب مطالب الحوثي المبالغ فيها فإنه لن يتوقف عن تهديداته، خصوصا أنه يجد تشجيعا فيما يقوم به من عدة دول، ولا يستبعد أن تكون هناك أطراف في التحالف تشجعه على ذلك أيضا".
  • جرائم سابقة
بدءا من عام 2015، شرعت مليشيات الحوثي وبشكل عشوائي في نشر الألغام والقوارب المفخخة في البحر الأحمر، إضافة إلى إطلاق الصواريخ من السواحل القريبة.

وفي الأول من أكتوبر 2016، استهدف الحوثيون سفينة "سويفت" التابعة للبحرية الإماراتية أثناء نقلها مساعدات قبالة ميناء المخا، وبعدها أطلقت المليشيات صاروخين باتجاه المدمرة الأمريكية "يو إس إس ماسون".

وفي مطلع أبريل 2018، تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجومٍ حوثي غرب ميناء الحديدة، كما دمر التحالف، في 21 يونيو 2019، نحو 5 زوارق مفخخة شمال ميناء الحديدة، كانت تهدد الملاحة الدولية.

وسبق أن قرصن الحوثيون سفينة عمانية تعرف بـ "الراهية"، في فبراير عام 2020، حيث اعتقلت المليشيات طاقمها المؤلف من 20 بحارا من الجنسية المصرية والهندية لأكثر من عام.

وفي 17 نوفمبر 2019، احتجزت مليشيات الحوثي سفينة سعودية صغيرة وزورق سحب يحمل علم كوريا الجنوبية، ضمن عملياتها الممنهجة في قرصنة سفن الشحن.
وفي أواخر عام 2021، شنت المليشيات الحوثية هجوما قرب رأس عيسى على سفينة سعودية وسفينتين من كوريا الجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى