هل يستجيب العرب لدعوة الرئاسي بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية؟

> «الأيام» غرفة الأخبار :

>
دعت الحكومة الشرعية بلسان وزير خارجية اليمن، أحمد عوض بن مبارك، الدول العربية إلى اعتماد قرارات تصنف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، في الوقت الذي تدور فيه المفاوضات وتبادل الوفود بين كل من صنعاء والرياض، الأمر الذي اعتبره البعض "شو إعلامي" ليس إلا.

ورأى مراقبون أن هذه الدعوة لن "تبتعد كثيرا عن فم قائلها ولن تلقى أي صدى عربي أو دولي"، لأنها تأتي في الوقت الذي تتقارب فيه الرياض وصنعاء من أجل التفاهم والوصول إلى أرضية مشتركة يمكن البناء عليها من أجل هدنة طويلة وصولا للسلام الشامل.

فهل يقبل العرب الدعوة بتصنيف "أنصار الله" منظمة إرهابية؟
بداية يقول المحلل السياسي اليمني، أوسان بن سدة، إن دعوة وزير خارجية المجلس الرئاسي أحمد عوض بن مبارك لتصنيف "أنصارالله" كجماعة إرهابية في هذا التوقيت الذي تتبادل فيه الرياض وصنعاء الوفود، وهناك مفاوضات في مسقط، لا يمكن القول إنها "دعوة جادة إلا إذا عملت الشرعية نفسها جاهدة في هذا الاتجاه".

وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك": "في الوقت الذي يدعو فيه وزير الخارجية لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية لا يزال مجلس القيادة الرئاسي يتعامل مع الحوثيين بشكل أو بآخر في الجوانب الاقتصادية وفي التنسيقات والتعليم والأمور البنكية والاقتصادية، لا يزال المجلس يتعامل مع صنعاء كأنها أمر واقع أو كأنها جزء من منظومته، فهو يناقض نفسه في هذا الاتجاه".

وتابع المحلل السياسي، أن المجلس الرئاسي يقوم في الداخل بخطوات جادة في هذا الاتجاه، وما نراه هو تراخي تجاه الحوثيين في الأمور التي من الممكن أن يتخذ فيها قرارات مهمة لتحجيم الحوثيين اقتصاديا وفي كثير من الاتجاهات، لكنه لا يتحرك بهذا الاتجاه ولا حتى عسكريا.
وأشار ابن سدة إلى أن وزير الخارجية يريد "كسب صوت سياسي وإعلامي فقط، ومن جانبنا نرى أن مثل هذا التوجه في تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية جاء متأخر جدا، نحن نؤيد هذا الاتجاه لأنهم خطر وكل ما يقومون به عمل إرهابي منذ الانقلاب وليس الآن فقط".

وأردف: "كان على الدول العربية وعلى جامعة الدول منذ البداية أن تقيس أفعال الجماعة وضررها على اليمن من شماله إلى جنوبه، وضررهم على الأمن القومي العربي وعلى المحيط العربي وعلى الملاحة الدولية، وأن تصنفها إرهابية دون أن يدعو اليمن بهذا الاتجاه".
وأشار إلى أن مثل تلك الأمور تخضع لمصالح وعلاقات دولية وهي التي تتحكم في القرار العربي وغير جاهزة للتعامل في قضية اليمن، ولديها لبس كبير في فهم طبيعة الصراع اليمني.

في المقابل يعتقد المحلل السياسي اليمني، أكرم الحاج، أن هذه الدعوة التي أطلقها وزير خارجية الرئاسي "تغرد خارج السرب"، على اعتبار أن السعودية والإمارات هما الآن في تواصل مع صنعاء، وهناك وفود متبادلة ما بين صنعاء والرياض، ولا يتوقع أن تجد تلك الدعوى أي صدى في القمة العربية المنعقدة اليوم في الجزائر.

وأكد في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن أي دعوات من المجلس الرئاسي وغيره لن يكون لها صدى إلا بإذن السعودية التي تقود الحرب منذ 8 سنوات، وفي اعتقادي أن تلك الدعوات قد تكون "خط رجعة" متبادل بين مجلس العليمي والرياض حتى تنأى السعودية بنفسها عن هذا المعترك.
وأضاف الحاج، هناك مؤشرات تشير إلى أن المملكة تريد الخروج من التحالف العربي وأن تطوي تلك الصفحة، لذا هي ترمي بتلك المؤشرات من خلال مجلس القيادة الرئاسي والأطراف اليمنية التابعة لها في الرياض.

دعا وزير الخارجية اليمني أحمد عوض مبارك، نهاية الشهر الماضي، الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للوقوف إلى جانب الحكومة اليمنية وإدانة "هذه الأفعال الإرهابية التي تستهدف المقدرات الاقتصادية للشعب اليمني وتقوض المساعي الدولية لإنهاء الحرب وتحقيق السلام".

وأكد "الحاجة الملحة لاتخاذ مواقف جماعية لتصنيف هذه الميليشيات كمنظمة إرهابية لردعها عن أعمال العنف والإرهاب والعودة إلى خيار السلام"، مشيرا إلى "التداعيات الكارثية لهذه الأعمال الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني على ضمان سلامة إمدادات ونقل الطاقة وعلى الأمن والسلم الإقليميين والدوليين".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى