> طهران "الأيام" العرب
وذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية أن وزير المخابرات في إيران قال موجها خطابه إلى السعودية الأربعاء إنه لا يوجد ما يضمن استمرار طهران في “إستراتيجية الصبر”.
ونقلت الوكالة عن إسماعيل خطيب قوله “تبنت إيران حتى الآن إستراتيجية الصبر بعقلانية ثابتة، لكنها لا تقدم أيّ ضمان لاستمرار ذلك في حالة وقوع أعمال عدائية”. وأضاف خطيب “إذا قررت إيران الرد والعقاب، فسوف تتداعى القصور الزجاجية ولن تشهد هذه الدول استقرارا بعد الآن”.
ورجّح مراقبون أن يكون مردّ الهجوم الإيراني على الرياض تغطية الإعلام المحسوب على السعودية للاحتجاجات ونقله الأخبار بشكل تفصيلي لما يجري وبثه أشرطة الفيديو التي تنقلها مواقع التواصل الاجتماعي عن نشطاء إيرانيين التي تصور الاعتداءات التي تمارسها القوات الإيرانية على المحتجين، وتنوع حركة الاحتجاج وخاصة الشعارات التي تطلب الموت للمرشد الأعلى علي خامنئي وسقوط نظام الحكم الديني المسيطر على البلاد منذ ثلاثة وأربعين عاما.
وأشار المراقبون إلى أن إيران لم تر سوى التغطية الإعلامية لوسائل إعلام محسوبة على السعودية لممارسة الضغط عليها في حين تحفل مختلف وسائل الإعلام الغربية بتغطيات واسعة وتحاليل متعددة لما يجري وتأثيره على النظام الإيراني ولا تبدي إيران أيّ احتجاج تجاهها.
ولم تخف إيران في وقت سابق تهديداتها للسعودية، معتبرة أنها تمول منافذ إعلامية داعمة للاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع.
وجاء التهديد الجديد، السبت الماضي، عبر وكالة تسنيم للأنباء، شبه الرسمية، التي قالت إن إيران نقلت “رسالة تحذير رسمية إلى المملكة عبر القنوات الدبلوماسية، بخصوص قناة إخبارية فضائية مقرها لندن”، تقول طهران إن الرياض تموّلها.
ونقلت تسنيم عن خبير سياسي إيراني رفيع المستوى قوله إن إيران أرسلت الرسالة لأنها تعرف أن القناة الإخبارية الفضائية “إيران إنترناشونال” تموّلها السعودية.
وتقول القناة عن نفسها إنها قناة إخبارية فضائية ناطقة بالفارسية، تتخذ من لندن مقرا لها، وهي مملوكة لمواطنين سعوديين، لكن لا تدعمها الحكومة السعودية.
وشبّه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في مؤتمره الأسبوعي قبل أيام، تغطية القناة للاحتجاجات الأخيرة بـ”غرفة حرب” و “غرفة عمليات ضد دولة جمهورية إيران الإسلامية”.
وتساءل هؤلاء المراقبون عما يقصد وزير المخابرات الإيراني بحديثه عن نفاد “إستراتيجية الصبر”، وهل أن بلاده ستهاجم السعودية عسكريا أم ستوكل الأمر إلى مجموعات حليفة لها في اليمن أو العراق لاستهداف مواقع النفط السعودي كما فعلت تلك المجموعات في السابق.
ولا يعرف إن كان هذا الهجوم الإيراني محاولة استباقية لامتصاص ردة الفعل السعودية بعد ما تم الكشف عنه من وجود خطط إيرانية لاستهداف السعودية.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد نقلت منذ أيام عن مسؤولين سعوديين وأميركيين أن الرياض تبادلت معلومات استخباراتية مع واشنطن تحذر من هجوم إيراني وشيك على أهداف في السعودية، ما دفع إلى وضع القوات الأميركية في السعودية وفي دول أخرى بالمنطقة في حالة تأهب قصوى.
ويعتقد محللون أن التصعيد الكلامي الإيراني موجه إلى الداخل للإيحاء بأن طهران قوية، وهي قادرة على استهداف غريمها الإقليمي، مستبعدين أن يكون لهذا أي تأثير على حركة الاحتجاجات الآخذة في التوسع، والتي قدرت على الصمود ونوعت من أشكال مقاومتها مثل عملية تطيير عمائم رجال الدين التي لقيت تفاعلا داخليا وخارجيا كبيرا.
وقال قائد القوات البرية للجيش الإيراني الأربعاء إن “مثيري الشغب” لن يكون لهم مكان في الجمهورية الإسلامية إذا أمر المرشد الأعلى بشن حملة أكثر صرامة على الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، حسبما ذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء.
وقال البريجادير جنرال كيومرث حيدري “إذا قرر (خامنئي) التعامل معهم، فلن يبقى لمثيري الشغب مكان في البلاد بعدها”.