روسيا تكمل انسحابها من خيرسون.. وأوكرانيا: "نصر مهم"

> كييف/ موسكو«الأيام»رويترز:

> أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، اكتمال نقل قواتها إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، لافتة إلى أنها تصدت لهجمات أوكرانية أثناء انتقال الوحدات، في وقت رحبت كييف بالانسحاب الروسي واصفة إياه بأنه "نصر مهم".

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أوردته وكالة"ريا نوفوستي": "أسقط الدفاع الجوي الروسي طائرات مسيرة وصواريخ أوكرانية، بما في ذلك من طراز هيمارس، التي حاولت ضرب جسر أنتونوفسكي والطوافات التي كانت القوات الروسية تستخدمها للانتقال إلى الضفة اليسرى"، مشيرة إلى عدم وقوع خسائر في الأفراد والأسلحة والمعدات العسكرية.

من جانبه قال رئيس بلدية خيرسون أولكسندر كوبيتس، إن إمكانية النقل اللوجستي بين الضفتين اليمنى واليسرى لنهر دنيبرو، بما في ذلك إمدادات الغذاء إلى خيرسون، لا تزال قائمة، مؤكداً أن "البنية التحتية الحيوية في المدينة تعمل بالفعل".

وأضاف كوبيتس: "لدينا كل الفرص لضمان توفير (لوجستيات) بين الضفة اليمنى واليسرى. لدينا كل الحلول فيما يتعلق بالحركة، وهذا ينطبق أيضاً على الإخلاء وتوريد المواد والمواد الغذائية الضرورية".

ولفت إلى أن جميع البنى التحتية الحيوية للمدينة تعمل، مشدداً على أنه "يتم توفير المياه للمباني السكنية، كما أن المرافق المعالجة تعمل. سنبذل قصارى جهدنا لضمان أن البنية التحتية الحيوية تعمل".

وفي وقت سابق قال قائد المجموعة المشتركة للقوات الروسية سيرجي سوروفيكين، إن القوات الروسية ستتولى الدفاع في اتجاه خيرسون على طول الضفة اليسرى لنهر دنيبرو.

انهيار جسر استراتيجي

في المقابل، نقلت هيئة البث العامة الأوكرانية عن سكان قولهم إن جسر أنتونيفسكي، وهو الطريق الوحيد القريب الذي يعبر من مدينة خيرسون إلى الضفة الشرقية التي تسيطر عليها روسيا لنهر دنيبرو، قد انهار.

ونشرت الهيئة صورة تظهر أجزاء كاملة من الجسر وقد انهارت، إذ يقع الطريق التالي الذي يعبر نهر دنيبرو على بعد أكثر من 70 كيلومتراً من مدينة خيرسون. ولم يتضح بعد سبب انهيار الجسر.

وضع ثابت

من جانبه، قال الكرملين إن انسحاب القوات الروسية من خيرسون "لن يغير وضع المنطقة"، التي أعلنت موسكو انضمامها للاتحاد الروسي.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن وضع المنطقة "ثابت"، وإنه لا يمكن إجراء أي تغييرات عليه، مضيفاً أن روسيا "لم تندم على إعلان ضم خيرسون والمناطق الثلاث الأخرى".

وفي أول تصريحات علنية للكرملين منذ أن أعلن وزير الدفاع سيرجي شويجو أن القوات الروسية ستنسحب من مدينة خيرسون إلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو، قال بيسكوف إن "القرار اتخذته وزارة الدفاع وليس لديه ما يضيفه".

وشدد على أن روسيا ما زالت ملتزمة بتحقيق أهداف ما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.

وأضاف أن الصراع "لا يمكن أن ينتهي إلا بعد تحقيق أهدافه أو بتحقيق تلك الأهداف من خلال مفاوضات السلام. لكن نظراً للموقف الذي اتخذه الجانب الأوكراني، فان محادثات السلام مستحيلة".

وضمت روسيا خيرسون و3 مناطق أوكرانية أخرى بعد إجراء ما وصفته بـ"الاستفتاءات" في سبتمبر الماضي، في خطوة نددت بها كييف والحكومات الغربية ووصفتها بأنها "غير قانونية وقسرية"، لكن موسكو أعلنت الأربعاء سحب قواتها من خيرسون في مواجهة هجوم مضاد أوكراني كبير.

وتقع خيرسون في الجيب الوحيد من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، الذي يقسم أوكرانيا.

وأرسلت موسكو مؤخراً آلاف الجنود لتعزيز المنطقة في الأشهر الماضية، لكنها ألمحت مراراً إلى أنها قد تنسحب. إذ قال نائب رئيس الإدارة التي عينتها روسيا، كيريل ستريموسوف، الأسبوع الماضي، إنه من المُرجح أن تنسحب روسيا عبر النهر، على الرغم من صمت كبار المسؤولين في موسكو.

وأمرت روسيا المدنيين في الأيام الأخيرة بالخروج من خيرسون تحسباً لهجوم أوكراني لاستعادة المدينة، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تسيطر عليها موسكو منذ غزو أوكرانيا في فبراير الماضي.

وقال الجانبان إن خيرسون، التي كان يقطنها قرابة 300 ألف نسمة قبل الحرب، تُركت بلا تدفئة ولا إضاءة بعد انقطاع الكهرباء والمياه عن المنطقة المحيطة بها خلال الساعات الثماني والأربعين المنصرمة.

إحباط هجوم أوكراني

في السياق لفتت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إلى أن قواتها أحبطت هجوماً شنته آليتان تابعتان للجيش الأوكراني ومرتزقة بولنديون في اتجاه منطقة كراسنوليمانسكي، ما أسفر عن سقوط وإصابة 90 مسلحاً.

وأضافت الوزارة في بيان أوردته "ريا نوفوستي": "في اتجاه كراسنوليمانسكي، أدت الإجراءات النشطة لوحدات القوات الروسية ونيران المدفعية الوقائية إلى إحباط هجوم لسريتي مشاة بمحركات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، معززة بمرتزقة بولنديين، في اتجاه مستوطنتي تشيرفونوبوفكا وبلوشانكا".

ولفتت وزارة الدفاع إلى أن "خسائر العدو بلغت 90 من العسكريين والمرتزقة الأوكرانيين بين قتيل وجريح بمركبة مدرعة قتالية".

كما استهدف الطيران الروسي قوة بشرية ومعدات عسكرية أوكرانية في 176 مقاطعة، ودمر مستودع ذخيرة في منطقة نيكولاييف للواء الميكانيكي الـ 28 للقوات المسلحة الأوكرانية.

وجاء في بيان منفصل لوزارة الدفاع أن "الطيران العملياتي والتكتيكي التابع للجيش الروسي، ضرب 9 مواقع قيادة للقوات الأوكرانية في مناطق نوفايا كامينكا وبرافدينو ومنطقة خيرسون ونوفوبتريفكا وميكولايف وخاركوف، بالإضافة إلى 52 وحدة مدفعية في مواقع إطلاق النار والقوى العاملة والمعدات العسكرية في 176 مقاطعة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى