متطلبات اليوم وتطلعات المستقبل

> متطلبات شعب الجنوب الملحة اليوم تتمثل في وقف التدهور الذي أثقل كواهل الناس في مختلف مجالات الحياة، وفي نفس الوقت ، يتطلعون إلى استعادة سيادتهم على أرضهم وبناء دولتهم المستقلة كاملة السيادة على حدود (ج.ي. د.ش)المتعارف عليها دوليا، التي ستضمن لهم حياة كريمة، والنهوض بأوضاع البلاد لتواكب تطورات العصر، وفي طريقهم هذا تعترضهم جملة من الصعوبات والكوابح والعوائق التي يقدموا يوميا المزيد من التضحيات لتجاوزها ومنها:

- الحرب القائمة.
- البند السابع.

استباحة سيادتها وتعدد الفاعلين والمؤثرين على الأرض بتوجهاتهم المختلفة، المجتمع الدولي، التحالف العربي، الإدارة اليمنية المعترف بها دوليا والتي ولدت الفساد والإرهاب وتدهور الأوضاع على المستوى المعيشي في مختلف المجالات الاقتصادية والبُنى التحتية والخدمات والأمن وضعف أداء مؤسسات الدولة وغيرها وفوق هذا كله وبعيد عن القيم والأخلاق وعدم احترام حقوق الإنسان التي كفلتها الأديان السماوية والقوانين والأعراف الإنسانية ينفذ خصومهم السياسيون سياسة المساومة بين مطلبي تحسين الأوضاع واستعادة سيادتهم وبناء دولتهم حيث يساومونهم بين معيشتهم وحريتهم وكرامتهم.

إن جذر المأساة التي يعاني منها شعب الجنوب هو مشروع الوحدة الفاشل الذي أعلن بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية يوم22مايو 4990م فتعثر وفشل، وقام نظام الجمهورية العربية اليمنية بحرب في صيف عام 1994 م واحتل الجنوب وألحقه بالجمهورية العربية اليمنية، ومارس فيه أبشع جرائم الاحتلال حتى أوصل الأوضاع إلى ماهي عليه اليوم، ولكن شعب الجنوب لم يستكن، بل قاومه بكل بسالة فعاود نظام صنعاء اجتياح الجنوب في العام 2015 م وتمكن الجنوبيين من تحرير أنفسهم ولم تبقَ تحت الاحتلال العسكري إلا محافظة المهرة ووادي وصحراء حضرموت ومديرية مكيراس في أبين لكن ظل الجنوب تحت الإدارة اليمنية (إداريا و ماليا) وكاد النصر العسكري والسياسي الجنوبي أن يسلب منهم، لولا نجاحهم في تشكيل قيادة سياسية لهم في العام 2017م باسم المجلس الانتقالي الجنوبي قامت بالإمساك بهذا النصر وتطويره وتعظيمه، لكن في ظل إدارة الحكومة اليمنية التي اتخذت من عاصمة الجنوب عاصمة مؤقتة لها بعد أن انقلب عليها الحوثي في صنعاء، هذه الحكومة التي يدعمها التحالف العربي ومعترف فيها دوليا ويريدوا أن يعيدوها إلى سدة الحكم في صنعاء، كما أن التحالف العربي ممثل بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة له اليد في تسيير الأوضاع، وبحكم الأهمية الاستراتيجية للملاحة الدولية ومرور جزء هام من تجارة النفط العالمية عبر باب المندب الجنوبي والثروات المعدنية والنفطية التي تكتنزها الأراضي الجنوبية ومكافحة الارهاب في هذا المنطقة والمشروع الصيني العملاق طريق الحرير والتنافس الإقليمي وخصوصا الإيراني التركي والاسرائيلي للسيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي وابتزاز العالم من جهة وانتزاع زعامة الشرق الأوسط على حساب مصر العربية والتضييق على قناة السويس شريان الاقتصاد المصري من جهة أخرى في ظل ما تعانيه الدول العربية ومحاولة تغيير هوية المنطقة العربية، الاسلامية فإن التدخلات الخارجية ما زالت قوية ومؤثرة على الأوضاع أيضا وقد اضطر المجلس الانتقالي الجنوبي في ظل هذه الأوضاع إلى توقيع اتفاق ومشاورات الرياض والذي بموجبه دخل المجلس الانتقالي الجنوبي في شراكة مع ما تسمى الشرعية حينها تمثلت في الشراكة بالمناصفة في الحكومة اليمنية بين الجنوب والشمال، ثم في مجلس القيادة الرئاسي وبعد مضي 3 سنوات على الشراكة في الحكومة و7 أشهر في الشراكة في مجلس القيادة الرئاسي فإننا لم نشهد أي تحسن في الأوضاع ناهيك عن استمرار تدهور الأوضاع، وهذا جعل المجلس الانتقالي الجنوبي في موقف صعب تجاه شعبه، حيث فُرضت عليه من قبل مراكز النفوذ اليمني ومساومته بين تطلعاته السياسية وحياته المعيشية إضافة إلى انتشار الفساد ونهب موارده واليوم يشكوا المواطنون من الأوضاع المعيشية، ويخشون على تطلعاتهم السياسية في ظل المشاريع المعادية لتطلعاتهم وعدم استكمال تحرير ما تبقى من أراضيهم تحت الاحتلال العسكري اليمني ويلقوا باللوم على المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي والمنظمات الدولية والإقليمية، والسؤال الذي يطرح نفسه ما العمل أمام هذا الوضع ؟

للإجابة على هذا السؤال يمكن أن يتأتى من خلال:

- معرفة استراتيجية المجلس الانتقالي الجنوبي في السير نحو تحقيق تطلعات شعبنا والمتمثل في الذهاب إلى العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة وهذا يتطلب عمل على الأرض في استكمال تحرير أراضي الجنوب وتسييجه على الحدود وبناء دفاعات قوية تمكن شعب الجنوب من الدفاع على أرضه من أي غزوات أخرى وإعادة هيكلة وتطوير القوات الجنوبية وتعزيز اللحمة الجنوبية وتطوير أوضاع مؤسسات وأجهزة الدولة في الجنوب وتنظيف الجنوب من الإرهاب ومن الاستخبارات اليمنية وتطوير المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال إعادة الهيكلة وتوسيع الشراكة الجنوبية وتكثيف العمل السياسي والدبلوماسي الخارجي ثم الذهاب إلى العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة فإن لم تتحقق تطلعات شعب الجنوب في العملية السياسية يمكن الذهاب إلى خيارات أخرى منها فرض أمر واقع جنوبي على أرض الجنوب.

والعمل على تحسين الأوضاع المعيشية والخدمية من خلال تواجد المجلس الانتقالي في قمة السلطة المحلية في محافظة عدن وبعض المحافظات الأخرى ومن خلال تواجده في حكومة المناصفة ومن خلال تواجده في مجلس القيادة الرئاسي وفي أجهزة ومؤسسات الدولة،

هذان الاتجاهان للعمل يمكن أن يوصلا شعب الجنوب إلى تحقيق تطلعاته السياسية وتحسين حياته المعيشية والخدمية فلا يمكن التركيز على إحداهما دون الأخرى أو التنازل عن إحداهما من أجل الأخرى فكلاهما مطلبان لشعب الجنوب لا رجعه عنهما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى