ما بعد الرئاسي.. القرار شمالي والجنوب بانتظار تحرير صنعاء

> عدن "الأيام" تحليل سياسي:

>
  • صدق نوايا الجنوبيين مع الشمال أعادت القضية إلى نقطة الصفر
  • التخلص من الفاشلين ومقاضاة الفاسدين مطلب شعبي جنوبي
  • عدن.. أهلها جياع وإيراداتها إلى محافظات الشمال
  • استقالة الجنوبيين من الرئاسة لن تهدم معبدا قد سقط
> يتسارع التدهور الحاصل اليوم سواء في مناطق الشرعية أو مناطق الحوثيين وكأن البلاد برمتها على شفير هاوية اقتصادية وأمنية كبيرة.

التخبط السياسي الحاصل وعجز مجلس القيادة الرئاسي ساهم بشكل كبير في هذا التدهور، أما الحوثيون فلا يلامون فمشروعهم بالأساس فوضوي لا يعتمد على أي قانون أو دستور للحكم.

ما يهم الجنوبيين اليوم هو حالة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي دخل في مشروع مجلس القيادة الرئاسي وتضرر فعلياً من هذا الانضمام، فها هي المملكة لم تضمن رواتب الجنود العاملين على صد الحوثيين في الضالع وكل قوات الانتقالي العسكرية، بل بدأت بتجنيد شباب في الجنوب تحت مسمى ألوية اليمن السعيد، فهل هي استعدادات لحرب جديدة في عدن مثل آخر دورة في العام 2018م؟ فما تفعله المملكة شبيه لحد كبير بما فعلة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.

على رئيس المجلس الانتقالي اليوم مسؤولية العودة وإصلاح المنزل من الداخل وقد قامت هذه الصحيفة بعملية عصف ذهني لأكاديميين وسياسيين مخضرمين توصلوا إلى قائمة مختصرة لما يجب على رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي فعله لجهة الإصلاح.

1 - السلطات المحلية في الجنوب وبالذات عدن:

يجب اتخاذ إجراءات واضحة ومباشرة بإقالة الفاشلين وإحالة الفاسدين للقضاء مهما كانت درجة قربهم من رئيس المجلس الانتقالي.

هناك حاجة ماسة للتفكير بطريقة جديدة تخرج الجنوب من حالة الفشل التي أصابته منذ العام 1967م ففي بقايا تلك الأحزاب التي تجمعت داخل المجلس الانتقالي فشل إلى اليوم في إحداث نقلة ومستمرين بالتفكير في نفس الطرق القديمة.

جميع الدول التي نهضت يجمعها قاسم مشترك واحد وهو اعتمادها على أشخاص جدد بطرق تفكير جديدة ونبذها للماضي بكل سلبياته وفشله.

أسلوب تهميش أبناء المحافظات داخل محافظاتهم وبالذات في عدن يجب أن يتوقف وأن يعكس لبناء مجتمع تسوده الثقة وليس الكراهية.

2 - ضمان توفير الحد الأدنى من الخدمات العامة ومحاسبة المتسببين في الاختلالات المالية بالمؤسسات العامة من الفاسدين عبر القضاء.

الكل يراقب موضوع الكهرباء ومن غير المعقول أن تستمر حالة التلاعب بمحروقات التوليد بدون عقاب ونفس الأمر ينطبق على كل الخدمات العامة.

اليوم تتشدق إدارة محافظة عدن بإنشاء شبكة طرقات لم يرها المواطنون أو يحسوا بها، بينما الواقع أن شبكات الطرق في عدن كبقية المحافظات في تدهور مريع ومستمر.

3 - وضع حد لتهريب أموال الجنوب وإنفاقها على قوى هي بالأساس ضد الجنوب وتحويلها عوضا عن ذلك لصالح المواطنين وعلى وجه التحديد المناطق ذات الإيرادات العالية للدولة صاحبة الامتياز.

من غير المعقول أن تستمر عدن في دفع فاتورة الرواتب والتحويلات إلى بقية المحافظات بينما أهلها جياع وبينما ترفض مأرب وبقية المحافظات تحويل ريال واحد إلى الخزانة العامة في البنك المركزي بعدن.

يجب التوقف وحصر إيرادات عدن في تطوير عدن وما جاورها فقط.

4 - الأمن:

دمج قوات الأمن المتخصصة والمؤهلة في كل دوائر الأمن في المحافظات على أن تكون تلك القوات محلية في كل محافظة للقضاء على الفوضى الأمنية، مع تدريب تلك القوات في مجالات القانون وإنفاذ القانون تدريجياً عبر الشركاء الدوليين، وتحويل المشاركين في نهب الأراضي إلى القضاء بدون أي استثناء.

ضمان أمن واستقرار المجتمعات المحلية سيكون عبر قوات أمن محلية خالصة.

5 - القوات العسكرية:

إعادة هيكلة القوات العسكرية بناء على مبدئ النزاهة والكفاءة وليس الانتماء المناطقي.

إعادة توزيع العمليات العسكرية خارج المدن ونزع السلاح من كل المدن.

يرتبط تكاتف المجتمع الجنوبي للدفاع عن قضيته بالحفاظ على استقرار المجتمعات المحلية وتماسكها، وهذا لن يتأتى إلا بوجود قيادات تثق بها المجتمعات وتلتف حولها، قيادات تهتم بقضايا ومطالب المجتمع وتسعى إلى تطوير قدراتها الاقتصادية والإدارية وتحافظ على الطبيعة المدنية للمجتمعات.

هناك احتياج ماس لوجود قيادات محلية تتمتع بحس وطني وكفاءة ونزاهة وتكون قريبة من المواطنين.

6 - الجانب السياسي:

إن عيدروس الزبيدي بصفته رئيس أكبر المكونات الجنوبية معني هو بذاته دون عن غيره في خلق حالة من التوازن والتوافق الجنوبي بين مختلف القوى.

7 - الاستقالة من مجلس القيادة الرئاسي:

على جميع الجنوبيين إدراك أن الاستقالة من مجلس القيادة الرئاسي لا يتحملون فيها أي مسؤولية، فالمستقيلون لن يهدموا المعبد لأن المعبد قد سقط بالفعل ولم يعد له وجود.

لقد حاول الجنوبيون بصدق نية التعامل مع مجلس القيادة، فما الذي حصدوه؟ لا شيء بل المزيد من التآمر والتأجيل حتى أصبح القرار في كل مفاصل الدولة وسلطاتها الثلاث شمالياً بامتياز، أي أننا عدنا إلى نقطة الصفر مجدداً بانتظار تحرير صنعاء ليعود كل شيء كما كان.

وكما قال أينشتاين: "الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى