"طابور جوع» في صنعاء يستغرق ساعات.. والأمل وجبة مجانية

> صنعاء«الأيام» الشرق الأوسط:

> أظهرت صور صادمة جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي يمنيين ويمنيات في صنعاء وهم يقفون أمام بوابة أحد المطاعم لساعات، أملا في الحصول على وجبات مجانية، الأمر الذي أثار سخطا واسعا في أوساط الحقوقيين، بالتزامن مع تحذيراتهم من اتساع رقعة الجوع وانعدام سبل العيش في ظل حكم جماعة الحوثية.

ورغم مواصلة الجماعة الحوثية تضييق الخناق على مُلاك المطاعم تارة بابتزازهم وإجبارهم على دفع جبايات لتمويل عملياتها العسكرية، وأخرى باعتقالهم وتدمير ونهب ومصادرة ممتلكاتهم التي تمثل مصدر رزقهم الوحيد، أظهرت إحدى الصور التي تداولها الناشطون طابورين أمام أحد المطاعم، الأول للرجال مع أطفال وهم ينتظرون دورهم للحصول على الوجبة المجانية، وآخر للنساء وهن ينتظرن دورهن أيضا للحصول على الوجبة نفسها.

الناشطون حمّلوا الحوثيين مسؤولية ما وصل إليه حال اليمنيين من فقر وجوع وحرمان بفعل جرائم الفساد والإفقار والتجويع التي مارسوها منذ 8 سنوات، ولا يزالون بحق القاطنين في مدن سيطرتهم.

يقول حمدي، وهو اسم مستعار لأحد الأشخاص العاملين في منظمة إغاثية: «إن عبث الجماعة المستمر بالمال العام وسياسات القمع والنهب والسلب المنظم التي تنتهجها تُعدّ من العوامل الرئيسية التي أجبرت السكان الفقراء بمناطق قبضتها على الوقوف لساعات أمام بوابات المطاعم للحصول على وجبات طعام بسيطة».

أشاد زبائن المطعم الشهير في صنعاء، في حديثهم على منصات التواصل الاجتماعي، بمثل تلك المبادرات الخيرية التي يطلقها مُلاكه رغم الحملات الحوثية لإرغامهم على دفع إتاوات وتقديم وجبات مختلفة لعناصر الميليشيات، وقالوا إن مثل تلك المبادرات بإمكانها التخفيف ولو قليلا من معاناة السكان في صنعاء والتي لا حصر لها.

يقول العاملون في المطعم نفسه إن مالكه يعاني بطش قيادات حوثية، بيد أنه تطوّع منذ أيام بتقديم وجبات بسيطة للفقراء والمحتاجين ممن يقطنون الحي الذي يقع المطعم في نطاقه، مؤكدين أنهم تفاجأوا بعد أيام قليلة من إطلاق تلك المبادرة المتواضعة بوجود طوابير طويلة لفقراء ومحتاجين من مختلف الأعمار والفئات، وهي تصطفّ أمام بوابة المطعم بحثا عن طعام يسد جوعهم.

وتوقّع العاملون في المطعم أن يتضاعف العدد خلال الأيام المقبلة إلى أكثر مما هو عليه الآن، مشيرين إلى أن الصورة التي وصفوها بـ«المؤسفة» تُعدّ تلخيصا لحجم المأساة التي يعيشها سكان العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة للحوثيين.

يشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الحرجة واتساع رقعة الفقر وانقطاع الرواتب وانعدام فرص العمل، دفعت كثيرا من السكان في صنعاء وغيرها من المدن تحت سيطرة الميليشيات إما إلى الخروج للشوارع لمد أيديهم للغير طلبا للمساعدة، أو البحث عن بقايا طعام وسط أكوام القمامة لسد رمقهم وأطفالهم.

وكان ناشطون في صنعاء قد تداولوا في أواخر نوفمبر 2022، صورا على منصات التواصل تظهر فيها نساء يمنيات بمنطقة شميلة جنوب صنعاء وهنّ يبحثن عن قُوتهن وقُوت أطفالهن في أكوام القمامة، الأمر الذي أثار سخطا واسعا ضد الحوثيين الذين يتجاهل قادتهم معاناة اليمنيين مع حرمانهم من الحصول على أبسط الحقوق.

وبحسب التفاصيل، فأن أسعار المواد الغذائية والأساسية غير الغذائية لا تزال أعلى بكثير من المتوسط، مرجحة، في تقريرها، أن يؤدي ارتفاع مستويات الصراع مرة أخرى إلى تقليل فرص اكتساب الدخل للأسر وإعاقة واردات الوقود عبر موانئ البحر الأحمر، وإلى انخفاض توافر الوقود والضغط التصاعدي على الأسعار في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.

وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عبر حسابها في «تويتر»، أن «أكثر من 70 % من الناس في اليمن، اليوم، في حاجة إلى مساعدات إنسانية».

وقالت إن 51 % فقط من المرافق الصحية تعمل في اليمن، مع وجود أكثر من 4.7 مليون امرأة وطفل يعانون سوء التغذية الحاد، وأن هناك أكثر من 3.3 مليون شخص في اليمن فرّوا من منازلهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى