​كيم جونج أون يعاني "أزمة منتصف العمر" ربما تدفعه إلى التشدد

> لندن«الأيام» التليجراف البريطانية:

> يدخل كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية في يناير الجاري عامه الأربعين، بحسب صحيفة "تليجراف" البريطانية، التي تحدثت عن مؤشرات على معاناته من "أزمة منتصف العمر" ما قد تشكل تداعياتها بواعث قلق جديدة للعالم.

ولا توجد أدلة دقيقة عن تاريخ ميلاد كيم جونج أون، إذ تشير معظم التقديرات إلى أنه وُلد في وقت ما بين عامي 1982 و1984. وتشير بعض التقديرات إلى أنه سيدخل عامه الـ 39 هذا العام، فيما ترجح تقديرات أخرى أنه سيبلغ 38 عاماً. غير أن أفضل التقديرات ترجح أنه سيدخل العقد الرابع في يناير الجاري.

ووفق "تليجراف"، فإنه مهما اختلفت التقديرات بشأن عمره الحقيقي، فإنه هناك مؤشرات واضحة على دخوله أزمة منتصف العمر بتقدمه في السن. ولفتت إلى أن فقدانه اللافت للوزن على خلفية اختفائه عن الأنظار لأسابيع في 2020، قد يكون راجعاً إلى جراحة لعلاج البدانة، مضيفةً أن ذلك قد يكون دليلاً على أن "حتى أقوى الحكام المستبدين يخضعون لأحكام منتصف العمر".

نائب يُنذر بتجدد اختفاء الزعيم

ونقلت الصحيفة عن بيتر وارد الخبير في شؤون كوريا الشمالية وباحث في جامعة كوكمين في سول (عاصمة كوريا الجنوبية)، قوله إنه "من المحتمل أن كيم يشعر بأنه مقبل على الفناء الآن أكثر مقارنة بعام 2019"، في إشارة إلى صدور تقارير غير مؤكدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة عن معاناته من مشكلات صحية. وأضاف أن "كيم أصيب بكورونا في وقت سابق من 2022".

وفي أغسطس 2022، أعلنت شقيقة كيم، إصابته بـ"حمّى شديدة" خلال تفشي جائحة كورونا في البلاد.

وفي 2020، كان الوضع الصحي لكيم موضع متابعة عالمية، خلال احتجابه لعشرين يوماً، غاب خلالها عن احتفالات عيد ميلاد جده الراحل كيم إيل سونج، مؤسس كوريا الشمالية، ما أسفر عن صدور شائعات حول وفاته.

وأفاد آنذاك موقع "ديلي إن كاي" الإخباري (مقرّه سول)، بأن كيم خضع لـ "جراحة في القلب والأوعية الدموية". وعندما ظهر أخيراً، أشار موقع "إن كاي نيوز" إلى علامة حقنة على معصمه، بوصفها دليلاً محتملاً يثبت هذه النظرية.

وفي يونيو 2021،  الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أكثر نحافة لدى ظهوره علناً بعد احتجاب طويل، إذ أظهرت ساعة سويسرية يضعها كيم على معصمه، دليلاً محتملاً على أنه بات أكثر حرصاً على وزنه، بحسب "بلومبرغ".

ويبدو أن النظام في كوريا الشمالية أصبح أكثر إدراكاً لاحتمال وفاة كيم جونج أون بحسب  بيتر وارد، مشيرةً إلى تعديل حزب العمال الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية قواعده في يونيو 2021، لاستحداث منصب نائب لزعيم البلاد.

وبحسب التعديلات الجديدة، فإن شاغل المنصب الجديد "السكرتير الأول"، سيرأس الاجتماعات نيابة عن كيم جونج أون.

ولفت وارد إلى أن إحداث "منصب نائب كيم، ينذر بأن النظام قلق بشأن الحاجة للتعامل مع أزمات مرضية جديدة" لزعيم البلاد، قد يختفي معها مجدداً عن الأنظار.

تداعيات خارجية محتملة

ويثير غياب محتمل لكيم عن المشهد في كوريا الشمالية تساؤلات بديهية بشأن خلافته، لا سيّما أن فراغاً في السلطة سيؤدي إلى مزيد من الصراع وزعزعة للاستقرار.

وكان كيم قد نجح في تحييد كل التهديدات المحتملة لسلطته، غير أنه لا يوجد أي خط رسمي للخلافة في حال وفاته.

وكان أبرز مؤشر على صراع محتمل على السلطة في كوريا الشمالية في ديسمبر عام 2013 عندما أمر كيم جونج أون بإعدام عمه تشانج سونج ثيك، وقالت وسائل الإعلام الكورية الشمالية حينئذ إنه كان يدبر مؤامرة انقلابية. كما يعتقد على نطاق واسع أنه أمر بقتل أخيه غير الشقيق المنفي كيم جونج نام في مطار كوالالمبور الدولي.

في غضون ذلك، يثير الوضع الصحي لكيم اهتماماً عالمياً، إذ يرجع ذلك كولن زويركو، وهو مراسل تحليلي بارز في "إن كاي نيوز"، إلى رغبة "أجهزة استخبارات أجنبية في معرفة هل الوضع الصحي لكيم جونج أون جيد بما يكفي ليبقى زعيماً لفترة طويلة. ماذا يحدث وراء الكواليس، وإذا كان وضعه الصحي غير سليم؟ وكيف يؤثّر ذلك في الأمن بالمنطقة، نظراً لامتلاك كوريا الشمالية أسلحة نووية".

ويتزامن دخول كيم عامه الأربعين، في وقت تصعّد فيه كوريا الشمالية أنشطتها العسكرية، إذ شهد العام المنصرم إطلاقاً غير مسبوق للصواريخ من جانب بيونج يانج. كما حذرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أن بيونج يانج تستعد لإجراء تجربتها النووية السابعة يعتقد أنها ستشمل سلاحاً نووياً تكتيكي.

الملازم السابق بجيش كوريا الجنوبية تشون إن بوم اعتبر أن "بلوغ كيم الأربعين سيجعله أقل تردداً بشأن قراراته المتعلقة بالمنطقة".

وأضاف في حديثه لـ"تليجراف" أن "إرث كيم جونج أون هو إرث ماوي وستاليني (..) لذا حين يبلغ 40 عاماً من العمر، فمن المحتمل أن يعتقد أنه على الطريق الصحيح (..) وأن يكون أكثر اقتناعًا بهويته، وسيكون متشدداً للغاية".

أزمة منتصف العمر

وبحسب "تليجراف"، فإن كيم يواجه في الوقت الحالي التحدي الذي يواجه جميع الرجال في منتصف العمر، والذي يتمثل في "كيفية تخفيف التهديد الذي تمثله أزمة منتصف العمر على صحته".

ولفتت الصحيفة إلى أن كيم يعاني بالفعل من "زيادة الوزن، كما أنه مدخن شره للسجائر، ويُكثر من المشروبات الكحولية الفاخرة، كما أنه كثيراً ما يتجاهل نصيحة أطبائه وزوجته بممارسة الرياضة والتقليل من الشرب والتدخين".

وذكرت الصحيفة إلى أن والده توفي عن 69 عاماً، مشيرةً إلى أن غياب كيم المتكرر عن الأنظار يشير إلى أنه يتعامل مع مجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور تشوي جينوك ، الأكاديمي الكوري الشمالي المقيم في سيول، قوله: "سمعت أنه يبكي بعد الإكثار من الشرب. إنه يشعر بالوحدة الشديدة ويتعرض للضغط".

يأتي ذلك في وقت تشير تقارير إلى بوادر أزمة مقبلة في كوريا الشمالية قد تضع ضغوطاً أكبر على النظام، إذ حذر كيم من "مجاعة" تشبه تلك التي شهدتها البلاد في التسعينيات وأودت بحياة مئات الآلاف. وبحسب "أسوشيتد برس"، فإن تعليقات كيم  تشير إلى مدى جدية نظره إلى الصعوبات الحالية، التي يقول المراقبون الأجانب إنها "أكبر اختبار لحكمه الذي دام 9 سنوات".

من جانبه، قال أندريه لانكوف، أستاذ في جامعة كوكمين في سيول متخصص في شؤون كوريا الشمالية، إن "كيم متقلب المزاج ولكنه عقلاني. إنه رجل مهيأ لأن يكون قاسياً ومستبداً في الداخل، بينما يبني في الوقت ذاته سلاحاً نووياً رادعاً لحماية نفسه وعائلته من الغزو الأجنبي".

وأضاف في حديثه لـ"تليجراف" أن "هدف كيم بسيط للغاية - أن يموت موتاً طبيعياً في قصره، بعد عقود في الحكم. إنه يريد البقاء في السلطة. لأنه يُدرك أنه إذا فقد السلطة، فمن المحتمل أن يفقد قريباً حياته وحياة كل من يحب (..) إنه يحمي حياته وليس أسلوب حياته".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى