الدعوة إلى جبهة وطنية جنوبية موحدة

> منذ انتهاء حرب 1994م على الجنوب انطلقت دعوات د .محمد حيدرة مسدوس والمناضل حسن أحمد باعوم و د . عبدالرحمن الوالي والأستاذ عبدالرحمن الجفري وغيرهم كثيرون إلى ضرورة قيام جبهة وطنية جنوبية مستقلة لتشكيل مكون جنوبي حر مستقل يحقق تطلعات شعب الجنوب باستعادة دولته "ج. ي. د. ش" السابقة.

ولأهمية ذلك نستشهد ما نشرته صحيفة "الأيام" يوم الخميس الموافق 5/1/2023 خبرا تحت عنوان

"تتواصل المحادثات السرية بين السعودية وجماعة الحوثي في سلطنة عمان ، بعيدا عن سلطات المجلس الرئاسي اليمني المعترف بها دوليا ، في وقت تثير علامات استفهام وتساؤلات بشأن مآلتاها وما الذي يمكن أن تؤول إليها في العام الجديد ".

وفي ضوء هذه المعطيات تجرى المحادثات المستمرة والمقتصرة والسرية بين الرياض وصنعاء فقط.

لذا نرى أنه يتعين على مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الانتقالي الجنوبي، أعداء الأمس، حلفاء اليوم، ضد أنصار الله أن يطلبا من الأمم المتحدة وضع خارطة سياسية لوضع الجنوب في العملية السياسية أولا ، قبل بدء المفاوضات النهائية مع أنصار الله ؟.

وبهذه الخطوة الاتفاق ، ربما قد يقطعا الطريق على انصار الله وغيرهم قبل الاتفاق النهائي بين الرياض وصنعاء ، لأن نشوب الحرب وانتهائها تتعلق بتقاسم ثروات الجنوب وتقسيم أرضه فقط، ولا تتعلق بتأمين الحدود بين البلدين من الاعتداءات بعد استخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وخير دليل ضرب العصب النفطي السعودي ومطار أبو ظبي.

ومن ثم تضع الأمم المتحدة خارطة سياسية بين المجلس الرئاسي وأنصار الله، هذا بالطبع إذا قبلوا بالمفاوضات لأنهم يصرحوا بأنهم سيتفاوضون مع دول العدوان فقط.

وفي عين الوقت يكون الحلفاء في مجلس القيادة الرئاسي قد اتفقا على وضع القضية الجنوبية في إطارها بحسب ما يصرح به الانتقالي.

وفي حالة أنه لم يتم الاتفاق بالمجلس عليها ، فان الانتقالي لا صفة شرعية له أو صفة دولية يتفاوض باسم القضية الجنوبية سواء مع أنصار الله أو غيرهم إلا بصفته مكون يمني في إطار الجمهورية اليمنية.

لكن ما أخشاه وأتوقعه بأن يفرض أنصار الله شروطهم المتصاعدة على التحالف وهذا يتضح من المفاوضات بين صنعاء والرياض بدون مجلس القيادة الرئاسي.

وعند انتهاء الحرب سيقول انصار الله للانتقالي نحن لم نكن طرفا في الشراكة بالوحدة 1990م ولم نكن طرفا في حرب 1994م ولم نلغ الشراكة مع الحزب اشتراكي اليمني ولم نستبيح وننهب أرض الجنوب ولم نسرح العسكريين والأمنيين والمدنيين الجنوبيين من وظائفهم وإلخ ...، بل كان موقفنا واضحا ضد حرب 1994م ومع القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار والوثائق تثبت صحة ما نقول..

وسيقولون أيضا أنه بعد دخولنا صنعاء لأسباب يعرفها الجميع قدم الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية استقالته ومن ثم هرب إلى عدن ورجع عن استقالته واستدعى دول التحالف العربي ومجلس الأمن الدولي وشنت الحرب على اليمن في26 مارس 2015م

ومن ثم أصدر مجلس الامن القرار رقم ( 2216 /2015) ولم نأت إلى عدن إلا لملاحقة هادي.

وسيقولون وعلى أثر الحرب الظالمة على اليمن، انسحبنا من عدن وتركنا الجنوب لكن الحرب استمرت بيننا وبين دول العدوان وبدعم اسرائيلي أمريكي بريطاني أوربي حتى الوقت الحاضر.

وسيذكرون انه في العام 2018م قام حرب بين قوات المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وتم طرد د . أحمد عبيد بن دغر رئيس حكومة الشرعية من عدن وعين د. معين عبدالملك بدلا عنه.

وفي العام 2019م قامت الحرب بين قوات الانتقالي وحكومة الشرعية وتم طرد المهندس/ أحمد الميسري نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية من عدن.

وسيذكرون للانتقالي أن الحرب بين قواته وجيش الشرعية في الشيخ سالم بأبين لأكثر من سنة وشهرين ولم تتوقف إلا بعد تشكيل اللجنة المشتركة برئاسة السعودية وحينها سلم الانتقالي محافظة شبوة للحكومة الشرعية، ناهيك عن إلغاء الإدارة الذاتية.

ونحن كأنصار الله لم نتدخل لأننا نعتبر الحرب بين القوى اليمنية المتصارعة تنفيذا للأجندات الخارجية.

وتماشيا مع ذلك وقع الانتقالي مع حكومة الشرعية اتفاق الرياض الأول والثاني الغير مزمن، اعترف بموجبه بالمرجعيات الثلاث التي رفضناها حينها وكنا مشاركين في مؤتمر الحوار الوطني والانتقالي حينها لم يولد الا بعد سنوات.

وبالنتيجة ليس بيننا وبين الانتقالي أو حتى الحزب الاشتراكي أي اتفاق لكي تناقشونا فيه ، وبذات الوقت لا يمكننا أن نقبل أو نلتزم بما وقعتم مع النظام السابق أو حكومة الشرعية كاتفاق الرياض أو غيره.

وسيقولون إن الانتقالي بموافقته أصبح جزءً من حكومة الشرعية وجزءً من مجلس القيادة الرئاسي.

لكن ونظرنا لمصلحة اليمن ستتم المحادثات مع المجلس الرئاسي والانتقالي ضمنه فقط كتسوية يمنية تحفظ وحدة اليمن وأمنه واستقراره وسيادته وهذا ما تؤكد عليه جميع قرارات مجلس الأمن الدولي.

ومن سؤ الطالع وضع الانتقالي نفسه في وضع صعب جدا، لا يمكنه الفكاك أو الخروج من هذا المآزق.

وفي هذه الحالة نرى أنه على الانتقالي وبقية المكونات الجنوبية التي تؤمن باستعادة الدولة الجنوبية السابقة بأن تدعو إلى تشكيل جبهة وطنية جنوبية موحدة لا تتبع أحد، أي أنها لا تتلقى أوامرها من أي جهة كانت محلية أو اقليمية أو دولية مع وضع خارطة طريق واحدة لاستعادة الدولة الجنوبية السابقة فقط فعلا لا شعارا.

ومن هذا المنظور نرجو الوقوف على هذا الرأي وغيره من الآراء التي ربما ستثور حوله ، وعلى الجميع المساهمة بالإدلاء بآرائهم وكل شيء موضوع للنقاش.

وبالأخير لن تقنعونا بفشلكم بأنها مورست عليكم ضغوطات إقليمية ودولية أو أنهم زادوا علينا وهلمَّ جرَّا... بعد أن تعيدونا إلى باب اليمن صاغرين راكعين.

والمشكلة تكمن بثقافة التمسك بالسلطة وإلغاء الآخر من يوم الاستقلال.

وفيما إذا افترضنا أن الانتقالي استند إلى شعب الجنوب، ما كان شعب الجنوب يعاني مما يعانيه اليوم .. بسبب تخلي الانتقالي عن استعادة دولة الجنوب العربي ولو بخطوة واحدة.

وعاد المراحل طويلة ياقافلة.

والله من وراء القصد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى