لعشّاق عدن

> "كل عربي يدخل عدن في الصباح عليه مغادرتها في الساعة الثالثة بعد الظهر من نفس اليوم".

سجِّل أيُّها القارئ هذه العبارة في صفحة قلبك واكتب تعليقاً إنْ شئت واحذر الشطط.

لقد أتى إلى عدن القريب والغريب منذ زمن طويل، وازدحمت المدينة، لكن عام 1854 في التاريخ لم يسجِّل الأهالي حضوراً في شوارع عدن.

هذا الكونت "دي جوبينز" قال بعد 15 عاماً من الاحتلال البريطاني واصفاً أحد شوارع المدينة "لدهشتنا البالغة وجدنا أنفسنا عندما دخلنا شارعاً أننا في الهند".

إنه يقول: أين ذهب أهلها؟ لِمَ لم يَفِد إليها من هذا الريف القريب في أبين ولحج أو بقية أجزاء اليمن؟

أما اليوم فإن أرياف ومدن البلد كلها أقبلت وحضرت إلى عدن، هي وطن أكبر وأشمل.

لقد دار الزمن واستدار (170) عاماً، ومازال باب المدينة ومازالت القلعة ومازال البحر والجبل.

سلطات المدينة الوطنية على مدى الأزمان لم تطلب من ابن البلد ولا من العربي أن يغادرها، حتى الحروب والصراعات لم تفرض على أحد تركها، لأن شيئاً من الحميمية ظل عالقاً في أرواح عشّاق المدينة، كأنها المنزل الأول الذي لا يود ساكنوه التحوُّل والانتقال منه.

في مؤتمر الإعلاميين الجنوبيين شهدت عدن أوبريتاً مُشبعاً بالحُب، في المنصة كرنفال وفي القاع مهرجان، فكان "مؤتمر الفخامة" الذي وافاه الحضور بكثافة وحاز نجاحاً، وشدا له ضيوف من مصر والأردن وألمانيا واليابان والجزائر وأمريكا.

لم تعد تلك العبارة في "صدر المقالة "مقبولة وقد قيلت قبل (170) عاماً في نص قانون انجليزي.

لقد استدار الزمن وبقي "باب عدن" مفتوحاً للعالمين، لكن المدينة لِمَن يحبها، ويصنع لها مجداً.

بدأ العام 2023 بتظاهرة إعلامية كبرى، وبقي 11 شهراً.. لعشّاق عدن، ماذا أنتم فاعلون؟

أمامكم مفاوضات سلام، ونقيض من التحالفات، وصنعاء وعُمان والرياض، والهُدنة توشك أن تتحقق، والسلام مُبتغى الجميع.

وإنما يُخشى على الوطن من الصفقات.

إن السياسة قد دخلت طوراً جديداً من التقنية التي لا تُدركها الأبصار، فتبرُز (مَعَ) في حَذاقة وتظهر (ضِدْ) في لباقة، مع "شَرْبَة" قليلة من كأس المال السياسي.

فقط مطلوب أنْ لا تموت الهِمّة:

هِمِمٌ كأن الشمسَ تَخْطُبُ وُدَّها

والبدرُ يرسِمُ في سَناها أحْرُفَا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى