إنكار الإرهاب دجل بالأبرياء

> يقول الشيخ صالح العرماني الفحطاني:

هذه البلد تلعب عليها أصحابها

ماحد يحس بخسرها وارباحها

كلٌ رضي في الأرض لما اتخربت

واليوم بايصعب علينا اصلاحها

عندما قُصِفت مخيمات بدو باكازم في "المعجلة" في 17 ديسمبر 2009 في ذروة عنجهية عفاش وراح ضحية قصفها أكثر 50 من الضحايا شيوخا ونساء وأطفالا عدا الجرحى وكانت مجزرة فضيعة تنصلت أمريكا منها بلسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فانبرى محافظ أبين حينها وصرّح بأن الجيش اليمني نفذ عملية ضد الإرهاب في "المعجلة".

لا أحد جعل تلك المجزرة ثأرات يجب الثأر لها، ولم تظهر مقاطع تحرّض القبائل على قتال قوات عفاش، ولم يجرؤ أحد أن يحمله المسؤولية الشخصية عنها مع أنها لم تقتل إرهابيا واحدا، ولم يحدث أي تفجير أو تفخيخ ردّة فعل لها لأنها استهدفت بدوا بسطاء من "باكازم" لا يحتاجون التحريض لدمائهم الذي تقوم به شخصيات الآن ضد عملية سهام الشرق.

توافد الناس من كل الجنوب ووجدوا أن المجزرة في مخيمات بدو كل رأسمالهم مواشٍ نفقت في زرائبها واختلطت دماؤها بدماء أصحابها جراء تعرضها للقذائف العنقودية المحرمة دوليا وما منع رعاة المجزرة -الذين تبنوها- أن يزرعوا إرهابهم الموجه ضمن المجاميع المتضامنة ليحجب فظاعة المجزرة ونقلته قناتهم الجزيرة، وما نقلت حتى صور المواشي التي نفقت في زرائبها.

تتعرض حملة سهام الشرق التي تقوم بها القوات الجنوبية في محور أبين لحملات لها ارتباط بالإرهاب أو بالتكفير عبر أبواق محلية تكفيرية أو ثأرية تستغل "الخجافة" في محاولات مخزية لحرف العملية وتحويلها صراعات مع قبائل المناطق، وهذا يتطلب وعيا إعلاميا وسياسيا ومجتمعيا بتفنيدها، فالحرب على الإرهاب حرب دولية ولن تعفي أي حواضن يتم استغلالها قبليا أو مناطقيا فتنجرّ سياسيا من قبل سياسيين لم يعد يهمهم أي وسيلة يستخدمونها ضد القوات الجنوبية، وفي المقابل يجب إشراك الحوضن القبلية المحلية في محاربة الإرهاب في مناطقها فهو أسهل، فالقبائل ستتخذ مواقف لحماية أبنائها وسيقطع الطريق على محاولات استغلالها من قوى توظّفها لاستنزاف القوات الجنوبية.

إن آثار هذه الحرب لن تنعكس على رعاة الحملات الإعلامية ولا على أولئك الساسة في فنادقهم أو ملاجئهم الفارهة، بل ستنعكس على الحواضن الشعبية التي يتم استغلالها بشكل قبيح ولا مسؤول من قبلهم فالقول: "ما فيش إرهاب" قول غير مسؤول بل مردود، فمن يقوم بالتفجيرات؟ ومن يزرع العبوات والمفخخات؟ وتصدير هذا القول أو الصراخ بما يشبه النكف القبلي للتحريض ضد عملية سهام الشرق ليس مسؤولا، فهذه الحرب حرب دولية وقودها دماء وشباب جنوبيين وساحتها مناطق جنوبية وستكتوي بها حواضن مجتمعية جنوبية وليست شعارا للاستثمار السياسي الشخصي.

في آخر إفادة لابن عمر قبل استقالته قال: إن الشمال بحاجة إلى عملية سياسية تشبه العملية التي أنهت حرب الملكيين/ الجمهوريين أما الجنوب فيحتاج لتحالف دولي لمحاربة الإرهاب، والجميع يعلم الخارطة التي وطّن عفاش الإرهاب فيها في الجنوب، ولن يكون الإرهاب من الأجندات الشخصية لتصفية أي خلافات سياسية، بل يوجب على الجميع أن يقفوا ضده قبل أن يتحول إلى جبهة توجب تحالفا دوليا لمحاربته وستكون مجزرة "المعجلة" مجرد بروفة دماء بسيطة مقارنة بمجازر ذلك التحالف لو تم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى