العليمي وقوات درع الوطن.. هل هو إعلان حرب؟

> بعد ثمان سنوات حرب يتم إنشاء قوات تحت مسمى "درع الوطن" وتحت قيادته المباشرة - أي العليمي - وهذا الذي أثار لغط كبير في كل مكان لماذا؟ وماهي مهمتها؟ ومن سيقوم بتمويلها؟ وهل تنقص البلاد تشكيل وحدات جديدة؟ وإذا كانت ألويتها موجودة على الأرض لماذا لم تنضم إلى ألوية العمالقة أو أي تشكيلات أخرى؟ وكان ذلك من أفضل الحلول ولا تثير الشبهة أو الاستغراب من أحد، والسؤال أين موقع وزارة الدفاع من هذه التشكيلات؟ وأين موقع اللجنة الأمنية برئاسة هيثم قاسم التي تعمل ليل نهار في سبيل هيكلة القوات؟ فتعدد الوحدات والتشكيلات بدون أي رابط لا قيادي ولا تنظيمي ولا تسليحي ولا إداري ولا عملياتي وليس هناك تدريب مشترك أو موحد يجعلها معرضة للفشل، كونها تؤتمر من عدة قنوات قيادية مختلفة.

يا عليمي الناس كانت تنتظر منك أن تأتي بمحطة كهرباء لعدن قوة ألف ميجا وات لتنير عدن وتنقذ أهلها من حر الصيف القادم، وكان الناس يتأملون منك أن تحل أزمة الرواتب ومنتظرين منك الضوء الأخضر لتشغيل مصافي عدن، وإنقاذ العملة المحلية المنهارة والكثير من القضايا التي تهم الناس، هل تدري أن الناس تموت في بيوتها وفضلت الموت على التسول بالشوارع؟ وهل تدري أن الناس تموت في بيوتها من عدم وجود رعاية صحية ومن عدم قدرتهم على التطبيب في المشافي الخاصة؟

مهمتكم التي أُسندت إليكم هي توفير الخدمات ودفع المرتبات وتوحيد الصف لمواجهة الحوثي وإنقاذ العملة المحلية من الانهيار، والقيام بالتفاوض السياسي، ماذا يعني ذلك؟ هل يعني استحداث وحدات جديدة تحت إدارتكم؟ هل ستعلن الحرب على الحوثي أم ماذا؟ الناس تعرف أنكم لم تستطيعوا نقل المنطقة العسكرية الأولى من موقعها إلى جبهة قتال الحوثي وتعرف أيضا أن محافظ الجوف تمرد عليكم ولم يقبل بتعيين محافظ آخر، ولديكم منطقة عسكرية سادسة، هناك لم تستطيعوا توجيه أوامر لها بإزاحة المحافظ المتمرد وكأن قراركم الذي سينفذ هو تحويل المحافظ للعمل من مديرية تابعة لمحافظة حضرموت، أي أنك الآن حاكم للجنوب فقط، ولا علاقة لكم بأي شيىء آخر في جغرافية الجمهورية العربية اليمنية.

الناس لم تشاهد جديتكم في توحيد الصفوف لتجهيز قوات هي أصلا موجودة بمئات الآلاف على الأرض، امتدادا من المهرة إلى الساحل الغربي مرورا بصحراء ووادي حضرموت ومارب وتعز والمخا حتى مشارف الحديدة، لكن مع الأسف لم تلاحظ أي جدية من قبل القوات الشمالية في التحرك نحو خوض حرب لاستعادة العاصمة صنعاء، وليس هناك إصرار من قبلكم لدفعها بهذا الاتجاه، ولهذا الناس تطرح علامة استفهام كبيرة بأن الأمر "فيه إنَّ" وما عليكم إلا الظهور والتوضيح للناس بصحة قرارتكم.

الناس تتابع الخطوات التي تقوم بها وخاصة وفضاء الإعلام مفتوح ومتاح للجميع، ويلاحظون بأن هناك خلل كبير بين مهام التكليف وما يجري على الواقع، فلا تكرروا فشل الشرعية السابقة لأن الناس كانت ومازالت تأمل من شرعيتكم الجماعية بأن تحركوا الآلة العسكرية الضخمة لمقاتلة الحوثي، واستعادة عاصمة الدولة وفي نفس الوقت تلبية متطلبات الناس الضرورية ومن غير تغيير ميزان القوى على الأرض في جغرافية الجمهورية العربية اليمنية لصالحكم سيكون التفاوض مع الحوثي لا معنى له على أي أرض سيتم التفاوض عليها.

يرى المراقبون أن كل الخطوات التي تقومون بها منذ البداية هي استباق لتثبيتها في التسوية النهائية ومنها الموافقة على دفع رواتب الموظفين التابعين للحوثي من نفط وغاز الجنوب وحتى نفط وغاز مأرب لا احد يذكره ولا يوضع في الحسابات التفاوضية وهناك من يستثمره ولا يورد إلى ميزانية الدولة أي فلس، وكأنه في جمهورية أخرى، وكل هذه الخطوات ومنها استقطاع مديرية الوديعة من محافظة حضرموت وغيرها تمس بالدرجة الأساسية الجنوب، الذي يفترض أن تقدروا التضحيات التي قدمها سواء كان أيام الحراك السلمي أو عند مقاومة تحالف الحوثي وعفاش في غزو الجنوب ووجودكم في عدن هو بفضل هذه التضحيات وهو الانتصار الوحيد الذي حقق في حرب الثمان السنوات.

السير في هذا الاتجاه يعني الفشل الذريع ومع ذلك نذكِّر بأنه لا يستطيع أحد تجاهل الواقع على أرض الجنوب، فقد ولى زمن الاستخفاف بحق الجنوب بالعيش بكرامة وهذا استحقاق أخده بجداره ودفع من أجله قوافل من الشهداء فالواقعية السياسية هي الحل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الإقليمية المهمة من العالم.

خاص بـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى