المعادلة والمعارضة الخاطئة للسلام في اليمن

> ربما لم يتعمق الكثيرون في طبيعة الصراع السياسي والعسكري وتبعاته في اليمن منذ حرب صيف 1994م، وقد يقول قائل بأنه صراع قائم على نوعية الشرعية في اليمن ونوعية الانقلاب عليها أو الانفصال منها أو إليها.

ولكن رغم مرور سنوات الحرب الأخيرة التي أوشكت أن تظهر بأنها صراع نفوذ أكثر مما هي حرب وقتال، والتي قاربت عامها التاسع منذ عام 2014م إلا أن رائحة التصلف الذي تمثله الشرعية المغادرة عن اليمن لأعوام والتي عادت بلباس اتفاق الرياض الى عدن لا يمكنها أن تتخلى على أنها كيان سيادي يمثل "الواحدية الوطنية للشرعية" في اليمن وأمام الهيئات الأممية والبعثات الأوربية وبمباركة التحالف العربي.

ومن الغرابة بمكان أن تظن المليشيات الانقلابية بأنها أيضا تعاني من "فوبيا الانفصال في اليمن" رغم أنها تمارسه على أرض الواقع وأنها كيان سيادي آخر يمثل "الواحدية الوطنية لليمن" شمالا وجنوبا.

فلا تعجب عزيزي القارئ من هكذا حديث يظهر لك من الوهلة الأولى الشرعية اليمنية بواحديتها الوطنية "شرعية/حوثية" معاً ضمن سلة واحدة في مواجهة القضية الجنوبية وخيار استعادة دولة الجنوب.

وقد يظهران معاداة بعضهما ظاهرياً ولكن يتفقان جوهرياً على الجنوبيين.

وبين انتهازية الحوثية الإيرانية وتصلف الشرعية السعودية يقف الجنوب في خط الفاصلة في "المعادلة السياسية والمعارضة الخاطئة للسلام" و أي مفاوضات تحاول إقصاء الجنوب والقضية الجنوبية في أي مفاوضات للحل النهائي القادمة.

أو من يحاول ضم أي تقارب جنوبي مع الشرعية على غرار اتفاق الرياض ووحدته بين الشرعية والانتقالي كممثل للجنوبيين في حال وافقت الشرعية في إفساح المجال أمام الانتقالي للجلوس إلى جانبها والتفاوض مع المليشيات الحوثية الانقلابية.

ناهيكم عن محتوى وفحوى التفاوض نفسه والمحاور والقضايا التي يحاول المبعوث الأممي اليوم التقريب بين أطرافها في ظل عدم وجود ثقة متبادلة بين الشرعية والانتقالي في أن يمثل كلاهما الآخر، أو أن يقوم كلاهما بضمان مصالح ومطالب الآخر أثناء التفاوض إذا قبلت المليشيات الحوثية ذلك.

لذا فإن تمسك الانتقالي أو الجنوبيين بفرض مشاركتهم في أي مفاوضات وبوفد يمثلهم في التسوية والسلام في اليمن.

ويجعلنا أمام خيارات ممكنة أو ربما توقعات غير ممكنه، في ظل عدم وجود رؤية واضحة لتقرير مصير الجنوب في مفاوضات الحل النهائي القادمة والتي بدأت تتكشف بين المعادلة والمعارضة الخاطئة للسلام في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى