أكبر منشأة اقتصادية في الجنوب تتحول لأطلال

> أحمد يسلم:

> يعد مصنع أسمنت الشركة اليمنية السعودية باتيس، الواقع على أطراف حبيل برق حطاط واحدا من أكبر المنشآت الاستثمارية الصناعية على مستوى البلاد، وقد مضى على إنجازه وتشييده من قبل الشركة الصينية سينوما انترناشيونال الصينية قرابة 13 عاما، ويزيد، بل وصل إلى مرحلة الإنتاج التجريبي، وكان مأمولا أن تدار عجلة تشغيله بُعيد إنجازه مباشرة، كونه سيوفر ألآفا من فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل، وسيرفد خزينة الدولة بمليارات الريالات، ناهيك عن كونه سينعش الحركة التجارية في المحافظات القريبة منه، لكن كل هذا لم يحدث والمصنع قد شُيد بأكثر من 300 مليون دولار أمريكي، وتبلغ طاقته الإنتاجية الكاملة إلى مايزيد على مليون وربع طن سنويا، بمقدار 100 ألف كيس أسمنت يوميا في أضعف الحالات.

الغريب أن المصنع بمنشآته الضخمة، اليوم يعتريها الصدى ويدب الإهمال بين جنباته حتى صار طللا ينعق فيه الغراب.

السؤال الذي يطرح نفسه: ماسر كل هذا التوقف عن الإنتاج ولماذا كل هذه الفترة؟

لأ أحد يجيب ويمر الوقت بتكتم شديد دون إفصاح لا من الشركة المالكة أوالشركاء ولا من الجهات الرسمية ممثلة بوزارة الصناعة والتجارة والغرفة التجارية والصناعية.

هناك من يقول إن خلافا قد وقع بين الشركاء، وهذا إن صح ليس مبررا، ذلك أن المصنع الضخم قد شُيد بموجب اتفاقيات قانونية بين الشركاء ولو افترضنا ذلك فمجال الخلافات التجارية هو القضاء والمحاكم التجارية، الذي لا شك كان قد حُسم، بموجب القانون وقانون الاستثمار.

ولو فرضنا أن عذر الشركة المستثمرة يعود إلى الأوضاع الأمنية السائدة، فهذا ليس مبررا إطلاقا، ذلك أن جاره القريب جدا مصنع أسمنت الوحدة باتيس يعمل بكامل طاقته الإنتاجية و بجودة عالية، وكذا مصنع أسمنت الوطنية هو الآخر الواقع في الجاره لحج هو الآخر يعمل بكامل طاقته الإنتاجية.

والمصنع "إياه" شُيد بقرض من بنك جدة الإسلامي حسب علمي، وقوانين القروض تسدد أقساطا سنوية مع نسبة فائدة متفق عليها وأي إخلال أو تأخير في تسديد الأقساط سيكلف الشركة أموالا طائلة.

توقف منشأة اقتصادية ضخمة كهذه طوال تلك الفترة بالرغم من إنجازها، خسارة فادحة للمستثمرين ولسوق الأسمنت وللدولة وللشاب التواقين للعمل والخروج من سكة البطالة.

هل قانون الاستثمار يسمح بتوقف منشاة اقتصادية كهذه طوال فترة كهذه دون تحريك ساكن؟

الغريبة أن الكل، دولة وسلطة محلية وغرفة تجارية وإدارة هيئة الاستثمار والمستثمرين صامتين صمت القبور... ياتُرى لماذا ومن يجيب؟

كلمة أخيرة: تحية لقوات حراسة أمن المصنع التي حافظت على هذه المنشأة الضخمة طوال كل هذه الفترة وما تزال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى