نبرة الحرب تتصاعد.. مآلات غامضة لجهود حل صراع اليمن

> «الأيام» عربي 21:

> عادت خطابات التهديد والوعيد بالحرب من قبل طرفي الصراع في اليمن للتصاعد، وذلك بعد فترة من الهدوء النسبي، إثر فشل تمديد الهدنة الإنسانية أواخر العام الماضي، وسط مساع إقليمية ودولية باحثة عن حل للصراع، وهو ما يثير أسئلة عدة حول المآلات التي انتهت إليها المساعي والجهود ومنها الجهود التي تبذلها سلطنة عمان.

وقبل أيام، لوح زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، في خطاب له، بـ"خيار الحرب ونفاد صبر جماعته حال إذا لم يتم تلبية ما تريده"، داعيا جماعته إلى الجهوزية التامة لمرحلة الحرب. وأعقب ذلك، بأيام، كلمة لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح، قائد ما تسمى "المقاومة الوطنية" في الساحل الغربي من اليمن، خلال زيارة لعدد من المعسكرات التابعة له، أكد فيها أن خيار الحرب ما زال مطروحا، إذا ما بدد الحوثيون ما تبقى من آمال السلام.

وما يبدو لافتا أيضا، النشاط المكثف للمبعوث الأممي، هانس جروندبرج، وزياراته لأكثر من عاصمة عربية أو غربية، كان أخرها، العاصمة أبوظبي.

وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع إن الصفقة المبرمة بين السعودية والحوثي لم تفشل، مضيفا أن خطاب التصعيد هو لأجل تهيئة قواعد الطرفين لقبول الاتفاق، حتى لا تكون هناك صدمة، خاصة بعد 9 سنوات من شيطنة بعضهم البعض.

وأشار الشجاع في حديث لـ"عربي21" إلى أن نتائج الصفقة واضحة في دخول السفن إلى ميناء الحديدة وفتح رحلة جديدة من مطار صنعاء إلى أديس أبابا.

أما خطاب طارق صالح (نجل شقيق الرئيس الراحل صالح)، فأكد الأكاديمي اليمني على أنه للفت انتباه جماعته بعيدا عن الاتفاق المبرم بين السعودية والحوثي، وتنفيسا للحنق الذي يعتري أتباعه.

وتابع: "فقد كتب أحد الموالين له ولمكتبه، إذا فُتح ميناء الحديدة، فبأي كيفية سيأتي الحوثي إلى السلام، وإذا كانت الأسلحة الإيرانية تصل إليه وهو محاصر، فما الذي سيحدث وميناء الحديدة مفتوحا؟"، وفق تساؤلاته، أما عن رحلات المبعوث الأممي "جروندبرج"، فأوضح الأكاديمي الشجاع أنها بهدف زيادة بدل السفر والتهيئة لإعلان الصفقة.

وقال إن زيارته، أي جروندبرج، إلى أبو ظبي لكي "يطلب منهم أن يجلسوا مع الانتقالي ـ المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله ـ ويفهموه اللعبة، لأن الانتقالي أخذ الأمور وكأنها صادقة، وتقمص دور المتحدث باسم الجنوب وصدق نفسه"، على حد قوله.

من جانبه، رأى الكاتب والصحفي اليمني، كمال السلامي أن المفاوضات الثنائية بين السعودية والحوثيين وصلت لمراحل متقدمة، وتوجت بإجراءات سعودية متقدمة، مثلا تأكيدا على أن تلك المفاوضات وصلت مرحلة اللاعودة.

وقال السلامي في حديثه لـ"عربي21": "فبالرغم من حديث زعيم الحوثيين وتهديده، إلا أنه أكد في خطابه الأخير على تخفيف القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة، وهذا باعتقادي يعني أن السعودية على استعداد تام لرفع الحصار المفروض على الجماعة".

وأضاف أن ثمة معلومة وردت أيضا من الحديدة، حيث تشرف بعثة الأمم المتحدة على تجهيز مطار الحديدة، تمهيدا لاستقبال رحلات دولية، في حين يجري الحديث عن عودة الحياة لبعض المنافذ البرية بين اليمن والمملكة، من جهة المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وحسب الكاتب اليمني فإن هناك توافقا على الخطوط العريضة بين الحوثي والسعودية، والخلاف الآن حول خطوات إجرائية، كصرف الرواتب، ومصير الإيرادات وغيرها، وبالتالي فاشتراطات الحوثي وإن عرقلت المفاوضات، إلا أنها لا تعني إفشالها.

وأما بخصوص خطابات التصعيد، فأشار الصحفي السلامي إلى أنها أمور تحدث في العادة، أثناء التفاوض، مع العلم أن الشرعية شكلت مؤخرا وفدا تفاوضيا توافقيا بين مكونات المجلس بما في ذلك الانتقالي، تمهيدا لخوض أول جولة محادثات مع الجماعة منذ تشكيل المجلس. وقال، إن الواضح الآن أن كل الجهود تصب في بوتقة السلام، والحديث عن الحرب هو للاستهلاك الداخلي من قبل كل الأطراف. وأردف: السعودية حسمت أمرها، وقررت الدخول في عملية سلام دائمة، للتفرغ لتوجهاتها ومشاريعها الداخلية، التي عرقلت حرب اليمن جزء كبير منها.

وختم الكاتب والصحفي السلامي حديثه قائلا: "لا مكان للحرب بصيغتها السابقة في المستقبل القريب"، مؤكدا على أنه وفي أسوأ الحالات ستفضي هذه المرحلة إلى "يمننة الصراع"، مع تفوق واضح للحوثيين فيها، وفق تعبيره.

ومنذ أشهر، يشهد اليمن نشاطا دبلوماسيا، وحوارات خلف الأبواب المغلقة بين السعودية وجماعة الحوثي، عبر وساطة عمانية، يحيط بها الغموض، في ظل تسريبات بحدوث تقدم في ملفات عدة، تم التباحث حولها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى