المنتظر عمليا من الحوار الجنوبي

> عدد من النقاط المهمة والمرتكزات التي ينتظر من الحوار الجنوبي الأخذ بها وأن يلتمسها فعلا في السعي لتحديث آليته التي تهدف إلى لم شمل الجنوبيين، اليوم أظهرت وبشكل واضح رغم مناداة الكثيرين من أبناء الجنوب من مختلف مشاربهم ضرورة سماع الأصوات البعيدة و تلك التي تم تهميشها وأن عدم الخوض في الماضي هو أمر يستلزم القيام بأداء دور مختلف يجمع ولا يفرق بين الجنوبيين، لا أحد يختلف أن هناك تحرك للجنة الحوار الجنوبي ولكنه مازال في مرحلة (الحبو الأولى) إن لم يجد آذانا صاغية تفسح المجال للجميع بأن يكونوا ليس مجرد ضيوفا بل شركاء ومؤسسين للجنة الحوار و صناع قرار أكثر منهم مستمعون، الحوار الجنوبي عليه أن يكون ناظرا لكل جوانب الاختلاف لا عارضا فقط لمنظور واحد، هذا ما يرغب الجنوبيون من مختلف التوجهات أن يكونوا قادرين ليس فقط ملامسته أو الاستماع وإنما تحقيقه معا.

القدرة و الجرأة على تحقيق ذلك لن يفقد المجلس الانتقالي الجنوبي دوره الحقيقي على الأرض، بل بالعكس سيعمل على إنقاص المسافة و قص التفريعات التي أخذت مكانها وشكلت عوائقا متعددة، وكلما تم التغاضي كلما ازدادت تلك التفريعات كثرة.

اليوم لجنة الحوار الجنوبي بحاجة إلى توسيع المنظور و المشاركة دون مواربة، فمشروع الميثاق الجنوبي سيعد مجرد ورقة أخرى يلحق كوم الأوراق التي سبقته من سنين لأنها ستحمل نفس العقلية دون تغيير.

ذلك هو الواقع المدروس وتلك هي الدروس المستفادة من الماضي الذي يحمل وحمل سلبيات كل ما استمرت ازدادت سمكا وبالتالي تتصلب. على المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي أن يبدأ من هنا وبشكل فوري لتحقيق نتائج على الأرض أكثر فعالية من مرحلة عدم الاستقرار والتراخي المتماثلتين فمن دون ذلك لن يتغير من حوار جنوبي يعرض السماع دون تغيير في الأداء، كلنا أبناء هذا الجنوب، ونتطلع لأن يكون حاضرنا مختلف عن ماضينا، ومستقبلنا أفضل من حاضرنا، لكن ما ينقصنا هو أن نكون أكثر جرأة و إقدام و تحقيق عناصر حوار جنوبي، نحن بحاجة إلى امتلاكها لتصبح أداة فعّالة و ليس مجرد قرص فوّار في كأس ماء تبتلعه حنجرتنا بمجرد الفرح بالنظر إليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى