هل استوعب المجلس الانتقالي الدرس؟

> بالأمس قال الرئيس العليمي: (أن الحديث عن القضية الجنوبية في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت غير مناسب، فعندما نستعيد الدولة سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض).

ثم على وقع حملة الاستهجان والسخط الشعبي وما رافق ذلك من تهديد عسكري بعد السماح له ولأتباعه بالعودة إلى عدن هاهو يقول: (لدينا بمجلس الرئاسة الإيمان الصادق بعدالة القضية الجنوبية، تجسد في المضي باتخاذ الإجراءات الفعلية لجعل هذه القضية أساسا للحل،تؤكد محورية القضية الجنوبية وضرورة تمثيلها في مفاوضات وقف الحرب، وعملية السلام الشاملة).

فيبدو واضحا أن الرجُل قد تراجع عن كلامه السابق بصرف النظر عما تضمر الصدور وعن الغرض من هكذا استدارة. كما أن تراجعه هذا يثبت صحة ما ظلننا نؤكده على المجلس الانتقالي الجنوبي بأن إشهار السيف بوجه كل من يستهين ويهزأ بقضية الجنوب وبتضحياته هو الأسلوب الناجع في كثير من المواقف والمنعطفات. فالانغماس في سياسة المداهنة المبالغ بها تحت زعم الحفاظ على الشراكة مع الإقليم واتّـباع الأسلوب المرتعش قد جلب للانتقالي وللجنوبيين الكثير من الإرباك بقضيتهم وفقدان الثقة لدى عامة الناس بقيادات الثورة الجنوبية والانتقالي تحديدا. فقد أثبتت سياسة الانحناءة الكبيرة تجاه مواضيع مصيرية فشلها وكارثيتها.

صحيح أن تصريحات العليمي اليوم لا تقدم ولا تؤخر بشيء، وأنها أتت فقط لامتصاص الغضب والخشية من انفلات الأوضاع باتجاه الصدام وأتت برغبة سعودية لتبريد الحالة مع الانتقالي ولئلا ينعكس سلبا على جهودها لوقف الحرب مع الحوثيين إلّا أنها -تصريحات العليمي- أثبتت أن السيف أصدق أنباء من بيانات التودد ومن استجداء الحقوق من أطراف محلية وإقليمية مخادعة، لا تؤمن بغير القوة ولا تأبه بالضعفاء وإن كان الحق معهم بملىء الكون. فهل استوعب المجلس الانتقالي الدرس والعبرة من تجربته الأخيرة مع العليمي والتحالف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى