​الصومال.. مركز دعم مصابي الإيدز في هرجيسا يغلق أبوابه والمعانأة تتفاقم

> «الأيام» الصومال اليوم:

> أغلق المركز الوحيد، الذي يقدم العلاج المجاني والدعم للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”، أبوابه، في مدينة هرجيسا، عاصمة أرض الصومال، بسبب نقص التمويل.

إغلاق مركز “تلو وداغ” حدث في نوفمبر الماضي، وترك ما يقرب من 400 شخص غير قادرين على إعالة أسرهم، ما يضع مستقبلهم مجهولا.
“غيدي آدم موسى”، اسم مستعار، -من بين 15 موظفا في المركز- يعاني توفير لقمة العيش لزوجته وأطفاله السبعة، منذ إغلاق المركز.

“غيدي” تم تشخيصه بالفيروس قبل 8 سنوات، وكان مستشارا في المركز، يقدم الدعم والمشورة للمصابين الجدد، مقابل 170 دولارا شهريا.
“غيدي” كان ضابطا في الشرطة المحلية، فقد عمله بعد إصابته بالفيروس عام 2015، يقول إن المركز كان نقطة التقاء لهذه الشريحة من المجتمع التي تتعرض للتمييز والتهميش، وتصوير المرض وصمة عار على جبين كل مصاب، لكن بعد إغلاقه فقدوا الاتصال مع بعض.

“غيدي” يقول: “كنا نحصل على التغذية والأدوية المجانية والدعم، حتى الأطفال المرضى بالفيروس كانوا يأتون إلى المركز.. كان له تأثير هائل على حياتنا”.
ويضيف: “بعض المصابين لجأوا إلى التسول، وأجبرهم الواقع على ذلك، بينما تعرض آخرون لحالات اكتئاب حادة تقودهم إلى المجهول”، موضحا: “أشعر الآن بالضياع، وأقفل على نفسي في المنزل، وأشعر بتوتر حاد.. الوظيفة أعادت التوازن في حياتي، واستكمل اثنان من أطفالي الثانوية، وكنت أخطط تسجيلهم في الجامعة في يناير، لكنني لم أعد قادرا”.

مصير مظلم:

“أسمهان علي”، اسم مستعار، أم لـ4 أطفال، فقدت هي الأخرى وظيفتها في مجال التوعية بالمركز، تقول إنها كانت تغطي وجهها وتخرج للبحث عن وظائف غسيل الملابس، وتضيف: “كنت أعمل وأعتني بأولادي، ولم أكن أعتمد على أحد إلا الله.. أصبح الآن بعض العاملين في المركز متسولين، بينما يقوم آخرون بجمع النفايات البلاستيكية في المدينة”.

وتتابع: “تغيرت الحياة تمامًا منذ أن توقفنا عن العمل.. زوجي توفي بسبب مرض الإيدز عام 2017، عندما لم يتمكن من الحصول على العلاج اللازم، وأنا أواجه نفس المصير حاليا”.
من جانبه، قال مدير المركز علي عبدي، إن المركز واجه أولا تخفيضات في التمويل من “اليونيسف” بعد تفشي “كوفيد 19″، وقال إنه يفهم أن الإغلاق النهائي كان بسبب إعطاء الأولوية للأموال لمواجهة الجفاف.

وأضاف: “نحن لا نقدم أي خدمات تتعلق بفيروس نقص المناعة البشرية الآن، رغم أن بعض الناس لا يزالون يأتون أو يتصلون، لكن لا يمكننا مساعدتهم، ولا توجد مراكز أخرى تقدم هذه الخدمات”.
المركز كان مجموعة كاملة من الخدمات، بما في ذلك الأدوية لمنع انتقال العدوى في الفترة المحيطة بالولادة من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.

كما قدم المركز الطعام لأسر العملاء، وكان مساحة اجتماعية مهمة للمصابين والمتضررين، للالتقاء والتواصل الاجتماعي ودعم بعضهم البعض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى