مع حلول رمضان.. اليمنيون يلجؤون إلى الفحم والحطب للطهي

> «الأيام» وكالة الأنباء الألمانية:

> ألقت أزمة الغاز المنزلي في اليمن بأوجاعها على حياة العديد من المواطنين اليمنيين جراء نقص الحصص المخصصة من قبل شركة الغاز الحكومية، فلجأ المواطنون إلى استعمال الفحم والحطب كحل بديل.

"تعجز كلماتنا ومشاعرنا عن وصف المعاناة التي نتجرعها كل يوم في سبيل الحصول على أسطوانة غاز لطهي الطعام"، بهذه الكلمات يبدأ المواطن اليمني أحمد حسان من سكان مدينة تعز سرد همه المستمر وكفاحه من أجل توفير الغاز المنزلي.

وتأتي هذه الشكوى الموجعة إثر أزمة يعانيها اليمن في توفير الغاز المنزلي دفعت العديد من المواطنين إلى استخدام الحطب لطهي الطعام، منهم حسان (37 عاما) الذي يعمل موظفا حكوميا في تعز.

طرق بديلة
وتتعمق أوجاع اليمنيين الذين يعيشون في الأغلب تحت خط الفقر، فيلجؤون إلى العديد من الطرق البديلة لطهي الطعام كاستخدام الفحم والحطب، وذلك على الرغم من الأمراض التي يسببها الدخان المتصاعد، وأيضا الوقت والجهد الكبير والمال لتوفير هذه المواد.

ويضيف المواطن حسان -وهو أب لـ 3 أولاد- أن الحصة المخصصة لحارته من شركة الغاز كانت 180 أسطوانة شهريا، ويتهم بعض المسؤولين بالاستئثار بنحو 30 أسطوانة يبيعونها في السوق السوداء بنحو ضعف ثمنها.


ويقول حسان "يتم توزيع أسطوانات الغاز على مدة 3 أشهر أو أكثر جراء تقسيم السكان إلى عدة مجموعات".

ويضيف "خلال هذه المدة ألجأ إلى شراء الفحم لاستخدامه في طهي الطعام، على الرغم من أنه يسبب أضرارا صحية على أطفالي ومشكلات مع مؤجر منزلي بسبب الدخان المتصاعد".
وأكد أن "المواطنين قدموا العديد من الشكاوى لشركة الغاز والسلطة المحلية، ولم يتم التعامل مع هذه الظاهرة للحد من التلاعب".

وأشار إلى أنه يستخدم الفحم خفية عن المؤجر، ويتمنى أن تحل أزمة الغاز، و"أن يتم تشكيل لجان محايدة تهتم بمراقبة كافة المتلاعبين فيه".

ازدياد المعاناة
وتزداد معاناة اليمنيين مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية في ظل الفقر الكبير، والبطالة التي يشكو منها معظم السكان، فيما باتت أزمة الغاز واحدة من أزمات متراكمة.

ويقول المواطن سلطان قائد -الذي يعيل عدة أفراد في محافظة تعز، أكثر المحافظات سكانا- إن أزمة الغاز أثرت على حياته المعيشية بشكل كبير جراء محدودية الأسطوانات التي تقدمها شركة الغاز الحكومية وارتفاع سعره في المحطات الرسمية.

وأضاف قائد: "قبل 3 أيام نفدت أسطوانتي، وعدت إلى استعمال الحطب كونه الحل الأنسب، ولتوفر الأشجار بجوار المنزل الذي أسكن فيه"،
وفي كثير من الأوقات كان قائد يقوم بتعبئة أسطوانته بالكيلوجرام من المحطات الرسمية حسب احتياجاته اليومية، لكنه لجأ إلى استعمال الحطب لارتفاع سعر الكيلو من الغاز إلى ألف ريال.

وتابع "شهر رمضان أقبل على الأبواب وما زلت أستعمل الحطب، وأخشى أن ينفد"، مشيرا إلى أن "المعاناة تزداد كلما اقترب شهر رمضان، وتطرأ العديد من الأزمات وترتفع أسعار مقومات العيش بشكل مهول جدا".

وأضاف: "ملاك المخابز في المدن يستعملون الحطب بشكل كبير في صناعة الخبز يوميا، وقد يسبب ذلك أزمة في الرغيف".

وأكد أن وضعه المعيشي لا يزال مستورا بسبب وجود الحطب، ويتمنى أن يطل رمضان وقد حلت أزمة الغاز التي يعاني منها اليمن.

أزمة خانقة في الريف
وبسبب أزمة الغاز يستعمل العديد من المواطنين الحطب بشكل رئيسي -خاصة القاطنين في الأرياف- كونه متوفرا بكثرة في المناطق التي يعيشون فيها.
وفي السياق ذاته، يقول هائل محمد (50 عاما) -وهو أب لـ7 أبناء ويعمل بالأجر اليومي في مهنة البناء- إن الكثير من المواطنين يستخدمون الحطب بشكل مستمر ويخصصون له غرفا خارج المنازل يسمونها "مناديد" يتم فيها طهي الطعام يوميا.
وأضاف محمد: "نستخدم الغاز خلال أيام الأمطار والأوقات الطارئة فقط، كزيارة قريب أو ضيف، ولا نعتمد عليه بشكل رئيسي كونه ينقطع لفترات طويلة جدا ويباع لنا بأسعار مرتفعة عن المدن".


وأكد أن "سكان المدن يجدون صعوبة في طهي طعامهم كونهم يعتمدون على الغاز، ولا يجدون أماكن خارج منازلهم لاستعمال طرق بديلة كالفحم والحطب، وإن استخدموا طرقا أخرى فلن يستطيعوا تفادي مخاطر حدوث الأضرار".

افتعال الأزمات قبل رمضان
ويؤكد الكثير من اليمنيين أنه مع قرب شهر رمضان تتفاقم الأوضاع المعيشية وترتفع أسعار المواد الغذائية وتختلق العديد من الأزمات وتنتعش السوق السوداء.
ويقول الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي وفيق صالح إن "افتعال الأزمات المعيشية -ومنها أزمة الغاز المنزلي- في المحافظات اليمنية أصبح عادة سنوية مع قدوم شهر رمضان المبارك".

وأضاف: "ها هم اليمنيون يستقبلون شهر الصوم على وقع أزمات معيشية متلاحقة، وتضخم غير مسبوق في أسعار السلع والخدمات نتيجة للتحديات والمعضلات التي يعاني منها الاقتصاد الوطني، وسوء الإدارة الحكومية، وحرب الحوثيين على الاقتصاد وعلى المواطنين".
وذكر أن "سعر أسطوانة الغاز وصل إلى 11 ألف ريال من فئة العملة القديمة، في ظل انعدام توفره واستمرار منع البيع المباشر للمواطنين من النقاط الرسمية".

وخلال سنوات الحرب قفزت أسعار الغاز المنزلي في السوق من 1950 ريالا للأسطوانة زنة 20 كيلوجراما نهاية 2014 إلى 7 آلاف ريال عام 2019، لتصبح 8 آلاف ريال عام 2020 ونحو 9 آلاف ريال عام 2021، ومنذ العام الماضي 2022 إلى اليوم تجاوز سعر الأسطوانة 15 ألف ريال حسب العديد من المواطنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى