​هذا الحبيب يا محب

> صور من تواضعه صلى الله عليه وسلم

 شمل تواضعه الإماء وهو من هو صلى الله عليه وسلم ؛ فقد روى أنس بن مالك قال: «كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ» (رواه البخاري).

أما في ركوبه
كان صلى الله عليه وسلم يركب ما يركب عامة الناس، فركب صلى الله عليه وسلم الحمار والبعير والبغلة والفرس، فعن معاذ بن جبل-رضي الله عنه- قال « كنت رِدْفَ النبي صلى الله عليه وسلم (راكبًا خلفه) على حمار، يقال له: عُفَيْر ».

فيروي لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقفًا ترك أثرًا في نفسه حتى أبكاه، فيقول وهو يصف حاله عند دخوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم : «...وَإِنَّهُ لَعَلَى حَصِيرٍ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ أي: ورق شجر يدبغ به مسكوبًا ومجموعًا في كومة- ، وَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوبًا، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أَهَبٌ مُعَلَّقَةٌ أهب- جمع إهاب، وهو الجلد الذي لم يدبغ-، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ؛ قال: رَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ؛ فَبَكَيْتُ»، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ!» فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ؟»
(رواه البخاري).

 خلق التواضع كان سمةً ملازمةً له صلى الله عليه وسلم في حياته كلها: في جلوسه. في مشيه وركوبه.. في أكله وشربه.. بل في شأنه كله، فنراه صلى الله عليه وسلم في أكله وجلوسه يأكل كما يأكل العبد ويجلس كما يجلس العبد ويقول: «آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ» (رواه البيهقي).

كان مِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، القيام بخدمة أصحابه، روى مسلم في صحيحه مِن حديث أبي قتادة، وفيه -في قصَّة نومهم عن صلاة الفجر-: ((...قال ودعا بالميضأة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأبو قتادة يسقيهم -أي أصحابه- فلم يَعْدُ أن رأى النَّاس ماءً في الميضأة تكابُّوا عليها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنوا الْمَلَأَ كلُّكم سيَرْوى. قال: ففعلوا. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبُّ وأسقيهم حتى ما بقي غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثمَّ صبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لي اشرب. فقلت: لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله. قال: إنَّ ساقي القوم آخرهم شربًا. قال: فشربت، وشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأتى النَّاس الماء جامِّين رِوَاء.

ومِن تواضعه صلى الله عليه وسلم: استجابته للدَّعوة، وقبوله الهديَّة مهما قلَّت قيمتها، روى البخاريُّ مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لو دُعِيت إلى ذراع أو كُرَاع لأجبت، ولو أُهْدِي إليَّ ذراع أو كراع لقَبِلت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى