محمد أبوبكر بن عجرومه مناضل من أجل الجنوب العربي

> في صباح يوم الجمعة 14 أبريل 2023، توفي في مدينة جدة السعودية الشيخ محمد أبوبكر بن عجرومه، الأمين العام لحزب رابطة الجنوب العربي، والذي كان من رموز النضال ضد الاستعمار البريطاني والوحدة المفروضة بالقوة مع شمال اليمن، وقد نعاه كثير من السياسيين والمثقفين والشخصيات الاجتماعية في الجنوب وخارجه، وأشادوا بدوره في الدفاع عن قضية شعبه وحقوقه .

ولد محمد أبوبكر بن عجرومه في عام 1935 في قرية الصعيد التابعة لسلطنة العوالق العليا في محافظة شبوة، درس في كتاتيب قريته ثم انتقل إلى عدن في عام 1945 ليلتحق بالمدرسة النظامية لأبناء الأمراء في جبل حديد. عاد إلى قريته بعد ثلاث سنوات ليلتحق بالمدرسة الوحيدة التي أنشأت حديثا.

انخرط محمد أبوبكر بن عجرومه في الحركة السياسية في الجنوب منذ صغره، وكان من المؤسسين لحزب رابطة الجنوب العربي في عام 1957، والذي كان يطالب بالاستقلال عن بريطانيا وإقامة دولة ديمقراطية في الجنوب. قاد مع زملائه انتفاضة شعبية ضد الاستعمار في نهاية خمسينات القرن الماضي، وكان من المطلوبين للسلطات البريطانية.

في عام 1967، تحقق حلم محمد أبوبكر بن عجرومه وزملائه بإعلان استقلال الجنوب العربي ، وكان من أبرز قادة حزب رابطة الجنوب في المشهد السياسي. لكن سرعان ما تغيرت الموازين بعد استلام الجبهة القومية للسلطة و انقلابها على حزب رابطة الجنوب، اضطر محمد أبوبكر بن عجرومه وزملاؤه للخروج من الجنوب واللجوء إلى السعودية، حيث استقر في مدينة جدة. ومن هناك، واصل نشاطه السياسي والإعلامي للتعبير عن رأيه في الشأن الجنوبي، والمطالبة بإنهاء الوحدة المفروضة مع شمال اليمن في عام 1990، والتي اعتبرها خيانة لمصالح الجنوب وثورته.

في عام 2007م أيد محمد أبوبكر بن عجرومه الحراك الجنوبي بقوة وقدم له كافة أشكال الدعم وكان حزب رابطة الجنوب من أبرز القوى التي نظمت احتجاجات سلمية في الجنوب للمطالبة بإعادة دولتهم المستقلة، والتصدي للقمع والظلم من قبل نظام صنعاء.

وعند انطلاق عاصفة الحزم عام 2015 دعم بن عجرومه عمليات التحالف العربي في اليمن كما دعم المقاومة الجنوبية في عدن ومختلف المحافظات الجنوبية.

وعند الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي أصدر الشيخ بن عجرومه بيانا أيد فيه إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي ودعا كافة مكونات الحراك الجنوبي إلى الانخراط في العمل السياسي تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي على أساس استعادة الدولة الجنوبية مستقلة كاملة السيادة من المهرة إلى باب المندب.

في آخر سنوات حياته، عانى محمد أبوبكر بن عجرومه من مرض عضال، لكنه لم يتنازل عن قضية شعبه وأحلامه. وقد توفي في مستشفى الملك فهد بجدة عن عمر يناهز 88 عامًا.

إن رحيل محمد أبوبكر بن عجرومه يشكل خسارة كبيرة للحركة الجنوبية والشعب الجنوبي، فقد كان رجلاً من رجالات التاريخ والثورة، وشاهدًا على مراحل مهمة في صراع الجنوب من أجل حريته وكرامته. وقد ترك خلفه إرثا ثريا من الخطابات والمقابلات التي تعبر عن فكره ورؤيته لمستقبل الجنوب. كما ترك خلفه جيلًا من التلامذة والأتباع الذين يحملون راية نضاله وإصراره.

فليرحم الله محمد أبوبكر بن عجرومه، ويلهم أسرته وأصدقائه وأحبائه الصبر والسلوان وإنا لله وإن إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى