> «الأيام» الخليج الجديد:
اعتبر لوسيو بيتلو، باحث ماجستير في الشؤون الدولية بالجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة، أن الصين تمتلك نفوذا على روسيا وأوكرانيا يتيح لها أن تلعب دور وساطة لإنهاء الحرب بين الجارتين تماما كما توسطت بين السعودية وإيران.
وفي 10 مارس الماضي، وقَّعت السعودية (ذات أغلبية سنية) وإيران (ذات أغلبية شيعية) اتفاقا لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية خلال شهرين، ما ينهي قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنهما يتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول منها اليمن ولبنان والعراق.
وتابع بيتلو، في تحليل نشره موقع "أوراسيا ريفيو" وترجمه "الخليج الجديد"، أنه "خلال زيارته لبكين (في 5 أبريل/ نيسان الجاري)، شجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين على لعب دور في إنهاء الصراع في أوكرانيا.. وفي أواخر مارس الماضي، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن الصين يمكنها تسهيل المحادثات بين موسكو وكييف".
ومعتبرةً أن خطط كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) تمثل تهديدا للأمن القومي الروسي، تشن موسكو حربا في الجارة أوكرانيا منذ 24 فبراير 2022، ما دفع دولا وتكتلات، في مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى فرض عقوبات قاسية على روسيا.
- أوجه تشابه
و"تحمل الملحمة الإيرانية السعودية بعض أوجه التشابه مع حالة روسيا وأوكرانيا، حيث لعبت التحديات والعزلة الداخلية التي تواجهها إيران ورغبة السعودية في التحوط مع تحويل واشنطن لأولويتها إلى المحيطين الهندي والهادئ (لمواجهة نفوذ بكين المتصاعد) والنفوذ الاقتصادي الصيني (على طهران والرياض)، دورا في حدوث الحوار التاريخي"، وفقا لبيتلو.
وأوضح أن "روسيا أزاحت السعودية لتصبح أكبر مورد للنفط إلى الصين، وفي مواجهة الحدود القصوى لأسعار النفط وقرارات الحظر في أوروبا، ستتجه الطاقة والتجارة الروسية إلى الشرق أكثر".
- نفوذ الصين
بيتلو قال إن "الصين ستعني الكثير بالنسبة لدولة (روسيا) تستعد لتحمل العقوبات ودولة (أوكرانيا) ترسم طريقها إلى التعافي بعد الحرب. باعتبارها أكبر مستهلك للغذاء والطاقة في العالم، يعد طلب الصين محركا رئيسيا في سوق السلع، كما ثاني أكبر اقتصاد في العالم هو أكبر مشتر للخام (النفط) الإيراني والسعودي".
وأردف أن "هذا النفوذ (الصيني) ينطبق أيضا في حالة روسيا وأوكرانيا. منذ اندلاع الحرب في العام الماضي، أزاحت الصين الاتحاد الأوروبي لتصبح الوجهة الرئيسية للوقود الروسي، كما أنها المستورد الرئيسي لعباد الشمس والذرة الأوكرانية، وإعادة فتح البلاد (بعد جائحة كورونا) يشير إلى عودة الربيع لمثل هؤلاء المصدرين".
واستطرد: "ومثل إيران والسعودية، فإن روسيا أيضا عضو مؤسس للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، كما انضمت موسكو وكييف إلى مبادرة الحزام والطريق (التنموية الصينية)".
ولفت إلى أن "بوتين حضر الملتقيين الأول والثاني لمبادرة الحزام والطريق في بكين، وكان النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير التنمية الاقتصادية والتجارة الأوكراني ستيبان كوبيف حاضرا أيضا. ودعا شي، في زيارته الأخيرة لموسكو، بوتين لحضور الملتقى الثالث العام الجاري".