السلامة أو الندامة ..!

> بنو وطني الحبيب ..

لا أنتمي لأي مكون (جنوبي)، لأنني أومن تماما بأن تفريخ هذه المكونات لا يجذب إلا التنافر والفرقة والكراهية والبغضاء، ويا ليت بني قومي يفهمون.

ومع ذلك أجدني مع حوار التقارب و تبادل الأفكار و الخواطر، فليست هناك شفافية سياسية أفضل من أن تطرح رؤاك على طاولة التشاور و الحوار، و ليس هناك ما هو أفضل من الوضوح و المصداقية من الوجه للوجه.

أنا (و أعوذ بالله من شر نفسي و سيء عملي) مع كل مشروع يفضي إلى تقارب (جنوبي)، و ينتهي بإحماع يلبي مطالب شعب الجنوب و يضع قضيته فوق كل مصلحة، و لست مع من يتمترس و يتخندق خلف تعنتات غبية مدفوعة الأجر، هدفها تمزيق النسيج الجنوبي و وأد مشروعه في أهم و أخطر مرحلة.

من يريد منكم تلبية مطالب شعب الجنوب، فليطرح مشروعه و ضماناته من الوجه للوجه و من الداخل و ليس من فنادق عربية أو غربية.

لا ضامن لكل الفرقاء الجنوبيين سوى ندية الحوار بنوايا طيبة، ولا نهج يساهم في تقريب وجهات النظر سوى التنازل عن المشاريع الدكاكينية التي لا تنسجم مع التضحيات التي يقدمها الجنوب في ساحات الوغى.

بنو وطني الحبيب ..

سفينة الجنوب تستوعب كل المكونات السياسية، من ركبها فهو آمن و في صف شعبه و قضيته، و من أبى و كابر و استكبر و استدعى النفخ في قربة (الزمرة) و (الطغمة) المثقوبة بهدف تأجيج الفتنة، فلا عاصم له من طوفان شعبي قادم لا يبقي و لا يذر.

بنو وطني من سياسيين يلعبون بالبيضة و الحجر إلى مكونات مهلهلة تذكر بملوك الطوائف الذين أضاعوا الأندلس.

يجتاز الجنوب الآن مرحلة عصيبة، و يقف على مفترق طرق خطيرة، و ليس أمام كل المكونات سوى طريقين لا ثالث لهما : طريق السلامة، أو طريق الندامة، و الاختيار لكم، فقط تذكروا أن المرء حيث يضع نفسه.

بنو وطني من فرقاء و أصدقاء ..

أناشدكم كمواطن جنوبي لم يسبق له أن انتمى لأي حزب أو مكون، و لا هوية له و لا انتماء سوى لهذه الأرض الطيبة التي ارتوت بتضحيات شهداء (سحسح) دمهم و سال على حد وصف فنان الشعب الثائر (محـمد محسن عطروش)، الحوار أسلوب حضاري، يمتص كل الرواسب و يخلق ألفة و تقاربا و ندية و وضوحا و شفافية، الشعب كله يتوق لأن تلتئموا معا تحت سقف (عدن)، و تقولوا كلمتكم بصوت واحد، و تحددوا مصير وطنكم و شعبكم بقلب رجل واحد، و لا سبيل لكم سوى التناصح و التواصي بالحق و التواصي بالصبر، فإما نهار يرفع عن الجنوب العتمة، أو ليل طويل يرخي سدوله و لا ينجلي.

يا أيها الذين ترفضون الحوار كسلوك ديمقراطي يصلح ذات البين، خذوا الحكمة من لسان (جمال الدين الأفغاني) الذي قالها حكمة و رحل:

إن لذة استرداد الحق لا تضارعها الهيبة و التهيب، و أمة ثبتت في جهادها لأخذ الحق ساعة، خير لها من الحياة في الذل إلى قيام الساعة، و صاحب الحق قوي ولو كان ضعيفا، و الباطل ضعيف و لو كان قويا.

يا بني وطني الجريح الذي تتقاذفه أمواج المكونات المثناثرة كريشة في مهب ريح المكايدات السياسية.

أبوس أيديكم فردا فردا، لا تخرقوا سفينة الجنوب بأطماع النفس التي لا تقنع و أوهام البطن التي لا تشبع، لا تحبطوا شعبكم و لا تغردوا خارج سرب الحوار، كونوا صفا كالبنيان المرصوص، اقبلوا بعضكم و تنافسوا في ميدان قضية شعبكم بضمير و ذمة، لتكن الجائزة الكبرى من نصيب المشروع الذي يلبي تضحيات الشهداء و تطلعات الشعب المغلوب على أمره.

بنو وطني ..

تعالوا إلى كلمة سواء، تحاوروا، تناقشوا، قرروا، اختلفوا في الغرف المغلقة، و ليكن خلافكم من النوع الذي لا يفسد ودا و لا قضية، و لتحتكموا إلى ميثاق شرف ينطلق بسفينة الجنوب نحو رحاب المستقبل بنوايا طيبة، و بناء وطن يتسع للجميع على أسس متينة و قواعد سليمة تضمن إغلاق كل الأبواب و النوافذ أمام إبليس و وكلائه.

بنو وطني ..

هذا وقت ينفع فيه الصادقون صدقهم، تعالوا تحاوروا بود و برحابة صدر، العنوا الشيطان، تراحموا بينكم بالنقاش الهادف و الحوار المتزن، لا تكونوا ضد شعبكم بمشاريع خاصة تتاجر بدماء أبنائكم، أرجوكم لا تضحكوا على ذقوننا بشعارات جوفاء تحمل مبررات سمجة مقلية على زيت المكايدات السياسية، من يتغيب مع سبق الإصرار والترصد، فهو يظهر ما لا يبطن علنا، و من يقاطع الاعتصام بحبل الله و يدعو للفرقة و التمزق لا ينوي خيرا، و لا يقيم وزنا للأمم الأخلاق، القوي هو من يبادر إلى الحوار، و الضعيف الهش هو من يتستر خلف حجج (غامقة) تفضح نواياه أمام نفسه و ناسه.

بنو وطني ..

لم أنتمِ يوما لأي كيان أو مكون مهما كانت المغريات، و سيظل انتمائي لناسي و أهلي الذين يكابدون شظف العيش و يحلمون بوطن عادل نعيش تحت سقفه وفقا و عدالة اجتماعية يستظل تحتها الجميع.

نعم.. أنا مواطن عادي يلوذ و يستنجد بكل المكونات الجنوبية ما ظهر منها وما بطن، أرجوكم غادروا مربع تجار السياسة و باعة الشعارات، اخرجوا من نفق الاستعداء و بيت الداء (نفسي نفسي)، دعوكم من شياطين الكلام الذين يقولون ما لا يفعلون، و ليكن شعاركم: لبيك يا جنوب.

بنو وطني ..

سفينة الجنوب ستستوي على الجودي بتوحدكم خلف هدف شعبكم، لا تستهينوا بهذا الشعب الصابر المرابط الذي يتوق للحرية، فهو يعرف كل حاجة، و الكلمة في النهاية له، طال الزمان أو قصر، اللهم قد بلغت ..اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى