زيلينسكي يزور إيطاليا وألمانيا تستعد لاستقباله بدعم عسكري ضخم

> «الأيام» أ ف ب:

> ​يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إيطاليا السبت للقاء البابا فرنسيس ومسؤولين أبرزهم رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، عشية زيارة الى ألمانيا التي أعلنت تقديم مساعدة عسكرية ضخمة لكييف بقيمة 2,7 مليار يورو.

وأتت الزيارة الأولى لزيلينسكي الى إيطاليا منذ بدء الغزو الروسي لبلاده في شباط/فبراير 2022، على وقع استمرار الأخذ والرد ميدانيا بشأن مدينة باخموت، مركز القتال في شرق أوكرانيا، اذ أكدت كييف تحقيق تقدم حولها، في حين أعلنت موسكو أنها حصدت مكاسب ميدانية في داخلها.

وفي وقت تطالب أوكرانيا حلفاءها الغربيين بمزيد من الأسلحة خصوصا البعيدة المدى، اتهمتها روسيا بالشروع في استخدام الصواريخ البريطانية من طراز "ستورم شادو".

ووصل زيلينسكي الى روما حيث التقى نظيره سيرجيو ماتاريلا، قبل عقد لقاء لزهاء 70 دقيقة مع اليمينية ميلوني.

وأبدى في بيان "امتنانه لموقف إيطاليا الداعم بشكل دائم لأوكرانيا".

وكان زيلينسكي قال عبر حسابه على تويتر بعيد وصوله إن الزيارة "مهمّة تجعلنا أقرب الى انتصار أوكرانيا".

وتزامنا مع زيارة الرئيس الأوكراني لروما، أكد مصدر حكومي ألماني لوكالة فرانس برس أن محطته المقبلة ستكون برلين، مؤكدا بذلك تسريبات صحافية.

ولم يكشف حتى الآن برنامج الزيارة، لكن التسريبات تفيد بلقاءات مع مسؤولين يتقدمهم المستشار أولاف شولتس والرئيس فرانك فالتر شتاينماير.

كذلك، سيمنح زيلينسكي جائزة شارلمان مكافأة له على التزامه التفاهم في أوروبا، من دون أن يتضح ما اذا كان سينتقل الى مدينة إيكس-لا-شابيل في غرب ألمانيا لتسلمها شخصيا.

- "محكومة بالهزيمة" -

استبقت برلين الزيارة بالإعلان عن حزمة مساعدات كبرى لأوكرانيا، تشمل دبابات وعربات مدرّعة وأنظمة مضادة للطائرات.

وأوضح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس "نريد جميعًا نهاية سريعة لهذه الحرب الوحشية التي تشنها روسيا ضد الشعب الأوكراني، لكنها للأسف ليست في الأفق"، مضيفا "لهذا السبب ستقدم ألمانيا كل المساعدة الممكنة، طالما كان ذلك ضروريًا".

ووفق أسبوعية "در شبيغل" الألمانية، فهذه المساعدة هي الأكبر تقدمها حكومة أولاف شولتس لكييف منذ بدء الغزو.

وتشمل الدفعة الجديدة 30 دبابة ليوبارد من طراز Leopard-1 A5 و20 مركبة مدرعة جديدة من نوع Marder وأكثر من مئة مركبة مدرعة أخرى أصغر حجمًا، و200 طائرة استطلاع بدون طيار، و4 أنظمة دفاع جوي من طراز Iris T ومنصات إطلاقها وصواريخ للدفاع الجوي و18 مدفع هاوتزر وذخيرة.

وتعرضت ألمانيا لانتقادات من كييف والحلفاء لترددها في دعم أوكرانيا عسكريا. لكن برلين كثّفت جهودها في هذا المجال، وأنفقت ملياري يورو في العام الماضي، وأعلنت حتى تاريخه أنها ستخصص 2,2 مليار يورو لذلك.

ورأى المستشار في الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن المساعدة الألمانية الجديدة تظهر "بشكل مباشر أن... روسيا محكومة بالهزيمة".

- في باخموت وحولها -

وتطالب كييف بالمزيد خصوصا لشنّ هجوما مضاد لاستعادة أراضٍ تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها.

والى حين ذلك، تتواصل المعارك في مناطق مختلفة لاسيما مدينة باخموت (شرق) التي تشكّل منذ أشهر مركز القتال بين الروس والأوكرانيين.

وأعلن قائد سلاح البر في الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي تقدم "جنودنا في بعض مناطق الجبهة" وتسجيل الروس خسائر "في العديد والعتاد"، مشيرا الى أن "العملية الدفاعية باتجاه باخموت تتواصل".

وكانت أوكرانيا أعلنت الجمعة استعادة أراضٍ حول باخموت، وهو ما نفته موسكو التي أعلنت السبت تقدمها داخل المدينة والسيطرة على "حي في القسم الشمالي الغربي" منها.

وأفادت النيابة العامة الأوكرانية السبت عن سقوط قتيلين وعشرة جرحى بينهم أطفال في قصف روسي قرب باخموت.

وتسيطر القوات الروسية على حوالى 95 بالمئة من مساحة المدينة التي تعرضت لدمار هائل بعد معركة هي الأطول والأكثر دموية منذ بداية الغزو.

ويقلل مراقبون من شأن فرض روسيا سيطرتها الكاملة على المدينة من منظار استراتيجي، الا أن ذلك سيتيح لموسكو المفاخرة بنصر عسكري بعد سلسلة تراجعات في الأشهر الماضية.

في المقابل، تؤكد كييف نيتها إنهاك الجيش الروس بأكبر قدر من خلال التركيز على هذه المنطقة قبل الشروع في هجوم مضاد بهدف محاولة استعادة مناطق محتلة في الشرق والجنوب.

- "ستورم شادو" دخل المعركة -

ويثير تزايد الدعم العسكري من حلفاء أوكرانيا حفيظة موسكو، خصوصا مع بدئهم تزويد كييف أسلحة بعيدة المدى قد تمنحها أفضلية ميدانية.

واتهمت موسكو كييف السبت باستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية ضد "أهداف مدنية" في لوغانسك بشرق أوكرانيا التي تسيطر عليها روسيا.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "صواريخ جو-جو من طراز ستورم شادو التي زوّدت المملكة المتحدة نظام كييف بها تم استخدامها لتنفيذ الضربة، على رغم تصريحات لندن بأن هذه الأسلحة لن يتم استخدامها ضد أهداف مدنية".

وأفادت أن الهجوم ليل الجمعة استهدف مصنعين، وأدى الى تضرر "مبانٍ سكنية قريبة" وإصابة مدنيين بينهم أطفال.

وكانت لندن أعلنت الخميس عزمها علتى إرسال هذه الصواريخ لكييف، لتصبح أول من يوفّر لها أسلحة بعيدة المدى.

واعتبرت موسكو ذلك خطوة "شديدة العدائية من جانب لندن".

الى ذلك، حضّ وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دول التكتل على "الاسراع" في تسليم أوكرانيا الأسلحة خصوصا تلك البعيدة المدى.

وقال بعد لقائه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في ستوكهولم "يحتاج الأوكرانيون الى أمور محددة. الروس يستهدفونهم من مسافات بعيدة، لذا يجب أن تتوافر لهم القدرة على بلوغ المسافة ذاتها، المدى ذاته".

وتترافق زيارة زيلينسكي الى إيطاليا مع إجراءات أمنية مشددة تشمل دوريات للشرطة وانتشار عناصر عند تقاطعات رئيسية. وأصدرت السلطات أوامر بمنع تحليق الطائرات المسيّرة فوق روما.

وسبق للبابا فرنسيس (86 عاماً) أن استقبل زيلينسكي في الفاتيكان في شباط/فبراير 2020. ودائما ما يصلي الحبر الأعظم من أجل السلام في أوكرانيا ولضحايا الحرب.

وأجرى الرئيس الأوكراني زيارتين غير معلنتين مسبقا الى أوروبا في أيار/مايو، الى فنلندا وهولندا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى