يا بقرة صبي لبن..!

> ينام الظالم على ريش النعام تحت مكيفات الفنادق والفلل والشقق المفروشة، وينام المواطن في (عدن) على صفيح ساخن.

يؤكسج وطاويط الليل و خفافيش الظلام رئاتهم بهواء المكيفات البارد المنعش في غربة لا تسمع فيها لاغية، بينما يكتوي الموطن العدني بنار الصيف نهارا و يغرق في بحر الرطوبة ليلا.

يتاجرون بكهرباء (عدن) كل صيف كعادة حليمة مع العادة القديمة، و كلما راقبنا سلوك حكومة (داحس و الغبراء) و قلنا عساها تنجلي هذا الصيف، قالت الأيام السوداء و الغبراء من على فوهة بركان عدن الخامد: هذا مبتداها.

من جرب لهيب الصيف في (عدن) الساحلية يعلم أن حرارة الموت الضاري لا يمكن تخفيف أوارها بمروحة، فما بالك عندما تنعدم الكهرباء و يجد المواطن نفسه بلا ورقة توت، يعني: يا مولاي كما خلقتني.

كل صيف نلوك (لبانة) العذر الحكومي الأقبح من ذنب الانتقالي، الكهرباء تشتي صيانة، و الصيانة تشتي ديزل، و الديزل يشتي (زلط)، و الزلط يشتي فساد، و الفساد من الحكومة، إلى آخر حكاية الموروث الشعبي: يا بقرة صبي لبن، عبدالله سافر عدن، بنت اخته جابت ولد.

ما أكثر الوعود الوردية التي تتحفنا بها الحكومة، لكن في نائبات الصيف تختفي الوعود و تتبخر (ظهر أحمر)، و يكتفي رئيس الحكومة بوضع رجل فوق رجل و الاستمتاع بدراما تعذيب العباد سكان هذه البلاد.

و غريب زمن (المتطحلبين السياسيين) الذين يقتلون القتيل و يمشون في جنازته، فهم يعيشون مع أسرهم في (نعيم) الخارج، و يتفرجون على (جحيم) صيف الداخل دون حمرة خجل من هول أرواح بريئة تزهق على رصيف صيف ما شفنا منه إلا (ذنبه).

عيالنا في (عدن) يخوضون الاختبارات الوزارية تحت حمام الرطوبة، و تحت ضغط نفسي رهيب في ظل أجواء صيفية حارقة و بيئة قاسية لا تصلح للاستهلاك الآدمي، بينما أبناء وزراء الحكومة يستمتعون بالصيف إما تحت المكيفات في القاهرة أو في يخوت الترفيه في إسطنبول.

الوطن بالنسبة لأبناء عدن كهرباء (لاصية) تمنع عنهم هواجس رؤية النجوم في عز الظهر، و قرص روتي مع كوب ماء بارد يسد الطريق أمام الهجمات المرتدة للجوع الكافر.

مطالب أبناء عدن يا حضرات السادة الشرعيين و الانتقاليين بسيطة و عادية، اعطوهم قليل (برود) يعتقهم من نار الصيف و لهيب الرطوبة، و خذوا الكراسي و كباش المندي و الرحلات السياحية.

سكان عدن من بدو و حضر و نازحين يريدون هواء مروحة من مسامات الكهرباء العتيقة، فهل في مطلبهم هذا عار أو شنار؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى