بن مبارك: الحوثيون لم يظهروا أي رغبة جادة في تحقيق السلام

> الرياض «الأيام» الشرق الأوسط/ د ب أ:

>
​بينما تتواصل الجهود الأممية والدولية أملًا في إقناع الأطراف اليمنية بالتوصل إلى مسار لطي صفحة الصراع المستمر للسنة التاسعة على التوالي، اتهم وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك الجماعة الحوثية، اليوم الثلاثاء، بأنها لم تظهر أي رغبة جادة في تحقيق السلام.

تصريحات وزير الخارجية جاءت في وقت يزور فيه عدد من السفراء الأوروبيين مدينة عدن حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، في سياق المساعي الداعمة لجهود السلام ولتقديم المساندة للحكومة اليمنية التي تواجه تبعات اقتصادية غير مسبوقة بسبب توقف تصدير النفط ونقص الموارد.
ونقلت المصادر الرسمية أن بن مبارك بحث في جدة أمس مع وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في اليمن والجهود المبذولة لتحقيق السلام والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وخلال اللقاء عبر بن مبارك عن حرص الحكومة في بلاده على استعادة الأمن والاستقرار والتخفيف من معاناة اليمنيين ودعم جميع الجهود الرامية لإنهاء الحرب التي تسببت بها ميليشيا الحوثي بعد الانقلاب على السلطة الشرعية ومخرجات الحوار الوطني، وقال إن «ميليشيا الحوثي لم تبد حتى الآن أي رغبة جادة في تحقيق سلام حقيقي».

وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ» أكد بن مبارك ترحيبه بكل الجهود الإقليمية والأممية المبذولة للوصول لوقف شامل لإطلاق النار تمهيدا لبدء العملية السياسية الهادفة لتحقيق السلام في اليمن.

وأوضحت أن اللقاء تطرق لقضية خزان «صافر» والجهود المبذولة لحلها والتقدم المحرز إلى الآن لتنفيذ خطة الأمم المتحدة بهذا الصدد والدور الألماني للمساهمة في إحلال السلام في اليمن وتقديم الدعم الفني للقطاعات المالية والاقتصادية.

إلى ذلك، أفادت المصادر نفسها، بأن بن مبارك التقى في جدة المنسق المقيم للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد جريسلي وبحث معه التقدم المحرز في تنفيذ خطة الأمم المتحدة لمعالجة قضية خزان صافر، وثمَّن الجهود التي يبذلها الأخير في هذا الصدد والتفاعل الدولي مع دعوات الحكومة اليمنية والأمم المتحدة لتجنب كارثة بيئية محتملة لها تداعيات إنسانية واقتصادية خطيرة.

كما بحث بن مبارك مع المسؤول الأممي أهمية مضاعفة الجهود وحشد الموارد للتعامل مع قضيتي النزوح الداخلي ونزع الألغام، باعتبارهما من القضايا الإنسانية الملحة التي تسببت بها ميليشيا الحوثي الإرهابية نتيجة لاستهدافها التجمعات السكنية وزراعة الألغام عشوائيا على نطاق واسع في اليمن.

لقاءات وزير الخارجية مع السفيرة الألمانية والمسؤول الأممي، جاءت غداة وصول رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن جابرييل فينيالس، وسفراء فرنسا جان ماري صفا، وألمانيا هوبيرت ييغير، وهولندا بيتر ديريك هوف، والمبعوث الإيطالي الخاص إلى اليمن جيان فرانكو، ونائب رئيس بعثة فنلندا أسكو مانيستو.

إلى ذلك، رئيس الحكومة معين عبد الملك استقبل السفراء وبحث معهم المواقف الأوروبية الداعمة للحل السياسي، والخطوات الواجب القيام بها لبناء الثقة نحو السلام، إضافة الى إسناد جهود الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي في مواجهة التحديات الاستثنائية خاصة في الجوانب الاقتصادية والإنسانية.
وأبلغ رئيس الوزراء السفراء بأن الحكومة «قدمت تنازلات واسعة في مسار الهدنة والتهدئة وتتحمل أعباء باهظة جراء الأثر الاقتصادي للاعتداءات الحوثية الإرهابية على قطاع النفط واستمرار نهبها للإيرادات وتعميق معاناة المواطنين في مناطق سيطرتها».

وأضاف عبد الملك بالقول "إن جماعة الحوثي ومن خلال أعمالها الإرهابية المتكررة وآخرها الهجوم على طريق الكدحة لإحكام حصارها المفروض على مدينة تعز، وغيرها من الانتهاكات تشير إلى عدم جاهزيتها لخيار السلام ولا تكترث بمعاناة الشعب".
ونبه رئيس الوزراء إلى ما وصفه بـ«خطورة استمرار المجتمع الدولي في التغاضي عن الإجراءات الأحادية لميليشيا الحوثي الإرهابية بما في ذلك ضد الاقتصاد الوطني والبنوك في مناطق سيطرتها».

وبحسب ما أوردته المصادر الرسمية، تطرق عبد الملك إلى برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية الذي تنفذه حكومته والبنك المركزي بدعم تحالف دعم الشرعية وخصوصا السعودية والإمارات، وما أثمرته الإصلاحات في الحفاظ على الاقتصاد من الانهيار، إلى جانب الدور المعول على الأوروبيين في دعم هذه الجهود.
وأكد أن الأولويات الماثلة أمام حكومته تتمثل في الملفات الخدمية وبخاصة الكهرباء والمياه والحفاظ على استقرار العملة وتخفيف معاناة المواطنين المعيشية.
  • جهود ألمانية لإنقاذ اليمن
وتواصل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك جولتها الخليجية، والتي تتركز فيها المحادثات حول الوضع في اليمن الذي يعاني من الحرب، حيث التقت نظيرها اليمني وكذا منسق الأمم المتحدة.
وتعد ألمانيا ثاني أكبر مانح إنساني لليمن، وواصلت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك جولتها التي تستغرق ثلاثة أيام في منطقة الخليج، والتي تتركز فيها المحادثات حول الوضع في اليمن، الذي يعاني من الحرب الأهلية.

والتقت الوزيرة منسق الأمم المتحدة في اليمن، ديفيد جريسلي في مدينة جدة السعودية، كما أجرت محادثات مع نظيرها اليمني أحمد بن مبارك، الذي تزامنت زيارته للمدينة مع زيارة بيربوك.

وقالت بيربوك قبل توجهها إلى السعودية وقطر: "رهان السعودية الآن على المحادثات مع الحوثيين في اليمن تعتبر أول خطوة صحيحة"، معلنة أنها تريد أيضا التحدث عن حقوق الإنسان في السعودية، موضحة أن الحوار يعني أيضا التحدث بوضوح في القضايا الخلافية.
تجدر الإشارة إلى أن التقارب بين السعودية وإيران يعني أن الفرص لتهدئة الحرب في اليمن، حيث يدعم كلا البلدين أطرافا مختلفة، صارت أفضل مما كانت عليه منذ سنوات.

وتبحث الرياض عن نهاية للصراع المكلف الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 377 ألف شخص جراء عواقب مباشرة وغير مباشرة للحرب، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
ويعتمد حوالي 23 مليون شخص في اليمن على شكل من أشكال المساعدة الإنسانية.

وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، كانت ألمانيا ثاني أكبر مانح إنساني لليمن في عام 2022 بحوالي 198 مليون يورو.
وفي فبراير الماضي، أعلنت ألمانيا عن مساعدات إضافية بقيمة 120 مليون يورو لعام 2023، وتتمثل إحدى المشكلات الرئيسية التي تواجه المساعدات الإنسانية في تقييد الوصول إلى المعوزين.

والتقت بيربوك رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة اليوم الثلاثاء، ومن المقرر أيضا أن تلتقي الوزيرة ممثلي منظمة العمل الدولية، حيث ستجرى محادثات حول حقوق العمال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى