وداعا هدوء طبقة "الستراتوسفير".. مسار الطائرات في خطر

> «الأيام» العين الإخبارية:

> تقع طبقة الستراتوسفير فوق الترابوسفير مباشرة، وتتأثر بالمناخ وتؤثر فيه.

تمامًا كالبرتقالة، تُحاط الأرض بغلاف قوي، يحميها من الكون المظلم حولها، وتحفظها بما فيها من كائنات حية ونظم بيئية كاملة، ويُطلق على هذا الغلاف اسم «الغلاف الجوي» (Atmosphere). ولولا وجوده حول الأرض، لما كانت صالحة للحياة، ويتكون هذا الغلاف من عدة طبقات، وهي: التروبوسفير والستراتوسفير والميزوسفير والثرموسفير، لكن اتضح أنّ طبقة الستراتوسفير متأثرة بشدة بسبب التغير المناخي، بل وتؤثر تلك الطبقة أيضًا على مناخ الأرض.
طبقة طائرات

تقع طبقة الستراتوسفير فوق طبقة التروبوسفير وتحت طبقة الميزوسفير، على مسافة 12 إلى 50 كيلومترا فوق مستوى سطح البحر، وهي تضم طبقة الأوزون الشهيرة التي تحمينا من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس. وتتميز الستراتوسفير بالهدوء؛ فلا توجد فيها اضطرابات جوية أو عواصف، ولكنها أكثر دفئًا واستقرارًا، ما يجعلها خيارًا مناسبًا لخط سير الطائرات.
لكنها لم تسلم من التغير المناخي

بدأ العلماء يهتمون بتأثير التغير المناخي على طبقة الستراتوسفير منذ وقت طويل. وفي عام 1967، تنبأ العلماء بأنّ زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بفعل النشاط البشري، تتسبب في تسخين طبقة التروبوسفير، وتبريد طبقة الستراتوسفير. وقد كان؛ فقد أشارت ملاحظات الأقمار الصناعية إلى أنّ طبقة الستراتوسفير بردت بالفعل منذ عام 1979؛ نتيجة زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون، هذا بدوره أثر على غاز الأوزون.
ما علاقة الإنسان؟

على الرغم من أنّ التغيرات المناخية لها أسباب طبيعية، لا دخل للإنسان فيها، إلا أنّ أصابع الاتهام في قضية التغير المناخي الحاصل في عصرنا الحالي، تُشير نحو الأنشطة البشرية التي يتسبب فيها الإنسان، والتي تُطلق كميات هائلة من الهالوجينات؛ وهي تضم عناصر مثل الكلور والبروم، وتؤثر بدورها على طبقة الأوزون؛ فعندما تقابل ذرات الكلور والبروم مع غاز الأوزون في طبقة الستراتوسفير، تتفاعل مع ذرات الغاز، ما يؤدي إلى استنفاده، وهذا أمر طبيعي؛ لأنّ ذرة كلور واحدة كفيلة بتدمير ما يزيد عن 100 ألف جزيء من الأوزون.

أيضًا هناك خطر من مركبات الكربون الكلورية الفلورية (CFCs)، وتُعرف عادةً بـ«كلوروفلوروكربون»، واستخدمها الإنسان في صناعة مكيفات الهواء والمبردات والمنظفات والبخاخات منذ ثلاثينيات القرن الماضي، لكن بعدما اكتشف العلماء تأثيرها السلبي على طبقة الأوزون، بدأت المخاوف تتسلل إلى بعض الدول في سبعينيات القرن العشرين، منها الولايات المتحدة الأمريكية؛ فحظرت استخدامها، في محاولة للحفاظ على طبقة الأوزون من التآكل. لكن ما لبث أن وجد الإنسان استخدامات أخرى مفيدة لهذه المركبات، مثل إطفاء الحرائق والتبريد وتطبيقات أخرى يومية كثيرة ومفيدة.
عندما ينقلب السحر

تُساهم طبقة الستراتوسفير في العديد من الظواهر والأحداث المتطرفة المرتبطة بالمناخ والطقس، مثل: تلوث الهواء وحرائق الغابات وهبوب الرياح والعواصف الشديدة، فضلًا عن اضطرابات الحرارة بين البرودة والحر، وقد يمتد تأثيرها السلبي هذا إلى صحة الإنسان والنظم البيئية والكائنات الحية. يرجع هذا إلى وجود ارتباط بين طبقة الترابوسفير (التي نعيش فيها) والستراتوسفير، باعتبارها فوقها مباشرة؛ فتنتقل التأثيرات السلبية من الستراتوسفير إلى الترابوسفير؛ فيتأثر الإنسان وكل من عليها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى