"الأيام" تستطلع آراء الناس في عدن حول علاقة الآباء بأبنائهم

> معتصم الجلال

> 1يونيو، يومًا يُلامس جوهرية كل إنسان، وخير دليل على ذلك، التوافق العالمي الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012م والذي يؤكد من خلاله فضل الوالدين في استقرار الحياة، وإرساء السكينة، علاوة على ذلك إجماع كل الأديان السماوية في تقدير هذا اليوم، وتبجيله.

ومن خلال زيارة إستطلاعية أجرتها «الأيام» كشفت المكانة الواسعة التي يحتلها الوالدين في قلوب الناس، إلا أن ثمة شيء قد عكر الوسط، ودسَّ السّم في التفاحة، وجعل العلاقة بين الوالدين والأبناء مثل البحر الذي تتلاطم أمواجه في صخور اليابسة.
الدكتورة حنان المرقشي
الدكتورة حنان المرقشي



وفي هذا الصدد قالت دكتورة التاريخ في كلية الآداب حنان المرقشي "للأسف لقد توسطت بين علاقة الأبناء بآبائهم وأمهاتهم فجوة كبيرة، والعكس تماما، وهذا لم يكن وليد الصدفة قط، لا سيما أن هذه الفجوة تشكلت بعد ظهور التكنولوجيا، ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت ملجأ الكثير من الأبناء والآباء، لهذا تجد هناك علاقة فاترة، واهية؛ لاعتمادهم الكلي على مواقع التواصل الاجتماعي لبث همومهم ومشاكلهم، أكثر مِما يلجؤون لوالديهم، وهذه معضلةً خطرة جدا، يجب أخذها بعين الاعتبار.

وأضافت قائلة: إن الصحبة السيئة والشِلل المفسدة لها أيضا أثرها في انحراف أخلاقيات الأبناء، وبالتالي ينعكس على سلوكهم تجاه والديهم مما يؤدي إلى عقوقهم، ويتوجب على الآباء والأمهات اليقظة والانتباه، وأن يسعوا إلى الاستحواذ على مثل هذه النوعيات، ومحاولة التقرب منهم أكثر وفهم ما يدور في عقولهم.

ويجب ألا يستخدموا العقاب والسخط الجارح؛ لأن هذا يؤدي إلى نفورهم، وعصيانهم، وتوسيع الفجوة أكثر فـأكثر.
د. شائف مثنى
د. شائف مثنى


وكشف الدكتور في كلية الحقوق بجامعة عدن شائف مثنى "بأن هناك أبناء في مجتمعنا لا يرتبطون بوالديهم وجدانيا ممّا يحرمهم دفء الأبوّة وحنان الوالدين، خاصة في الآونة الأخيرة حيث تفاقم الوضع للأسوأ، وتشتت الانسجام ووصل بالحدّ إلى انشقاق الأسرة ذاتها، وأضحت علاقة الأبناء بآبائهم وأمهاتهم في عدن الحبيبة، علاقة ركيكة جدا يحكمها سلوك العنف وعدم الاحترام، وعدم مراعاة المودة وهذا ما يزيد الطين بلة، بعكس المناطق الريفية، حيث تجد أن علاقة الأبناء، بآبائهم وأمهاتهم قوية، وممتازة؛ لوجود روابط قوية جدا بسبب العادات والتقاليد والقيم الأخلاقية والتي ما زالت تُعبر عن نفسها بوضوح، لهذا تجد الآباء في المدينة يغبطون الانسجام القائم بين علاقة الابن ووالديه في المناطق الريفية، ويحنون إليه كثيرًا، مضيفا على كل حال نسأل الله الستر لأبنائنا ووالدينا جميعا.

وأوضح الشاب ناصر غسان قائلاً: إن علاقة الابن بوالديه في عدن قائمة على اتزان، ووعي الوالدين، فإذا كانوا مهملين التربية الحسنة وتاركيهم على هواهم غالبا ما تكون العواقب وخيمة، والعكس صحيح، فلا نستطع أن نقول إنه لا توجد فجوة في الوسط، الفجوة واضحة جدا بين الوالد وابنه في محافظتنا وهذا للأمانة شيء مؤسف للغاية.

وهذا يعود على أساس التربية، فإن شبَّ الشخص على شيء، سواء كان إيجابيا، أو سلبيا سيشيب عليه وينعكس عليه بما هو خير أو شر للوالدين.


وأضاف الشاب ناصر غسان قائلاً: الإنترنت سبب خطرًا بقدر ما هو مفيد، لقد ساعد الشباب في عدن على التميع، والانجرار نحو شهوة الذات متناسين الواجبات التي تترتب عليهم.

وقال الوالد عبده سالم القدسي: إن الوضع السيء هو السبب الأول والأخير في تأزيم العلاقة بين الابن وابنه، فالخلافات تأتي من لا شيء، وأحيانا يحدث الخلاف على الأكل والشرب، وكما لا ننسى أن بر الوالدين ديّن؛ فإن كنت أنا عاص، فإن أبنائي يكونون عصاة.
عبدالرؤوف الجلال
عبدالرؤوف الجلال


وأوضح عبدالرؤوف الجلال طالب ماجستير إدارة أعمال في كلية العلوم الإدارية بجامعة عدن أنه وفي السنوات الأخيرة ظهرت الكثير من النماذج السيئة بين الوالدين وأبنائهم، ومن خلال ما نلاحظه اليوم نجد أن علاقة الوالدين بأبنائهم باتت قاب قوسين أو أدنى من العقوق، حيث إن الانشقاق يزداد توسعًا يوما بعد يوم، وعند النظر إلى عوامل هذا الانشقاق، نكتشف أن هناك عوامل خارجية ساهمت في توسع الفجوة بين الابن وأبويه، ومنها أسباب مادية، وأخرى اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، إلخ.

وفي هذا الصدد نستحضر الأبرز، والأكثر شيوعا وهي:

1- التربية الخاطئة من قبل الآباء.

2- تسارع التغيير في الواقع المحيط حولنا مع قلة الوعي الأسري لهذا التغيير.

3- نظرة الأب إلى واقعه الحالي، بنظرته التقليدية القديمة التي كانت في شبابه.
رامي النمري
رامي النمري


أما المواطن رامي النمري فقد قال بأن الاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة، وخاصة بين الوالدين هو من أهم مقومات الاستقرار والثبات في حياتهم، وتعتبر علاقة الآباء والأمهات مع أبنائهم واحدة من أهم وأقوى الروابط في المجتمع، لكن تختلف نوعية العلاقة بين الآباء والأبناء باختلاف أعمار الأبناء.

ففي المراحل الأولى أو العقد الأول والنصف من عمر الأبناء يجب أن تكون العلاقة ذات طابع خاص وعمق عاطفي كبير، حتى التربية في هذه المرحلة من الأفضل أن تكون بطريقة أو بنمط عاطفي وسط جو ممزوج بالحب والقرب والمشاركة بعيدا عن الأساليب القاسية أو الفاترة من قبل الوالدين؛ لأن هذا سيؤدي إلى حدوث شق بين الأب والطفل وقد يترتب على هذا الشيء نفور الأبناء من الآباء، لأن شخصية الأبناء تُرسى قواعدها في هذه المرحلة التي يلعب فيها الآباء دورا أساسيا في تشكيل شخصيات الأبناء.

وأضاف المهندس عبدالرحيم مسعد قائلا: بالنسبة لي هذه قضايا عويصة نوعا ما، لكنها تظل قضايا جوهرية، حساسة، أرى أنه مهما بحثنا عن الأسباب التي توسع الفجوة بين الابن ووالديه هي غياب الوعي، فإذا كان الأب واعيا بجوانب الحياة سيعرف كيف يحتوي أبنائه بطريقة أو بأخرى، فـإذا قمنا وبحثنا عن العلاقات المتأزمة سنجدها محصورة حول الآباء الذين لا يوجد في ضمائرهم أي مسؤولية تجاه أبنائهم.
عبدالرحيم مسعد
عبدالرحيم مسعد


ومن وجهة نظري أرى أن علاقة الأبناء بوالديهم في عدن لا بأس بها ولا نستطع أن نقول عنها أنها في الحضيض على الرغم مما نسمعه من قصص كثيرة عن عقوق الوالدين، ولكن نسأل الله السلامة والعافية.

خاص لـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى